20-نوفمبر-2020

لخضر الإبراهيمي، دبلوماسي سابق (الصورة: الجزيرة)

فريق التحرير - الترا جزائر 

قال الدبلوماسي المخضرم، لخضر الإبراهيمي، إنّ التدخلات العسكريّة الأجنبيّة العشوائيّة في ليبيا، خلقت مشاكلًا كبيرة لهذا البلد.

الإبراهيمي: صراعات داخلية بمجلس الأمن أخّرت تعيين المبعوث الأممي بليبيا

وأكّد الدبلوماسي الجزائري في حوار لقناة فرانس 24، أنّ "ما حدث في ليبيا إثر التدخل العسكري للحلف الأطلسي بمبادرة فرنسية، جاء ليزيد المشاكل في هذا البلد تعقيدًا".

وأوضح الإبراهيمي أنّه "بحكم تجربتي الشخصيّة فإن التدخل العسكري في دولة تواجه مصاعبًا مثل التي تواجهها ليبيا نادرًا جدًا ما يكون إيجابيًا إلا إذا كان بقرار واضح من مجلس الأمن الدولي وهو أمر غير حاصل بالنسبة للتدخلات التي نراها الآن في ليبيا فهي تدخلات عشوائيّة وكل واحد يتدخل كما يريد".

وأرجع سبب تأخر تعيين خليفة مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، إلى "الصراع الحاصل داخل مجلس الأمن بين كل من أمريكا في طرف وروسيا والصين في طرف آخر"، ليشير إلى أنّ "تجدد هذا التوتر بين الأعضاء صعّب الاتفاق على خليفة سلامة".

وفي رده عن دور مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم بكل من سوريا والعراق واليمن، أفاد المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى سوريا، بأنّه "حقيقة.. الدور ليس موجودًا لأن الأمم المتحدة شبه معطّلة ومن يعطلها هم أعضاؤها وليس الأمين العام".

وتابع: "الأمين العام الأممي هو مجرد موظف لدى الدول الأعضاء ويتحرك بما يسمح له أن يتحرك به".

وأشار المتحدث في السياق إلى إحدى مواد الميثاق الأممي التي تنصّ على أنّ "الأمين العام الأممي يستطيع التوجه لمجلس الأمن للفت نظر أعضائه إلى مشكلة تهدد الأمن الجماعي للعالم".

وشدّد على أن "الدول صاحبة القرار في المجلس هي التي تسيّره، ويمكنها أن تتدخل بأساليب مختلفة للتأثير".

وتطرّق لخضر الإبراهيمي إلى مسألة إصلاحات مجلس الأمن الدولي والجاري الحديث عنها منذ عهدة الأمين العام السابق للأمم المتحدة، خافيير بيريز دي كوييار (1982-1992)، حيث قال إنّ "الهيئة حققت جزءً من الإصلاحات".

وركّز الدبلوماسي على ما أعقب نهاية الخمسينات وبداية الستينات، وهي الفترة التي شهدت استقلال بعض الدول الأفريقية حيث تم تعديل عضوية مجلس الأمن من 11 عضوًا، وهو العدد الذي كان يضمه منذ تأسيس المنظمة الأممية عام 1945، إلى 15 عضوًا.

وأردف: "بدأ الكلام في الثمانينات على تعديل آخر من قبل دول من أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا إلّا أنّه وللأسف الشديد لم يتفقوا أبدًا على من يمثّل هذه القارات".

وأشار هنا إلى "الاقتراح الأفريقي باعتماد أسلوب التناوب والدورية على المنصب..، وهو ما لم يكن مقبولًا إطلاقًا".

وختم الدبلوماسي الجزائري كلامه بأنّه "حديث الإصلاحات سيبقى مستمرًّا..، وليس من الواضح اليوم أن التغيير في عضوية مجلس الأمن ستكون عن قريب".

 

اقرأ/ي أيضًا:

غوتيريش يطلب من الجزائر مواصلة عملها لصالح ليبيا ومالي

الدبلوماسية الجزائرية في زمن كورونا.. عين على ليبيا وأخرى على مالي