التهمت هكتارات من الأراضي الفلاحية.. كيف تُواجه الحكومة "الأحواش"؟
19 يونيو 2025
مع مرور السنوات تحوّلت "الأحواش" وهي تجمعات سكنية غير مُنظمّة (فوضوية)، إلى أحياء قائمة بذاتها، حيث تبتلع مساحات معتبرة من الأراضي الفلاحية، ما جعل من عملية تسوية العقار عموما صعبة.
وضعت الحكومة خطة شاملة لتطهير العقار الفلاحي نهائيًا خلال سنة 2025
منذُ نهاية تسعينيات القرن الماضي؛ بدأت السكنات الفوضوية تتمدد على تخوم المدن خاصة الكبرى منها الجزائر العاصمة والبليدة ووهران وعنابة وسطيف، وهو ما يُعرف اجتماعيا بـ"مدن الهامش".
اليوم، لم تعُد الأحواش مجرّد هياكل سكنية، بل أصبحت أحد أكبر التحديات أمام تسوية وضعيات العقار الفلاحي، في علاقة بتعطيلها لملف شائك يتمثل في "تحويل حق الانتفاع الدائم إلى عقود امتياز، وتعقيدها لمسارات الاستغلال القانوني والمنظم للأراضي الزراعية."
وفي هذا السياق، وضعت الحكومة خطة شاملة لتطهير العقار الفلاحي نهائيًا خلال سنة 2025، تتصدر فيها معالجة ملف الأحواش سلم الأولويات، وفق مقاربة قانونية وعملية متكاملة.
ظاهرة الأحواش كانت عن حلّ ظرفي أو مؤقت، أصبح اليوم عائق حقيقي أمام تنظيم واستغلال العقار الفلاحي.
ومن أجل تسوية العقود القانونية، أطلقت الحكومة مخططًا تفصيليًا، ضمن استراتيجية وطنية أوسع لغلق ملف العقار الفلاحي بشكل نهائي خلال عام 2025.
وقررت السلطات اعتماد خطة من مرحلتين لمعالجة ملف الأحواش داخل المستثمرات، تتمثل المرحلة الأولى منها في إحصاء شامل للأراضي الفلاحية المتضررة من ظاهرة الأحواش، وتحديد عدد التجمعات السكنية، ومساحاتها، ومواقعها، ثم إعداد وتحيين المخططات المسحية وفق هذه البيانات.
أما بخصوص المرحلة الثانية يتم خلالها تسوية وضعيات المستثمرات وفق المساحة الفعلية المستغلة للزراعة فقط.
ومن المتوقع استبعاد مساحات الأحواش من عقود الامتياز، وتصنيف الأراضي المبنية على أنها ملك خاص للدولة لأنها فقدت طابعها الفلاحي.
كما أكدت الحكومة على اتخاذ تدابير قانونية وتنظيمية بخصوص هذه المنشآت لتفادي الاستغلال غير القانوني.
وفي سياق ذي صلة؛ كشفت وزارة الداخلية في شهر شباط/ فبراير أنّ ولاية الجزائر تضم 488 حوشًا موزعة على 22 بلدية، يقطنها أكثر من 15 ألف عائلة، معظمها مشيّدة على أراضٍ فلاحية، ما يعقّد تسوية وضعيتها القانونية.
تتطلب تسوية هذه المساكن إلغاء صفة الأرض الفلاحية، وهو إجراء قانوني خاضع للقانون 16-08 ويتطلب موافقة مجلس الوزراء، ما يجعل العملية بطيئة ومعقدة.
تنظيم العمران
ويشكّل الملف تحديًا حضريًا واجتماعيًا، ويثير مطالب السكان الذين يطالبون بتسوية أوضاعهم وتوفير سكن لائق، في وقت تسعى فيه الدولة إلى التوفيق بين تنظيم النمو العمراني وحماية الأراضي الفلاحية.
تُعتبر الأحواش وفقا لدراسة اللجنة الوطنية لتطهير العقار؛ من بين أهم الأسباب التي أجلت دراسة آلاف ملفات تسوية العقار الفلاحي، بسبب الغموض القانوني في تصنيفها، وارتباطها بالاستغلال غير المصرّح به، وهو ما دفع إلى اعتبارها أولوية قصوى في الإصلاح الجاري.
كما اعتمدت الحكومة عدة تدابير، لتسريع منح عقود الامتياز للمستفيدين الفعليين، ومعالجة الاختلالات التالية:
- تحويل حق الانتفاع الدائم إلى حق امتياز بقرارات ولائية.
- تسوية وضعية الورثة عند غياب بعض الوثائق، بتكليف الديوان الوطني للأراضي الفلاحية بإعداد العقود.
- توحيد نماذج عقود الامتياز على مستوى مصالح أملاك الدولة.
وبخصوص حالة التنازل والورثة، فإن تسوية الأراضي تتم عبر الاستغلال الفعلي، أو الحالات المتعلقة بالتنازل عن الأراضي أو وفاة المستفيد الأصلي تُعالج على أساس الاستغلال الفعلي والالتزام بالمخطط الفلاحي، ولا تُمنح العقود إلا بعد التحقق من عدم تغيير وجهة الأرض أو البناء عليها.
كما قررت الحكومة وفق إرسالية وزارة الداخلية وضع حدّ لحالات الاستغلال دون سند قانوني للأراضي، وذلك عبر عملية إحصاء دقيق عبر البلديات، وفتح الترشح للاستفادة من العقود الفعلية، وتسوية الملفات بناء على دراسة حالة بحالة، بشرط الحفاظ على الصفة الفلاحية.
وفي علاقة بالأراضي الفلاحية المتنازع عليها كملكية خاصة؛ المنشور الوزاري المشترك عالج أيضًا الحالات التي توجد في نزاع قضائي أو تلك التي تم تسجيلها كـ"ملك خاص" للدولة وهي محل اعتراض من الورثة أو مستفيدين سابقين، إضافة إلى المستثمرات التي لم تُجسد ميدانيًا.
الكلمات المفتاحية

مصدرون جزائريون تجاوزوا حاجز المليون دولار.. كم عددهم وفي أي مجال ينشطون؟
كشف وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، عن ارتفاع عدد المصدّرين الجزائريين الذين تجاوزت صادراتهم حاجز مليون دولار، إلى 146 مصدرًا في مجال السلع، و80 مصدرًا في قطاع الخدمات، وذلك إلى غاية نهاية سنة 2024.

في ظل التساؤلات حول الكوطة.. الرئيس تبون يؤكد أن استيراد وتصنيع السيارات من صلاحيات مجلس الوزراء
أكّد الرئيس عبد المجيد تبون أن صلاحيات تصنيع واستيراد السيارات تعود حصريا إلى مجلس الوزراء، مشددا على أن أي قرار في هذا المجال لا يمكن أن يُتخذ خارج هذا الإطار السيادي.

مشروع بقيمة 1.35 مليار دولار.. إيني الإيطالية توسّع استثماراتها في الجزائر
في مشروع شراكة جديد، أبرمت سوناطراك وإيني عقداً لاستكشاف واستغلال المحروقات في محيط زمول الكبر بولاية ورقلة، بصيغة تقاسم الإنتاج، وذلك في إطار قانون المحروقات 19-13.

الجزائر ترد على مقررين أمميين بخصوص محاكمة خلية تبشيرية لـطائفة "شهود يهوه"
أكدت الحكومة الجزائرية أن محاكمة خمسة أشخاص، من بينهم فرنسيان، ينتمون إلى خلية تبشيرية تابعة لطائفة "شهود يهوه"، جرت باحترام تام للضمانات القانونية والإجراءات المعمول بها، نافية تسجيل أي خروقات أو طعون من طرف المتهمين أو دفاعهم.

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

الحبس المؤقت، شلل الأحزاب، ضعف الإعلام.. رحابي يرسم صورة سوداء عن واقع الحريات في الجزائر
انتقد الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي واقع الحريات السياسية في البلاد، معبّرًا عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بانحسار غير مسبوق للفضاء العام، وتنامي مظاهر التقييد التي مست جوهر الممارسة السياسية وحرية التعبير.

نقابة تقنيي صيانة الطائرات تندد بتهميشها في اتفاقيات الخطوط الجوية الجزائرية
نددت النقابة الوطنية لتقنيي صيانة الطائرات (SNMTA) بما وصفته بـ"تجاوزات" إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية، على خلفية توقيع الاتفاقية الجماعية دون إشراكها، رغم أن اتفاقًا كان مرتقبًا يخص ميكانيكيي ومهندسي الصيانة بالتوازي مع هذه الوثيقة.

الأفافاس يدعو السلطة في ذكرى الاستقلال لتحمّل مسؤوليتها التاريخية.. ما هي مطالبه؟
دعا الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، السلطة الجزائرية إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية كاملة، عبر تبنّي مقاربات سياسية جديدة، عقلانية وشجاعة، تُعيد بناء جسور الثقة مع المجتمع وتجدد العلاقة بين مؤسسات الدولة والمواطن.