03-ديسمبر-2024
الأستاذ الفرانكو-جزائري نجيب سيدي موسى

الأستاذ الفرانكو-جزائري نجيب سيدي موسى

أطلقت مجموعة من الأكاديميين والمختصين في التاريخ، بالإضافة إلى فلاسفة وكتّاب فرنسيين، حملة تضامن واسعة مع الأكاديمي الفرانكو-جزائري نجيب سيدي موسى، وذلك عقب تعرّضه لهجوم عنصري حادّ على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعدّت الانتقادات حدود النقاش الفكري والمعرفي إلى النيل من إنسانيته وربط أفكاره بهويته الجزائرية وتشويهه عنصريًا

وكان سيدي موسى، الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في تاريخ الجزائر الحديث، قد شارك في برنامج "سي بوليتيك" على قناة "فرانس 5" يوم الأحد 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث دار النقاش حول ملف الذاكرة الجزائرية-الفرنسية، وتحديدًا على خلفية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال.

ورغم أن الأستاذ الفرانكو-  جزائري، قد رفض إيقاف صنصال، غير أنه في مقابل ذلك دافع عن ضرورة تقديم قراءة موضوعية وأكثر توازنًا لمواقف صنصال، موضحًا ارتباط بعضها بكتاباته المثيرة للجدل في الصحف اليمينية المتطرفة الفرنسية.

تصريحات سيدي موسى أحدثت جدلا واسعا، خاصة بعد أن جزّأها حساب "ديستيناسيون تيلي" على منصة "إكس" (الذي يُعرف بميوله لليمين المتطرف)، وتعامل معها بـنظرية التأطير" الإعلامية، إذ أقدم في اليوم التالي للبرنامج، على الاستثمار في جزء من أجزاء التصريحات، وأخذ منها مقطعًا من مشاركة الأكاديمي، وشنّ على القناة هجومًا لاذعاً.

ووصف الحساب القناة بأنها "الجزائر 5"، محاولا استغلال تصريحات الأستاذ سيدي موسى والتشكيك في موضوعيتها وحياديتها، مستغلاً أصول الأكاديمي الجزائرية.

وبعد هذا الهجوم المضاد على القناة، تحولت إلى حملة افتراضية مسعورة، أهمها ما جاء من كتابات عالمة الاجتماع فلورنس بيرجو- بلاكلر، التي وصفت الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي، بـ"الأحمق البائس".

بدوره هاجم الرسام الساخر كزافيي غورس ، الأستاذ سيدي موسى ووسمه بـ" لقب بائع السجاد الإسلامي"، موجها له اتهامات بتبني خطاب الكراهية بـ" ميولات إرهابية".

اللافت أنّ التصريحات التي أطلقها الأستاذ الفرانكو-جزائري، أخذت بعدا مسيئا لكرامته كشخص، إذ تعدّت الانتقادات حدود المناقشات  الفكرية والنّقد المعرفي إلى النيل من إنسانيته، وتم ربط آرائه وأفكاره بهويته الجزائرية في محاولة لتشويهه عنصريًا.

كما تجاوز الصحفي جان كاترمر الخطوط المهنية، إذ وصف الباحث سيدي موسى في تغريدة له بأنه " إرهابي محتمل".

واضطر الباحث سيدي موسى، المتخصص في الشؤون الجزائرية، إلى إغلاق حساباته على المنصات الاجتماعية، وحتى موقعه الإلكتروني الشخصي، بسبب الضغوطات ووابل من الهجمات التي استهدفته شخصيا.

وقال: "أجبرني هول الهجوم على إغلاق حساباتي وتقييد وسائل الاتصال بي، خصوصًا على الموقع الشخصي".

كما علق حول هذه الحملة السيئة بأنها امتحان حقيقي في فرنسا ولـ" مدى احترام الحريات الديمقراطية وقدرتنا على بناء مجتمع في ظل الأزمات المتعددة التي نواجهها".

كما ذكر بأنه ليس الوحيد الذي يواجه هذه الهجمات بل يواجه الكثيرون مختلف الأطروحات الخاصة بـ"القيم الإنسانية والمثل الثورية بالتاريخ الاستعماري وبالثقافة الإسلامية، والتعددية الفكرية".