مجتمع

إشكالية مطروحة منذ سنوات.. ما الحل لإثبات زواج الجزائرية من أجنبي عرفيًّا؟

21 مايو 2025
passeport_dz.jpg
دفتر الزواج الفرنسي (صورة: فيسبوك)
فريق التحرير
فريق التحرير

تُطرح منذ فترة في الجزائر، إشكالية قانونية تتعلق بإثبات زواج الجزائريات بأجنبي عندما يكون العقد عرفيا وغير مسجل في هيئات رسمية، وهو ما يتسبب في الكثير من المشاكل خاصة للأبناء.

منذ سنة 2005 يحق للجزائرية المتزوجة من أجنبي توريث الجنسية لأبنائها

وفي سؤال كتابي له، طرح النائب عن حركة مجتمع السلم بن علي الطاهر المسألة على وزير العدل حافظ الأختام، مؤكدا وجود إشكالية في إثبات هذا الزواج أمام المحاكم والجهات القضائية.

وذكر أن بعض المحاكم تطالب بالرخصة القانونية لإثبات هذا الزواج، في حين أن الزوجين لا يملكان هذه الرخصة لأن الزواج كان عرفيا، لكن كل أركان الزواج الشرعية مكتملة.

ولفت النائب عن حركة مجتمع السلم، إلى أن أهم إشكال يعانيه الزوجان هو تسوية وضعية أبنائهما، الذين يعتبرون جزائريي الجنسية وفق القوانين السارية المفعول.

 وتساءل النائب: "متى يتم حل هذا الإشكال لدى الجهات القضائية من أجل تسوية وإثبات هذا الزواج العرفي الجزائريات من أجانب دون اللجوء إلى الرخصة الإدارية، حتى يتم تسجيل أبنائهم في سجلات الحالة المدنية؟".

طرق إثبات الزواج

وفي ردّه، قال وزير العدل لطفي الجمعة، على السؤال الكتابي إن "إثبات الزواج في مثل هذه الحالات يتم طبقًا لأحكام المادة 22 من قانون الأسرة (القانون 84-11 المؤرخ في 9 حزيران/جوان 1984 والمعدل والمتمم)، والتي تنص على أن الزواج يثبت بمستخرج من سجل الحالة المدنية، وفي حال عدم تسجيله، يثبت بحكم قضائي". 

كما أشار إلى أن المواد 9 و9 مكرر من نفس القانون تحددان أركان وشروط عقد الزواج بصفة عامة، فيما تخضع زيجات الجزائريين والجزائريات من أجانب لأحكام تنظيمية إضافية نصت عليها المادة 31 من القانون.

وأضاف الوزير أن من بين هذه الأحكام التنظيمية، التعليمة الوزارية رقم 2 الصادرة عن وزارة الداخلية في 11 شباط/فيفري 1980، المعدلة بالتعليمة رقم 9 المؤرخة في 5 نوفمبر 2019، والتي تلزم الأجانب الراغبين في الزواج من جزائريين أو جزائريات بالحصول على رخصة زواج تصدرها مصالح الولاية المعنية.

وفي هذا السياق، شدد وزير العدل على أن قضاة شؤون الأسرة مطالبون بالتأكد من استيفاء كل الشروط القانونية لعقد الزواج، بما في ذلك الرخصة الإدارية المطلوبة بالنسبة للأجانب، وذلك تطبيقا لأحكام المادة 31 من قانون الأسرة. غير أن الوزير أوضح أن القضاة يحتفظون بسلطة تقديرية للفصل في مثل هذه القضايا، مع مراعاة ظروف كل حالة.

وختم الوزير بالتأكيد على أن كل أجنبي يرغب في الزواج من جزائرية عليه الالتزام بأحكام قوانين الجمهورية، والحصول على الرخصة الإدارية اللازمة، مع الإشارة إلى أن القضاء يبقى الجهة المخولة للفصل في النزاعات المتعلقة بإثبات الزواج وفق ما تتيحه النصوص القانونية.

حق الجزائرية في منح الجنسية للأبناء

وكانت الجزائر، قد أقرت مبدأ المساواة في نقل الجنسية من الأب أو الأم إلى الأبناء، وذلك منذ تعديل قانون الجنسية سنة 2005. 

وقبل هذا التعديل، كان قانون الجنسية الجزائري الصادر سنة 1970 يمنح الجنسية الجزائرية للأبناء من أب جزائري فقط، بينما لم يكن يحق للأم الجزائرية نقل جنسيتها لأبنائها إذا تزوجت من أجنبي، وهو ما شكّل تمييزًا صريحًا على أساس الجنس.

وتماشيا مع الالتزامات الدولية للجزائر في مجال حقوق الإنسان، وخاصة الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة  (CEDAW) ، صادق البرلمان الجزائري في عام 2005، على تعديل قانون الجنسية بموجب الأمر رقم 05-01 المؤرخ في 27 فيفري 2005. وبموجب هذا التعديل، أصبح من حق المرأة الجزائرية المتزوجة من أجنبي أن تمنح جنسيتها الجزائرية لأبنائها على قدم المساواة مع الرجل.

وقد اعتُبر هذا التعديل مكسبًا هامًا في مجال حقوق المرأة وتعزيز المساواة أمام القانون. وتحديدًا، نصّت المادة 6 مكرر من قانون الجنسية المعدّل على أن "يُعدّ جزائريًا الولد المولود من أم جزائرية أو من أب جزائري"، ما يُمكّن أبناء الجزائرية من أجنبي من الحصول تلقائيًا على الجنسية الجزائرية دون الحاجة إلى إجراءات تجنيس طويلة أو تعقيدات بيروقراطية.

ورغم هذا التقدم، لا تزال بعض التحديات الإجرائية قائمة، خاصة فيما يتعلق بإثبات الزواج وتسجيل الأبناء في الحالة المدنية في حالات الزواج العرفي أو غياب الرخصة الإدارية، وهي إشكالات لا تتعلق بالجنسية في حد ذاتها بل بالإثبات المدني، كما ورد في سؤال النائب بن علي الطاهر.

الكلمات المفتاحية

المدرسة العليا للأساتذة

رفع سنوات تكوين الأساتذة..تحسين للمستوى أم تمطيط بلا جدوى؟

أثار قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رفع مدة التكوين بالمدارس العليا للأساتذة التي يتخرج منها رجال التدريس في الأطوار التعليمية الثلاثة جدلًا وسط المتابعين للشأن التربوي، بين من رأى في ذلك تمطيطًا لا فائدة منه كون مشكل ضعف مستوى المتخرجين لا علاقة له بمدة التكوين، وبين من رحّب بهذا القرار الذي سيزيد من التراكم المعرفي للأساتذة قبل دخول عالم الشغل.


المخدرات-و-انواعها.jpg

بعد دخوله حيّز التنفيذ.. 20 معلومة تهمّك حول القانون الجديد لمكافحة المخدرات

دخل قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية المعدّل حيز التنفيذ بعد نشره في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، حاملاً جملة من التعديلات التي تعكس توجه السلطات نحو تشديد الرقابة على تعاطي وترويج هذه المواد، في ظل ما تصفه الجهات الرسمية بتنامي التحديات المرتبطة بهذه الظاهرة.


new born

تسعير الولادة حسب جنس المولود .. جدل يغزو مواقع التواصل ومختصون يوضحون

أثار فيديو لطبيبة نساء وتوليد تداولته مواقع التواصل الاجتماعي موجة جدل واسعة في الجزائر، بعد أن روت فيه أنها سمعت من إحدى مريضاتها عن وجود تسعيرة مختلفة للولادة في بعض العيادات الخاصة، تُحدّد حسب جنس المولود، حيث يُطلب مبلغ أعلى عند ولادة الذكور مقارنة بالإناث.


الشواطئ الجزائرية

غلاء الفنادق يعيق السياحة الداخلية.. حلم العائلة الجزائرية يصطدم بحسابات الجيب

في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتحوّل المدن الساحلية الجزائرية إلى حلم جماعي يتسلل إلى مخيلة الكثير من العائلات، خاصة القاطنة في الهضاب والجنوب. لكن ما إن يبدأ التخطيط لرحلة سياحية داخلية، حتى تصطدم العائلة الجزائرية بسؤال واقعي بسيط: "هل نقدر على كلفة عطلة صيفية؟".

بوضياف
راصد

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين

في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

علي ذراع
أخبار

وفاة الصحفي علي ذراع بعد صراع مع المرض

توفي مساء أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة الإعلامي علي ذراع عن عمر ناهز 78 سنة بعد صراع مع المرض، حسب ما أفاد به أقاربه.


حالة الطقس في الجزائر
أخبار

طقس الجزائر: حرّ شديد ورعد وضباب

توقعت مصالح الأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء 16 تموز/جويلية 2025، تسجيل موجة حر وتساقط أمطار رعدية معتبرة محليا على عدة ولايات من الوطن.

الارسيدي
راصد

"الإسلاميون استحوذوا على مفاصل الدولة".. الأرسيدي يشعل مواقع التواصل وشخصيات من حمس تنتفض

أثار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) جدلاً واسعاً مجدداً في الساحة السياسية الجزائرية، بعدما أورد في لائحته الأخيرة، الصادرة عن المجلس الوطني، اتهامات مباشرة لما وصفه بـ"تيار الإسلام السياسي" بالاستحواذ على مفاصل الدولة والسعي لطمس أسس الهوية الوطنية.

الأكثر قراءة

1
أخبار

ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة: زوال الاحتلال الإسرائيلي "حتمية تاريخية"


2
أخبار

بطلب من الجزائر.. اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على سوريا


3
أخبار

طقس الجزائر.. درجات حرارة قياسية في 6 ولايات جنوبية


4
مجتمع

رفع سنوات تكوين الأساتذة..تحسين للمستوى أم تمطيط بلا جدوى؟


5
أخبار

الجزائر تدين العدوان الإسرائيلي على سوريا وتدعو مجلس الأمن لتحمّل مسؤولياته