08-نوفمبر-2021

(تصوير: بلال بن سالم/Getty)

في بلدية أولاد فايت شرق ولاية الجزائر العاصمة، اختار المرشّح الهادي زروقي وهو إطار سامي في مؤسّسة خاصّة النزول إلى الشارع والأحياء الجوارية، لتنشيط حملته الانتخابية والترويج لمشروعه الانتخابي بمقابلة مواطني بلدية ولاد فايت، ضمن الحملة الانتخابية والدعائية الميدانية، التي يخوضها ضمن قائمة شبابية "قائمة شباب أولاد فايت" لانتخابات البلدية المزمع إجرائها في الـ 27 تشرين الأوّل/نوفمبر الجاري.

مترشّح حر: محدودية صلاحية رؤساء البلديات مغالطة وغطاءٌ لتبرير فشل بعض المنتخبين في الإدارة والتسيير

وعبر الخرجات الميدانية اختار الهادي الإصغاء إلى انشغالات المواطنين وجس نبض الشارع والاستماع إلى اهتماماتهم ومعرفة عن قرب مشاكل البلدية ومعاناة سكانيها، ومناسبة لعرض رؤيته وبرنامجه الانتخابي وطرح أفكاره مباشرة بهدف اقناع الناخبين بقائمة "شباب أولاد فايت".

اقرأ/ي أيضًا: "حرب" التّوقيعات.. رِهان الانتخابات المحلية في الجزائر

في هذا السياق، يقول الهادي في تصريح لـ "التر جزائر"، إن بلدية أولاد فايت أصبحت قطبًا جامعيًا وثقافيًا وصحيًا، تضمّ تجمعات سكانية عديدة وبالتالي هي بحاجة إلى فريق من الكفاءات قادر على إدارة البلدية على وجه أفضل، مضيفًا أن القائمة الحرة تَضُم إطارات وكفاءات فضلت الترشّح ضمن القوائم الحرة وليس حزبية، حيث ترفض الترشّح ضمن الوعاء الحزبي.

المواطن لم يعد يثق في الأحزاب، يضيف المتحدّث، وهذا نظرًا للتسيير الكارثي السابق من طرف القوائم السياسية، ويشح أسباب ذلك بأن الترشيحات أظهرت الهشاشة الأحزاب السياسية، التي لم تتكمن من إعداد القوائم أو جمع الاستمارات، ولذلك اغتنم الهادي الفرصة لإعداد قائمة من شباب ولاد فايت تتمتع بالكفاءة والخبرة لكسب ثقة المواطنين، على حدّ قوله.

وبخصوص محدودية صلاحيات المجالس البلدية، أوضح الهادي زروقي أنها مغالطة وغطاءٌ لتبرير فشل بعض المنتخبين في الإدارة والتسيير، موضّحًا أن بعض المترشحين والمنتخبين غير مطلعين على بالترسانة التشريعية الخاصّة برؤساء البلديات وما هي صلاحياتهم الدستورية، ومستوى بعض المنتخبين لا يؤهلهم إلى تسيير إدارة عمومية تعتبر القاعدة الأساسية في هرم الدولة.

من المجتمع المدني إلى التسيير الإداري   

عبد الحكيم بوميسة، شاب جامعي من بلدية الطاهير ولاية جيجل شرق الجزائر، اختار النشاط الميداني هو أيضًا، وقد قرّر المشاركة ضمن المتر شحين الأحرار، يقول في حديث لـ"التر جزائر" إنه لم "يعد هناك فرصة لترك الفراغ أمام الفاسدين وأشخاص غير مؤهلين لتسيير شؤون مواطني بلدية الطاهير".

عزيمة عبد الحكيم في تقديم إضافة إلى مواطنيه، تكمن في نشاطه الجمعوي الذي مارسه طوال السنوات السابقة رفقة باقي المترشحين، هنا يقول المتحدّث إن "الضغط والحركات الاحتجاجية كمجتمع مدني على الإدارة المحلية سمحت بتجسيد العديد من المشاريع والبنى التحتية"، إذ رفع عبد الحكيم وشباب قائمة "الوفاء والتجديد" التحدّي أمام منافسة أصحاب المال والأحزاب السياسية اللذان تسببا في تخلف البلدية، على حدّ قوله.

يرى كثر من هؤلاء الشباب، أن مسألة الترشح لانتخابات المحلية، يأتي ضمن امتداد لنشاطهم الجمعوي، الذي تأسس بعد الحراك الشعبي في الـ 22 شبّاط/فيفري 2019، ضمن مقاربة "المشاركة والمطالبة والمغالبة وعدم ترك الساحة للمال الفاسدين والمرتشين"، وخلال مقابلاته مع ممثلي الجمعيات الأهلية يَعدُ عبد الحكيم بتقوية دور المجتمع المدني، ومدّ يد العون ومساعدة الجمعيات الممثلة لتكون سندًا ومراقبًا للنشاط المجلس البلدي في حالة فوز قائمة "الوفاء والتجديد".

استعادة ثقة المواطنين

من جهتها، اختارت الكاتبة والصحافية، عائشة قحام الترشح ضمن قائمة عن بلدية بئر خادم (وسط العاصمة)، وفضّلت الانتقال من نقل انشغالات المواطن والتعبير عنها إلى تجسيدها وتحقيقها على أرض الواقع، إذ تقول في اتصال مع "التر جزائر" إن هدف الترشح هو تحقيق نتائج ملوسة على مستوى المحلي، والدفع بعجلة التنمية المحلية إلى الأمام، وتحسين ظروف معيشة المواطن، على حدّ تعبيرها.

وأضافت أن البلدية هي حلقة الوصل بين المواطن والدولة وأن ثقة المواطن بمؤسساته تبدأ عند أصغر هيكل إداري في الدولة، مشيرة إلى أن "التجربة أملت علينا ماهي احتياجات المواطن وما هي أولوياته وكيف يمكن الاستجابة والعمل على تجسيد العيش الكريم لكل مواطني البلدية".

تعتبر قحام أن رهانات الانتخابات المحلية لا تتوقف عند الخدمة العمومية على غرار استخراج الوثائق الإدارية؛ بل توفير ظروف الأفضل للتمدرس، والعمل على ترقية الخدمات الاجتماعية والصحية وتنشيط الحركة الجمعوية وتفكيك الإدارة البيروقراطية وتحسين وتجميل الطرقات والأحياء والقضاء على النقاط السوداء غير صالحة للسكن، وتعتمد قحام على تكوينها الثقافي والإعلامي لتقديم ومشاركة أفكارها ضمن المجالس المنتخبة بدل ترك المجال للمجهول.

يركز مرشحو القوائم المستقلة على العمل المباشر وتكثيف الاتصالات الميدانية والذهاب مباشرة للمواطن بفعل غياب الأطر السياسية والحزبية 

إلى هنا، يركز مرشحو القوائم المستقلة على العمل المباشر وتكثيف الاتصالات الميدانية، والذهاب مباشرة للمواطن بفعل غياب الأطر السياسية والحزبية التي أظهرت هشاشة في إعداد القوائم وجمع التوقيعات، ويتوقع متابعون أن تكون القوائم الحرّة في حال أفضل من حيث نتائج الاقتراع، والسبب يعود إلى فقدان المواطن ثقته في كثير من الأحزاب التقليدية وتوجّهه نحو القوائم الحرة لاختيار مرشّحيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سحب 22674 ملف للمشاركة في المحليات المقبلة

الأفافاس: مشاركتنا في المحليات أخلطت مخططات المغامرين