قصر المنيعة هو قصر تاريخي محصن يقع في بلدة المنيعة،التي تبعد بـ 870 كيلومتراً عن الجزائر العاصمة، يعود تاريخ بناء القصر إلى القرن العاشر الميلادي على يد قبيلة زناتة، إذ يتميز بموقعه الاستراتيجي في جبل مرتفع ومعزول، مما يجعله يبدو كجزيرة وسط الكثبان الرملية.
يتربع شامخا في الأعلى على تلة يزيد ارتفاع موقعه عن 70 مترًا فوق واحة النخيل بالمنيعة
تفيد الكتابات بأنّ القصر يشتهر أيضًا بتسميته الأمازيغية "تاوريرت"، التي تعني التلة الصغيرة، إذ يبدو للناظرين بأنه يتربع شامخا في الأعلى على تلة، يزيد ارتفاع موقعه عن 70 مترًا فوق واحة النخيل بالمنيعة، مما يمنحه إطلالة بانورامية رائعة على المنطقة، كما ينفرد بإطلالة تحيط بها مناظر طبيعية خلابة.
قلعة في قلب الصحراء
يطلّ قصر المنيعة القديم بشكل رائع على الخطوط الفاصلة بين العرق الشرقي الكبير والعرق الغربي الكبير بالجنوب الجزائري، ويظلّ قلعة ثرية سواء من حيث تاريخه العريق وتقاليده الراسخة أو من حيث المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط به.
اللافت أنّ القصر ليس مجرد معلم تاريخي بل هو رمز للهوية الثقافية لمنطقة المنيعة، ما جعله محلّ اهتمام السلطات وتخصيص مهرجان وطني يبرز مظاهره الثقافية وعادات المنطقة.
في سياق الاحتفاء بهذا الإرث التاريخي، انطلقت فعاليات المهرجان الثقافي المحلي لقصر المنيعة القديم، تحت شعار "المنيعة تاريخ وأصالة والتقاء الحضارات والثقافات".
وقد أكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو في كلمته الافتتاحية، التي قرأتها نيابة عنه نوال دحماني، مديرة الدراسات الاستشرافية، التوثيق والإعلام الآلي بالوزارة، على أهمية المهرجان كمنصة للمبدعين في كافة المجالات الثقافية.
وأضاف وفق بيان رسمي، على موقع الوزارة، بأنّ هذا المهرجان الذي يستمر أربعة أيام، يُشجع على الابتكار والإبداع ويعزز من عرض أعمال الفنانين والأدباء والباحثين.
كما أشار إلى ضرورة تسليط الضوء على الفنون التقليدية والممارسات الثقافية في المنطقة، بهدف الحفاظ على التراث الثقافي للمنيعة واستخدامه كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة.
المهرجان الذي جمع السلطات المحلية والجمهور، يعد أحد مكونات التراث عبر مختلف المناطق، وواحدا من زخم الأصالة الذي تتمتع بها البلد والتاريخ العريق للجزائر، إذ شهد تكريم الشخصيات الثقافية والإبداعية، وعرضًا لمختلف الفنون التقليدية التي تعكس تاريخ المنطقة وحضارتها.
وتضمّن المهرجان الذي يختتم غدا الجمعة، فعاليات ومعارض تسلط الضوء على عادات وتقاليد المنطقة، بالإضافة إلى سهرات فنية وشعرية تسهم في إبراز الجمال الثقافي الذي يميز المنيعة.
كما عرفت فعاليات المهرجان الاحتفاء بهذه المدينة العريقة التي تعد من أهم مراكز الثقافة والتاريخ في الجزائر.
وتجدُر الإشارة إلى أنّ تصنيف القصر كتراث وطني تمّ في سنة 1995، مما يعكس أهميته الثقافية والحضارية ويؤكد على ضرورة الحفاظ عليه كجزء من التراث الجزائري الغني.