27-يناير-2023
قبطان

إلياس صغايرية (الصورة: فيسبوك)

شابٌ في الثانية والعشرين من عمره، طالب جامعي في التدريب الرياضي، حين تلجُ حساب إنستغرام الخاص به، تُصادفك صور شاب لا تُغادر الابتسامة محيّاه، ينشر صورًا له في مناطق سياحية في مدينة عنابة وبعض مدن الشرق الجزائري، حسابٌ بسيط بمتابعين يقل عددهم عن الألف، لا ينم أبدًا عن الشهرة التي حققها هذا الشاب منذ أن قرر الكشف عن هويته في صورة تم تداولها بقوة على فيسبوك.

"قبطان" عنابة خطف الأنظار في مباريات الـ "شان" وصنع الفرجة والتفاعل مع الجماهير

الفتى العشريني، الذي قَدِم من ولاية قالمة، حيث يقطن إلى ولاية عنابة حيث ولد، من أجل دراسة تخصص التدريب الرياضي بجامعة باجي مختار، بات أشهر من نار على علم، فصوره ومقاطع الفيديو الخاصة به أصبحت تحصد مئات الألاف من المشاهدات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، فما قصته؟.

قبطان

إلياس صغايرية هو "قبطان عنابة"، هو ذلك الشخص المرح الذي يدخل ميدان 19 أيار/ماي 1956 بعنابة وهو يرتدي زي تميمة الشان "قبطان"، ويصنع الفرجة مع تفاعل كبير من الجماهير العنابية معه، يرقص ويهتف ويداعب اللاعبين والصحافيين وغَدَا علامة فارقة في تفاصيل المنافسة الأفريقية التي زادتها جماهير عنابة جمالا باعتراف الكاف واللجنة المنظمة.

"لم أكن أتصور أن أحقّق كل هذا النجاح"، يقول إلياس في حديث لـ"الترا جزائر"، فهو في الأصل كان عضوًا متطوعًا في قطاع التسويق للجنة المنظمة لـ"شان"، "ذات يوم أرسل أحد الأعضاء رسالة في مجموعة تضم المتطوعين، يسأل عمّن يريد أن يرتدي بذلة قبطان داخل الملعب، أعجبتني الفكرة، وقلت أنا من سيرتدي البذلة ويكون التميمة".

يُواصل إلياس سرد تفاصيل حكايته: "تجربة قبطان هي أحسن أيام حياتي، أكثر ما أعجبني كانت ردّة فعل الجماهير، لقد أسعدني الأمر كثيرا، يبدو أن الأمر أعجبهم".

وأردف: "جماهير المنتخبات الأفريقية الأخرى تفاعلت معي، تلتقط صورا وتنشرها، غمرتني فرحة كبيرة، لكنني اندهشت حين شارك الحساب الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم صوري وفيديوهاتي".

ويعتبر محدّث "الترا جزائر" أن "حياته تغيّرت بعض الشيء بعد أن قرّر الكشف عن هويته، صرت معروفا لدى العامة، الجمهور بات يٌحييني، وصرت محبوبا أكثر بين أصدقائي".

هنا، استدرك "قبطان" شارحًا: "في الحقيقة، أنا معروف كوني شخص مرح، أحاول دائمًا أن أخلق جوًا من الضحك بين أصدقائي، أريد أن أكون إيجابيًا في كل الأحوال، حتى حينما أكون حزينًا فأسعى ألا يظهر ذلك للناس، أعتقد أن تميمة "قبطان" تمثّل شخصيتي الحقيقية، لذلك نجحت في أداء دورها".

وأرجع إلياس الحضور الجماهيري الكبير، الذي تشهده المباريات التي تُجرى في مدينة عنابة، إلى "الحب الكبير الذي يكنّه سكان عنّابة للساحرة المستديرة".

قبطان

وفي معرض حديثه، أشار "قبطان عنابة" إلى أن عمله مع لجنة التنظيم تطوعي بالكامل، "لا ننال أجرًا، اللجنة المنظمة توفّر لنا المبيت والأكل في الفندق فقط".

وفي سياق منفصل عن شخصية تميمة الـ "شان"، وجّه محدّثنا رسالة إلى السلطات العليا، وخصّ بندائه وزارة التربية داعيًا إلى "الاهتمام بتخصص علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية، وإدراج مادة التربية البدنية في الطور الابتدائي".

وعلّل إلياس "المتخرجون لا يجدون عملا، تتقاذفهم الجدران دون مستقبل، ليس هناك مناصب شغل في الاختصاص، فتح مناصب في الطور الابتدائي قد يحل جزءا من المشكلة".