21-يونيو-2017

مطالب عديدة بمستشفى لسرطان الأطفال في الجزائر

أشار "الترا صوت" في مقال سابق عنوانه "أطبّاء شباب جزائريون.. هاجس العيادة الخاصّة"، يوم 19 أيّار/مايو 2017، إلى جملة من الأرقام المتعلّقة بالقطاع الصحّي في الجزائر، في مسار تطوّره من فجر الاستقلال الوطني في عام 1962، إلى غاية العام الجاري. منها وجود 7742 عيادة فحص متخصّصة و6654 عيادة فحص عامّة، و5928 عيادة لجراحة الأسنان، و9794 صيدلية.

أثار إقدام الحكومة على إطلاق مشروع بناء "المسجد الأعظم" في ظل تواصل تردي الخدمات الصحية جدلًا واسعًا في مجالس الجزائريين

غير أنّ تذمّر المواطن من مستوى الخدمات المقدّمة في المؤسسات الاستشفائية الحكومية، بات هو السّمة الغالبة في الفضاء الجزائري. وأثار إقدام الحكومة على إطلاق مشروع بناء "المسجد الأعظم"، في الجزائر العاصمة، بتكلفة تفوق مليار دولار أمريكي، في ظلّ توفّر البلاد على 25 ألف مسجد، وفي ظلّ لجوء رئيس الجمهورية نفسه، منذ 2012، إلى العلاج في فرنسا، التي يشكّل الأطباء الجزائريون نسبة 25 في المئة من عدد أطبّائها الوافدين، جدلًا واسعًا في مجالس الجزائريين.

اقرأ/ي أيضًا: لقاحات الأطفال القاتلة تهز قطاع الصحة في الجزائر

وتكثّف هذا الجدل هذه الأيام، خاصّة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بإطلاق هاشتاغ يدعو إلى بناء مستشفى متخصّص في سرطان الأطفال، فتبنّته حساسيات المجتمع المدني، وبات يحتلّ صدارة الاهتمام والنقاش. يقول الناشط الجزائري بلال بن سكايم لـ"الترا صوت": "إنّه من الهاشتاغات التي وحدت الجزائريين، فتبنّاه الجامعي والمتسرّب مدرسيًا، والعامل في القطاع الحكومي والعامل في القطاع الخاص، وتفاعلت معه الصحافة الخاصّة، في مقابل إغفال الصحافة الحكومية له، لأن فيه إحراجًا للحكومة التي تقاعست عن المبادرة بالمشروع".

 

 

 

 

في ظلّ هذا الإغفال الحكومي لهذا المشروع، الذي سيتولّاه المجتمع المدني بنفسه، أقدم مثقفون وإعلاميون على تقديم جملة من الاقتراحات للوزارات والهيئات الحكومية، منها ما اقترحه الأكاديمي والناشط رؤوف بوقفة على وزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف، بأن تدعو إلى تخصيص زكاة فطر هذا العام لمشروع المستشفى، وعلى وزارة الثقافة، بأن تنظم حفلات فنية تعود عائداتها إليه. وبعث بوقفة رسالة إلى رئيس الجمهورية جاء فيها: "لقد وفقكم الله فشيّدتم أكبر مسجد في الجزائر، وأتمنى في هذه الأيام المباركات أن يوصل رسالتي هذه إلى مسامعكم، ويلهمكم العزم على بناء أوّل وأكبر مستشفى لعلاج السرطان لأطفالنا".

تتعدد حالات السرطان في أوساط الأطفال الجزائريين ويموت معظمهم بسبب نقص المواكبة الصحية في الداخل وارتفاع تكاليف العلاج في الخارج

من جهته، ثمّن الناشط الثقافي والباحث المتخصّص في الإسلاميات سعيد جاب الخير تفاعل الجزائريين مع المشروع، "فهو تفاعل يدلّ على أنّ مفهوم الإحسان توسّع لدى الجزائري، الذي تعوّد على أن يحصره في بناء المساجد". يشرح فكرته: "آن الأوان للجزائريين أن يتبرّعوا لإقامة المستشفيات ورياض الأطفال والحدائق والساحات العامّة والمدارس، فكلّها من سبل الخير".

اقرأ/ي أيضًا: من جنوب الجزائر إلى شماله.. سفر في أحضان المرض

فكرة مشروع المستشفى كانت من طرف الناشط الهادي زرّوقي، الذي قال لـ"الترا صوت" إنه أملاها عليه الواقع الذي يعرف 1000 حالة سرطان من أربعين نوعًا في أوساط الأطفال الجزائريين سنويًا، يموت نصفهم بسبب نقص المواكبة الصّحية في الدّاخل وارتفاع تكاليف العلاج في الخارج.

وقال زرّوقي إنّ المستشفى، الذي بات مطلبًا شعبيًا، سيقوم على تبرّعات المواطنين، وإنّ العلاج فيه سيكون مجانيًا، "إذ سيسع 400 سرير، وقد تبرّعت بلدية بوسعادة، 260 كيلومترًا إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، بقطعة أرض. على أن يخضع تسييره لمؤسسة الأمل 100/ 100 الخيرية لعلاج السرطان". يضيف: "تصادفنا عراقيل إدارية وقانونية كثيرة، ذلك أن المشروع هو الأوّل من نوعه في مجال العمل التطوّعي الجمعوي في الجزائر، ونحن نحرص على الشفافية في مجال التسيير المالي".

 

اقرأ/ي أيضًا:

حملة تلقيح تثير الرعب في المدارس الجزائرية

في الجزائر.. أطباء يفطرون على طاولة العمليات