13-سبتمبر-2019

منسّق الاتحاد الديقراطي الاجتماعي كريم طابو (أ.ف.ب)

أمر قاضي التحقيق لدى محكمة القليعة بتيبازة مساء أمس، بإيداع الناشط السياسي كريم طابو رهن الحبس المؤقّت بعد الاستماع له، بتهمة إضعاف معنويات الجيش.

طابو يواجه التهمة نفسها التي واجهها المجاهد لخضر بورقعة، وهي إضعاف الروح المعنوية للجيش

بعد خروجه من المحكمة، قال المحامي مصطفى بوشاشي الذي تأسّس رفقة محامين آخرين للدفاع عن المنسق الوطني للإتحاد الديمقراطي الاجتماعي، إنّ "طابو يواجه التهمة نفسها التي واجهها المجاهد لخضر بورقعة، وهي إضعاف الروح المعنوية للجيش".

اقرأ/ي أيضًا: لخضر بورقعة.. السلطة توظف التاريخ في تصفية الخصوم

يستطرد بوشاشي، أن هيئة دفاع كريم طابو، استأنفت حكم إيداعه الحبس على مستوى مجلس قضاء تيبازة، وسيتمّ الاستمرار في متابعة مجريات الملف والتحقيق معه.

اعتقال تعسفي؟

من جهته، أعلن حزب الإتحاد الديمقراطي الاجتماعي (قيد التأسيس)، عن اعتقال منسّقه الوطني وأحد أعضائه المؤسّسين كريم طابو أمس الأربعاء، أمام مسكنه بمدينة الدويرة.

وقال الحزب في بيان له، إنّ طابو تمّ اعتقاله من طرف رجال كانوا يرتدون الزّي المدني، قدّموا أنفسهم على أنهم رجال أمن، وقاموا بإبلاغ زوجته بأنه سيعود إلى منزله في غضون ساعتين.

وأوضح المصدر نفسه، أنه بعد مرور ساعات من اعتقاله لم يتمّ الإفراج عن كريم طابو، وأنّه لا أحد  في الحزب أو العائلة يعلم المكان الذي اقتيد إليه، أو الغرض من وراء اعتقاله دون استدعاءٍ أو توجيه أمرٍ قضائي إليه.

يؤكّد مصدر من عائلة كريم طابو، (رفض الكشف عن اسمه)، في حديث إلى "الترا صوت"، أنّ عائلته تتخوّف من الإبقاء عليه في الحبس المؤقّت، بسبب تُهمٍ جاهزة، ربّما سيتمّ الكشف عنها لاحقًا، مضيفًا أنّ عائلته ترجّح أنّ سبب الاعتقال، هو مواقفه السياسية ورفضه لسياسة الأمر الواقع.

ردود فعل رافضة...  

نشر الحقوقي مصطفى بوشاشي، المقرّب من كريم طابو، شريط فيديو على صفحته في فيسبوك نقل فيه خبر الاعتقال، مؤكدًا تواصله مع عائلته التي تجهل أدنى معلومات عن سبب اعتقاله.

واستطرد بوشاشي، متحدثًا عن الإجراءات الإدارية اللازمة في مثل هذه القضايا  "يُفترض أن يُوجّه استدعاء إلى كريم طابو، إن كان الأمر متعلّقًا بمتابعة قضائية".

من جهته، يرى الناشط السياسي فضيل بومالة، أنّ طريقة اعتقال السياسي كريم طابو تُشبه في أسلوبها طريقة اعتقال المجاهد الرائد لخضر، واصفًا ما حدث بالممارسات البوليسية والاستبدادية، ودعا المتحدّث إلى وقف سياسية التعنيف ومهاجمة الشعب في حراكه وكل النشطاء والحقوقيين المعارضين لمخططات النظام.

في السياق نفسه، كتب الإعلامي سيد أحمد سميان على حسابه في فيسبوك "ما زلنا لا نعرف ما هي الأجهزة الأمنية التي اختطفته من منزله أمام أسرته. نحن لا نعرف في أيّ مكان يوجد فيه الآن"، ويشير أحمد سميان، إلى وجود سلسلة هرمية غامضة في السلطة، تُشرف على إعطاء الأوامر للمسؤولين من ذوي الرتب المنخفضة، لاعتقال رجل سياسي بوحشية". متسائلاً: "ما هي الجريمة التي ارتكبها؟ وما هي الجريمة التي تستحقّ مثل أساليب المافيا؟".

مباشرة بعد تداول خبر اعتقال طابو، غرّد حفيظ درّاجي على تويتر كاتبًا"اعتقال المناضل و المواطن الجزائري كريم طابو بسبب أفكاره ومواقفه، يُشكّل منعرجًا وانحرافًا خطيرًا وتعديًا على الحقوق والحرّيات، وفيه استفزاز آخر للشعب ومحاولة لتخويف الأحرار، وتمرير انتخابات مزوّرة تمهّد للديمقراطية العسكرية".

وعلى الصعيد الحزبي، ندّد  التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية باعتقال كريم طابو، وشدّد الحزب على أنّ الخطوة هي "محاولة لإسكات جميع معارضي الانتقال المزيف للسلطة".

وأبرز البيان نفسه أنه لا يمكن فرضُ أي حلّ لأزمة النظام على الشعب الجزائري، معتبرًا أنّ خارطة الطريق هذه التي تعتمد على القمع والتقسيم، تهدّد بتقويض وحدة الشعب الجزائري، ويتحمل مروّجوها المسؤولية الكاملة، على حدّ قوله.

وختم  الأرسيدي  بتجديد دعوته للإفراج عن جميع سجناء الرأي، وإبداء قناعته أنّ الحلّ الديمقراطي والسلمي هو دائمًا الحلّ للخروج من الأزمة.

سفيان جيلالي: "اعتقال السياسي كريم طابو يرهن المسار الديمقراطي في الجزائر"

من جهته عبّر سفيان جيلالي رئيس حزب "جيل جديد"، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن استياءه لاعتقال الناشط السياسي كريم طابو، مضيفًا أن اعتقال الشخصيات السياسية يرهن مسار الديمقراطية في الجزائر. يُضيف المتحدّث.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قضية سي لخضر.. العدالة أمام امتحان صعب

قدماء جبهة التحرير.. "أفلانيون" رحّب بهم الحراك الشعبي