إعفاء القيادي مراون بن قطاية من أمانة الشباب يثير فتنة في حمس

قررت قيادة حركة مجتمع السلم إعفاء عضو المكتب الوطني المكلف بأمانة الشباب، محمد مروان بن قطاية، من مهامه، في قرار أثار تفاعلاً واسعاً داخل أوساط شباب الحركة ذات التوجه الإسلامي الأكبر في الجزائر.

حمدادوش دعا إلى ضرورة احترام القرار المؤسسي

ورغم أن المكتب التنفيذي الوطني لم يعلن رسمياً عن الإقالة وأسبابها، إلا أن مصادر مقربة من الحركة أشارت إلى أن القرار جاء على خلفية ما وُصف بـ"مخالفات تنظيمية"، من بينها ما اعتُبر سعياً لتحويل وقفة تضامنية إلى مسيرة دون التنسيق مع الجهات المعنية، وهي تهمة لم تُدعّم، بحسب منتقدي القرار، بأي أدلة قاطعة.

وكانت الوقفة التي نظمتها حركة مجتمع السلم بالعاصمة لصالح فلسطين، يوم 4 نيسان/أفريل الماضي، قد شهدت حالة انقسام بين موقف قيادة الحركة الداعية لتنظيم التجمع أمام مقر الحزب، والعديد من الشباب الحاضرين المطالبين بموقف أكثر جرأة، وفق ما أطلقوه من هتافات.

وخلال الكلمة التي ألقاها رئيس الحركة عبد العالي حساني شريف، قاطعه بعض الحاضرين بهتافات تدعو إلى عدم الاكتفاء بالوقفة والمضي في مسيرة في الشارع، مؤكدين ضرورة تصعيد الموقف الشعبي ضد الاحتلال وداعميه. كما تعالت أصوات تطالب برحيل السفارة الأميركية من الجزائر، تعبيرًا عن الرفض الشعبي للدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل.

وردا على ذلك، شدّد حساني شريف على أنه لا يريد أن ينقسم الجزائريون بسبب فلسطين، كما لا ينبغي أن تتحول القضية إلى مشاريع شخصية، داعيًا إلى رصّ الصفوف والعمل الجماعي في دعم القضية الفلسطينية، وسط استمرار هتافات الحاضرين المطالبة بالتصعيد والتحرك الميداني.

ومن القيادات البارزة التي رافعت لتصعيد الموقف في الأيام الأخيرة الرئيس السابق للحركة عبد الرزاق مقري الذي كتب عدة منشورات تدعو للتظاهر أمام السفارة الأميركية، والذي يوجد على خلاف معلن مع القيادة الحالية.

وعلى مواقع التواصل، أثارت إقالة بن قطاية ردود فعل متباينة داخل الحركة، حيث رأى فيها البعض تعبيراً عن "ضيق أفق في التعامل مع الحيوية السياسية لدى شباب الحركة"، فيما اعتبرها آخرون قراراً تنظيمياً يدخل ضمن صلاحيات القيادة ويخضع لاعتبارات داخلية تخص تسيير شؤون الحزب.

ويحظى الرجل بشعبية ملحوظة بين شباب الحركة، حيث يوصف بأنه من الوجوه النشطة والميدانية، خاصة في ما يتعلق بالتحركات التضامنية مع القضايا الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وفي رد ضمني على الجدل المثار داخل حمس حول هذه القضية، تحدث نائب رئيس الحركة، ناصر حمدادوش، في مقال مطول بعنوان "وحدة القيادة وواجب الولاء"، نشرته صفحة الحركة، عن ضرورات احترام القرار المؤسسي.

وحذّر مرتكزا على تأصيل ديني، من خطورة التفاعل العاطفي مع القرارات التنظيمية خارج إطار المؤسسة، داعيا إلى الانضباط، والتثبت، والرجوع إلى القيادة باعتبارها الأعلم بالمصالح والسياقات. 

وأكد نائب رئيس الحركة، أن الولاء الحقيقي يُقاس بالالتزام بروح الجماعة لا بالمزايدة في الفضاء العام، لأن البركة مع الجماعة، والقيادة أدرى بمآلات الأمور.

 ولاقى مقال نائب رئيس حمس، تفاعلا واسعا، بين من أيّده فيما ذهب إليه، وبين من انتقده بشدة متهمين القيادة الحالية بالحجر على الآراء المخالفة.