15-يونيو-2021

مشاركة الجالية الجزائرية في الخارج لم تتجاوز 5 في المائة (تصوير: ميشال ستوباك Getty)

كشف رئيس السلطة المستقلة الانتخابات بالجزائر، محمد شرفي أن معدّل نسبة المشاركة في الاقتراع بالانتخابات البرلمانية في الخارج بلغت خمسة في المائة، واستنادًا إلى الأرقام الرسمية التي كشفت عنها السلطة المستقلة للانتخابات، فإنّ الكتلة الناخبة الاجمالية في المهجر تبلغ 902 ألف و365 ناخبًا موزعين على أربعة مناطق. 

شهدت العاصمة الباريسية أكبر مراكز تصويت الجالية الجزائرية إقبالًا ضعيفًا خلال ثلاثة أيام

شهدت العاصمة الباريسية أكبر مركز تصويت الجالية الجزائرية إقبالًا ضعيفًا خلال ثلاثة أيام، وقد أرجعه البعض بكون اختيار يوم الأوّل الخميس يوم عمل بفرنسا، وهو ما وقف حائلًا أمام العديد من أفراد الجالية للمشاركة، حيث تعكس النتائج الأولية عن عزوف الجالية الجزائرية في الخارج من المشاركة السياسية، أو في اختيار ممثلين عنهم في المؤسسة التشريعية.

اقرأ/ي أيضًا: انطلاق عملية تصويت الجالية الجزائرية في الخارج

 تذمّر الجالية 

في سياق الموضوع، قال أحد الفاعلين والناشطين في المهجر، ياسين ماحي باحي، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية وجود فجوة عميقة بين الجالية الجزائرية، والسلطات المركزية في الجزائر، مضيفًا أن هذا الجدار الفاصل هو نتيجة غياب التواصل بين الجالية والحكومة. 

وقال المتحدّث، إن إدارة أزمة كوفيد المتعلقة بإجلاء وتنقّل أفراد المهجر إلى داخل الوطن وغلق الحدود الجوية والبرّية أمام عائلات شهدت وفيات لآباء وأمهات في الداخل، عمّق من أزمة الثقة بين المهاجرين والسلطات، واعتبر أن الجالية شعرت أنها سُلمت لمصيرها، دون وجود تمثيل دبلوماسي أو رعاية من الدولة، على حدّ تعبيره.

وأضاف أن تعامل السلطات مع الجالية خلال أزمة كوفيد ترك انطباعًا لدى الجالية على وجود إهانة واحتقار تجاهها؛ مستدلًا بشروط وظروف إعلان فتح الحدود من ضعف في هياكل استقبال وفرض الحجر الصحي وتحديد عدد الرحلات. وعلى ضوء ذلك قال محدثنا إن ردة فعل الجالية المقيمة بالمهاجر هي عدم المشاركة السياسية وعدم الاهتمام.

في هذا السياق، أشار ياسين ماحي باحي أن الجالية الجزائرية بفرنسا قاطعت الانتخابات، حتّى من المواطنين الذي يشاركون في مختلف المحطات الانتخابية.

وشدّد محدثنا على ضرورة العمل من أجل استعادة الثقة وجسور التعاون بين الجالية المقيمة في الخارج وبين السلطة، داعًيا إلى إعادة النظر في وضعية الجالية من كتلة ناخبة إلى نخبة علمية وفكرية وقوة مالية واقتصادية قادرة في دفع التنمية المستدامة والمشاركة في الفعل السياسي.

 الشتات الجزائري 

في السياق، تشكّل الجالية الجزائرية بالخارج إحدى الأدوات المهمة التي يمكن لها أن تساهم إيجابيًا في تنمية البنية التحتية والمعرفية، كما تعطي التحويلات المالية نحو الجزائر دفعًا ماليًا وجزءًا مهمًا في الموازنة العامة والمداخيل بالعملة الصعبة، وتُعتبر التحويلات المالية للمهاجرين مكسبًا اقتصاديًا لكن تبقى البيئة غير متوفّرة ولا وجود لسياسة تحفيزية من طرف الحكومة لجلب ادخار المغتربين.

توحي النتائج الأولية للتشريعيات، بتراجع اهتمام الجالية الجزائرية بالشأن الداخلي في البلاد، فبعد أن شهدت تجمعاتها في الخارج مشاركتها في مسيرات الحراك في العواصم الأوروبية ضد النظام السابق، ومشاركتها في الانتخابات الرئاسية الماضية، إلا أن مشاركتها في التشريعيات أثبتت فقدانها للثقة في الهيئات التمثيلية، خاصة بعد الأزمة الصحية، وتباطؤ تجاوب السلطات مع انشغالاتها.

 لابدّ من سن قوانين لتشجيع عودة الجالية الجزائرية وجلب الأموال وادخار الجالية المقيمة في الخارج

يُجمع متتبعون، أنّه لابدّ من سن قوانين لتشجيع عودة الجالية الجزائرية وجلب الأموال وادخار الجالية المقيمة في الخارج، وهذا لن يكون دون مشاركة المغتربين في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.