24-ديسمبر-2017

فاز مرزاق بقطاش بجائزة آسيا جبار عن الرواية العربية لهذا العام (الإذاعة الجزائرية)

لم يصدّق كتّاب الرّواية وناشروها وموزّعوها ومحبّوها في الجزائر، في ظلّ خواء لافت في حقل الجوائز الأدبية، أن أقدمت وزارتا الاتصال ممثّلة في "الوكالة الوطنية للنّشر والإشهار"، والثقافة ممثلة في "الوكالة الوطنية للفنون المطبعية"، على بعث جائزة متخصّصة في الرّواية حملت اسم الروائية آسيا جبّار (1936 ـ 2015)، وتمنح سنويًا لثلاث روايات كتبها جزائريون بإحدى اللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، في بادرة هدفت إلى امتصاص التشنّج اللغوي في الجزائر، بمبالغ مالية تعدّ كبيرة بالمقارنة مع ما هو موجود في السّاحة من جوائز.

تدريجيًا تتسع دائرة التحفظات الموجهة لجائزة آسيا جبار بالجزائر من جهة إخلال الدارين الحكوميتين الراعيتين لها بالمصادقية

غير أن تحفّظات كثيرة بدأ قطاع واسع من الرّوائيين والإعلاميين والنّاشرين يعلنون عنها، مع الدّورة الأولى لجائزة آسيا جبار، قبل ثلاث سنوات، منها أن الدّارين الحكوميتين الرّاعيتين للجائزة، هما من تحدّدان أعضاء لجنة تحكيمها، بالموازاة مع مشاركتهما فيها، ممّا أخلّ بمصداقية الجائزة وجعل مشاركة دور النّشر الأخرى مجرّد واجهة، "والدّليل أن الجائزة عادت في الدّورات الثلاث إلى الدّارين نفسيهما"، بحسب المدوّن والروائي مسعود قايدي.

اقرأ/ي أيضًا: آسيا جبار.. تمنح "بركتها" للشباب

توسّعت دائرة التحفظات والانتقادات لجائزة آسيا جبار، خلال دورة 2016، بإعلان أحد أعضاء لجنة التّحكيم أنّ الجائزة في فرع اللغة العربية عادت إلى الرّوائي إسماعيل يبرير، لكن وزير الاتصال يومها، الروائي حميد قرين، ضغط لتعطى للرّوائي سمير قسيمي، لأسباب تعود إلى حساسية شخصية بينه وبين الرّوائي المقصى. وأثار الأمر جدلًا واسعًا في المشهدين الأدبي والإعلامي.

ما أثار الجدل بعد توزيع جوائز الدّورة الجديدة من جائزة آسيا جبار، الخميس الماضي، أن الجائزة في فرع اللغة العربية آلت إلى الرّوائي مرزاق بقطاش (1945)، وقد كان نفسه رئيس لجنة التّحكيم في الدّورة السّابقة، وتسلّمها من يد الرّوائي سمير قسيمي الفائز في الدّورة السابقة، "ما أظهر الأمر على أنه تبادل للمكاسب"، بحسب الشّاعر والإعلامي رشدي رضوان في منشور له على صفحته في موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك.

تعد جائزة آسيا جبار للرواية أكبر الجوائز الأدبية في الجزائر
تعد جائزة آسيا جبار للرواية أكبر الجوائز الأدبية في الجزائر 

دفع هذا المعطى، بالرّوائي مرزاق بقطاش إلى أن يصرّح للإعلام بكونه لم يكن على علم بترشيح روايته إلا قبل أسبوعين من الإعلان عن النّتائج، "ولم أعلم بفوزي إلا أثناء حفل التّوزيع"، على حد قوله، متسائلًا: "هل كنت رئيس لجنة التّحيكم في الدّورة التي فزت فيها حتى يكون هذا الاستنكار مبرّرًا؟".

إلى جانب تتويج رواية مرزاق بقطاش "مطر يكتب سيرته" عن فرع الرّواية المكتوبة باللغة العربية، عادت الجائزة الخاصّة باللغة الأمازيغية إلى مصطفى زاروري، والخاصّة بالفرنسية إلى نور الدّين سعدي، الذي سبق رحيله إعلان النّتائج بيوم واحد.

وفي معرض تقييمه للرّوايات الفائزة، كتب عضو لجنة التّحكيم الأكاديمي والمترجم حميد بوحبيب، أن رواية مرزاق بقطاش "تنبش الذاكرة بطريقة شاعرية وسينمائية قلّما نجدها في الرّوايات الجزائرية. فلغتها راقية ولكن دون تهويمات شعرية ولا زخارف مجازية زائدة".

وعن مصطفى زاروري، قال: "خلافًا للرّوائيين الأمازيغ اليوم، استطاع مصطفى زاروري أن يجعل اللغة الأمازيغية اليومية لغة فنية دون أن يثقلها بالألفاظ الأمازيغية المستحدثة". في حين قال عن رواية سعدي: "تنفتح رواية الفقيد نور الدّين سعدي على تحقيق بوليسي لمفتش في شقة باريسية يحاول إعادة بناء المعطيات لفهم سبب مقتل إحدى السّيدات بلغة راقية تجعلنا نبحر في تلافيف الذّاكرة".

هذا العام أُعطيت جائزة آسيا جبار لبقطاش، الذي كان رئيس لجنة تحكيم العام الماضي، وسلمها له قسيمي الذي تسلمها العام الماضي!

"لقد ولدت جائزة آسيا جبّار كبيرة"، يقول قادة زاوي مدير دار "الجزائر تقرأ" لـ"الترا صوت"، بالنّظر إلى حملها لاسم إحدى سيّدات الرّواية في العالم، ولجمعها بين اللغات المكتوبة والمقروءة في الجزائر، مُستدركًا: "لكنّ الوزارتين المشرفتين عليها مطالبتنان بإعادة النّظر في قوانين تسييرها حتى تسترجع مصداقيتها".

 

اقرأ/ي أيضًا:

جائزة للرّواية القصيرة في الجزائر

الجزائر.. جائزة للرواية باسم الطاهر وطار