ناقش المشاركون في الملتقى الدولي حول "السينما والذاكرة" في الجزائر العاصمة، أهمية الاستثمار في الأفلام التي تعزز الذاكرة الوطنية وقيم سينما المقاومة، كما أوصى البيان الختامي باستمرار الملتقى مستقبلاً، مع التوسع في مواضيع تتعلق بالسينما والدبلوماسية الثقافية.
ضرورة إنشاء قاعدة بيانات رقمية خاصة بالأفلام والمنتجات السمعية البصرية الجزائرية التي تتعلق بالذاكرة الوطنية
وقد تمحور النقاش حول دور السينما في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتعزيز القيم التي تروج لها سينما المقاومة، بالإضافة إلى كيفية استثمار الأفلام كأداة حيوية في نشر الوعي الثقافي الوطني وتحقيق التوازن في صناعة السينما العالمية.
وأكد المشاركون على ضرورة حفظ الأرشيف السينمائي الوطني، واسترجاعه من الخارج، واستخدام الرقمنة في الإنتاج والتوزيع.
كما تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه صناعة السينما الجزائرية في ظل الهيمنة الثقافية العالمية، مع التأكيد على أهمية ترميم وحفظ الأرشيف السينمائي الوطني.
وأكد البيان الختامي أمس، على الدور المحوري للسينما كأداة لتعزيز الهوية الوطنية وبناء جسر من الفهم والتواصل بين الأجيال المختلفة حول تاريخ الجزائر المجيد.
وأوصى الملتقى الذي نظمته وزارة الثقافة تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الـ 70 للثورة التحريرية، بالاستمرار في تنظيم هذا الحدث الثقافي السنوي مع توسيع نطاقه في الدورات القادمة.
واقترح بأن يكون موضوع الدورة المقبلة "السينما والدبلوماسية الثقافية: دور القوة الناعمة في التحولات السياسية والثقافية العالمية"، بالإضافة إلى إنشاء تحالفات سينمائية هدفها مواجهة الهيمنة العالمية التي تروج لها الشركات السينمائية الغربية، والتي غالبًا ما تعكس أجندات استعمارية، وذلك من أجل تعزيز الحصانة الثقافية الوطنية.
كما أكد اللجنة على أهمية دعوة سينما المقاومة من بلدان أخرى لتكون ضيف شرف في كل دورة، مع التوصية بأن تكون سينما المقاومة الفلسطينية ضيف الشرف في الدورة المقبلة.
كما شدد المشاركون – حسب التوصيات- على "ضرورة دمج المزيد من قيم ومبادئ سينما المقاومة في مختلف الأنشطة الثقافية لتسليط الضوء على القضايا العادلة في العالم، وتعزيز الوعي التحرري بين الشعوب.
وتناولت التوصيات أهمية ترميم الأرشيف السينمائي الوطني وحمايته من الاندثار، كما تم التأكيد على ضرورة استرجاع الأرشيف السينمائي والتاريخي الجزائري المخزن في الخارج، خصوصًا في دور الأرشيف الدولية، وتوفيره للباحثين وصناع السينما.
وفي ظلّ التطور التكنولوجي، دعا المشاركون في التوصيات إلى ضرورة إنشاء قاعدة بيانات رقمية خاصة بالأفلام والمنتجات السمعية البصرية الجزائرية التي تتعلق بالذاكرة الوطنية، مع الاستفادة من الرقمنة في مختلف مراحل الإنتاج والتوزيع والعرض السينمائي.
من جانب آخر، قام وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، بتكريم كل من ساهم في إنجاح هذا المتلقى الدولي الهام، على غرار المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري والتي كانت الراعي الإعلامي للملتقى الدولي، كما قام الوزير بتكريم رئيس اللجنة العلمية الدكتور "جمال يحياوي" ومن خلاله أعضاء اللجنة العلمية الذين سهروا على إنجاح هذا المنتدى الدولي، ليقوم بعدها السيد الوزير بتكريم رئيس لجنة تنظيم المتلقى الدولي "السينما والذاكرة" "زين الدين عرقاب" ومن خلاله جميع أعضاء لجنة التنظيم. وبعد سلسلة التكريمات وتوزيع الشهادات للمشاركين في الملتقى الدولي "السينما والذاكرة"، تمت قراءة توصيات الملتقى.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الملتقى عرف مشاركة نخبة من الباحثين والمختصين من 16 دولة في مجالات متنوعة مثل السينما، التاريخ، الإعلام، والصوتيات البصرية. كما شارك في الملتقى مخرجون ومنتجون وكتّاب سيناريو وتقنيون، حيث قدموا أفكارًا ومناقشات علمية ساهمت في إثراء هذا الحدث الثقافي الهام.