20-ديسمبر-2019

الحراك الشعبي مازال متواصلًا رغم تنظيم الانتخابات الرئاسية (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

تدفّق جزائريون مباشرة عقب صلاة الجمعة، إلى شوارع العاصمة وعديد ولايات الوطن للأسبوع الـ 44 من الحراك الشعبي، بعد يومٍ من أداء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لليمين الدستورية، ومباشرته المهام بقبوله استقالة الوزير الأوّل نور الدين بدوي، في استجابة واضحة للمطلب الشعبي برحيل بقايا "الباءات".

تفاعل كثيرٌ من الحراكيين مع وسمِ "#أقسم_سأواصل" الذي أطلقه ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي

ورفع المشاركون في مظاهرات الجمعة الـ 44 من الحراك الشعبي، شعارات ترفض الذهاب إلى الحوار الذي دعا إليه الرئيس عبد المجيد تبون، وكذا لافتات تستعجل إطلاق سراح معتقلي الرأي والموقوفين يوم الانتخابات الرئاسية 12/12.

اقرأ/ي أيضًا: المشهد السياسي في الجزائر.. ماذا بعد الانتخابات الرئاسية؟

تفاعل كثيرٌ من الحراكيين مع وسمِ "#أقسم_سأواصل"، الذي أطلقه ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنًا وأداء الرئيس تبون لليمين الدستورية، حيث تصدّرت العبارة عديد الصفحات والمواقع، وعرفت التعليقات المرافقة لها رفضًا تامًا لنتائج انتخابات الـ12 كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور شباب يرفعون المصاحف متعهّدين بـ"عدم خيانة الحراك" والمواصلة إلى غاية تحقيق مطالب حراك الـ 22 شبّاط/فيفري.

ويأتي قسم الجزائريين على صيغة قسمِ الرئيس بمواصلة مشاريع الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة (لما كان وزيرًا للسكن)، حيث تجمّع الجزائريون في شارع البريد المركزي، وردّدوا قسمهم بمواصلة الحراك قائلين: "أقسم بالله العلي العظيم، أن حراك فخامة الشعب، لن يتوقّف مهما كانت الظروف". وبقيت قوّات الأمن متمركزة في شوارع العاصمة تتابع عن بُعد المسيرة 44 متفادية الاحتكاك مع المتظاهرين.

وفي ولايات بجاية، تيزي وزو، البويرة، قسنطينة، عنابة، ردّد المواطنون شعارات ترفض الجلوس على طاولة واحدة مع أطراف الحوار من السلطة، كما طالب المتظاهرون في الجمعة الـ 44 بإطلاق سراح المعتقلين وضرورة تغيير النظام.

تعدّدت اللافتات التي ترفض حكم الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، حيث امتزجت بين: "سلمية سلمية باتجاه المرادية.."، "مع إسكوبار مكانش الحوار"، و"لن نتحاور مع مزوّرين"، ورفض آخرون فكرة تمثيل الحراك في الحوار الذي دعت إليه السلطة، بعد أن برزت في الآونة الأخيرة بعض الشخصيات التي عُرفت بمشاركتها في المسيرات، محاولة الترويج إلى ضرورة الذهاب نحو الحوار كحلٍ للأزمة التي تعيشها البلاد.

وهران.. عاصمة التضامن 

في الغرب الجزائري، شهدت مدينة وهران منذ الساعات الأولى للجمعة، تجمع المتظاهرين بساحة أول نوفمبر للمشاركة في حراك الجمعة الـ 44، كما نزلت عديد الشخصيات السياسية والمحامين والنشطاء بالمدينة استجابة لنداءات أطلقها ناشطون على منصّات التواصل الاجتماعي، الذي دعا إلى ضرورة التظاهر في عاصمة الغرب، تضامنًا مع الحراكيين الذين تعرضوا إلى اعتداءات من قبل رجال الأمن في الجمعة الأخيرة.

وانطلقت المسيرة من ساحة أول نوفمبر باتجاه الولاية مباشرة عقب صلاة الجمعة، ردّد المشاركون فيها شعارات "دولة مدنية ليست عسكرية"، "لا للحوار مع العصابات"، "جايبين الحرية" (سننال الحرية)، وكذلك "نحن أولاد عميروش لن نتراجع".

وقال الحقوقي مصطفى بوشاشي خلال مشاركته في وقفة ولاية وهران إن "ثورتنا السلمية مستمرّة ومطالبنا مشروعة إلى أن تتحقّق"، واصفًا الاعتداءات الأخيرة التي عرفتها الولاية بـ "الخارجة عن الأطر القانونية".

وفي صورة تضامنية إنسانية، وزّع سكان مدينة وهران مختلف الأطباق والأكلات على الوافدين من مختلف الولايات، درءًا للفتن والجهويات وفي رسالة واضحة إلى المشكّكين في وحدة الجزائريين.

واستنكر أبناء مدينة وهران غربي البلاد، والمشاركون في الجمعة الـ 44، تقريرًا بثه التلفزيون العمومي يروّج لرفض من وصفهم بـ "السكان الأصليين" لمسيرات تضامنية في مدينتهم. ووصف بعض الناشطين الحملة الإعلامية بـ "العنصرية" والمشجّعة على تفرقة الجزائريين وزرع الفتن بينهم.

خرج شباب رافضٌ للمسيرة التضامنية بوهران حاولوا الاشتباك مع شباب الحراك الشعبي

في المقابل، خرج شباب رافضٌ للمسيرة التضامنية بوهران، حاولوا الاشتباك مع شباب الحراك الشعبي في نقطة الدوران المؤدّية إلى ساحة أوّل نوفمبر، كما ردّدوا شعارات عنصرية وأخرى مؤيّدة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون ورئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح، ووضعت قوات الشرطة حزامًا أمنيًا لمنع احتكاكهم بالحراكيين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إفلاس الأحزاب السياسية.. موسم الهجرة إلى التنسيقيات

الأحزاب السياسية لم تستفد من الحراك.. رفض شعبي للمعارضة والموالاة