21-يونيو-2022
(الصورة: Getty)

تعود العلاقات الجزائرية الإسبانية إلى مئات السنين، حملت في لُبِّها علاقات قوية بين الشعبين بحكم التاريخ المشترك، وهو الفارق للحنكة الدبلوماسية للسلطات العليا  الجزائرية في علاقات البلدين، على غرار  حكومة بيدرو سانشيز.

تتحدث نادية عن أمها الطبيبة ذات الأصول الجزائرية قائلة: بعد أن يشرح لها والدي أغلب المنتجعات والمناطق السياحية في العالم، تخبره أنهم سيذهبون إلى الجزائر، وبدوره هو يرفع راية السلام ويوافق

فمنذ بداية الأزمة بين البلدين، كان خطاب الرئاسة أو جهاز الحكومة في الجزائر واضحًا بخصوص الشعب الاسباني، ولم تتخلف السلطات الجزائرية في مضمون رسائلها غير المباشرة، عن التأكيد على التزامها تجاه العقود المتعلقة بالإسبان، موضحة أن القضية مع حكومة بيدرو سانشيز، وليس مع الشعب الإسباني.

ورغم تعقد الأزمة بين الجزائر وإسبانيا خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع دخول الاتحاد الأوروبي في الخط، والتخوف من التأثر العميق للاقتصاد الإسباني جراء تعليق العلاقات، إلا أن أغلب التحليلات تقول إن الأزمة "عابرة" متعلقة بقرار غير مدروس العواقب، يتحمله الوزير الأول بيدرو سانشيز، ووزيره للخارجية خوزي مانويل ألباريس.

ولأن العلاقة "مجتمعية" أكثر منها مع حكومة سانشيز، تشير كل الآفاق إلى عودة الأمور قريبًا إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، وفي المعنى قصّة ترويها نادية، الأستاذة الجامعية القاطنة بقرطبة، على موقعها للتواصل الاجتماعي، والتي تحكي فيها عن كيفية "اندلاع الحروب" أحيانًا بين أبيها ذو الأصول القرطبية أبًا عن جد، وأمها ذات الأصول الجزائرية، هذه الأخيرة التي تقول عنها ابنتها، إنها تفوز دائمًا "لأنها تمثل الشعب"، وقوية في نفس الوقت، ولا أحد يغلبها حتى في خطط الرحلات.

وتواصل نادية متحدّثة عن أمها الطبيبة ذات الأصول الجزائرية، "بعد أن يشرح لها والدي أغلب المنتجعات والمناطق السياحية في العالم، تخبره أنهم سيذهبون إلى الجزائر، وبدوره هو يرفع راية السلام ويوافق، ولا غالب إلا الله".

ولأن نادية بمثابة الخلاصة العميقة والتاريخية للعلاقة الثنائية بين الجزائر وقرطبة، تعترف هي أيضًا باشتياقها للجزائر، وللأجواء والأحاديث التي لا تُمل حسبها، تقول إنها كانت لا تفهمها وتعلمتها وأصبحت تحبها، منها عبارة "الحالة راهي شاكاشوكا"، أي بمعنى متأزمة، وهي أحسن وصف للوضع القائم حاليًا بين الجزائر وإسبانيا.

قوة العلاقة مع الشعوب في الداخل أو حتى الخارج تكسب الاحترام مهما كانت الظروف، فكلما التزم صانعو القرار بأخلاقيات العلاقة مع الشعوب، بعيدًا عن الابتزاز والمساومة في التعامل، وهو التوجّه الذي سلكته الجزائر، يصبح هذا الأخير متزنًا وقويًا لأبعد الحدود، وهو ما يعكس شدة تعلق والدة نادية بالجزائر، والتي تعتبرها أجمل بلاد في العالم.

وفي الأخير توضح الأستاذة الجامعية نادية، أن نداء العلاقات والجذور، هو مصدر القوة، والذي تخوض أمها بسببه حروبًا ينهزمون فيها كلهم أمامها، على رأسهم والدها.

رغم مخططات الرحلات المختلفة، إلا أن نادية تقول إن هذه المرة سنزور الجزائر بعد غياب طويل

ورغم الخطط ومخططات الرحلات المختلفة، إلا أن نادية تقول إن "هذه المرة سنزور الجزائر بعد غياب طويل"، فمرحبًا بنادية في بلد أجدادها، ومرحبًا بوالدها المحترم، وكل أهلها، لكن بشروط أم نادية الموقرة !