ترتكز الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي على عدة محاور أساسية مثل البحث العلمي، وتطوير القدرات المحلية، فضلا عن دعم المؤسسات الناشئة، وإنشاء مراكز بيانات متخصصة، مع تحديد القطاعات ذات الأولوية مثل الأمن، الزراعة، الصناعة، والصحة.
التنمية تتطلب تحديد القطاعات ذات الأولوية التي ستستفيد بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي
وقال رئيس المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي، البروفيسور مروان دباح، خلال تقديم النسخة الأولى من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في ندوة عقدت في إطار فعاليات الطبعة الثالثة للمؤتمر الأفريقي للمؤسسات النّاشئة، إنّها تشمل تعزيز البحث العلمي في الذكاء الاصطناعي، وتنمية القدرات المحلية من خلال برامج تدريبية متخصصة، فضلاً عن دعم المؤسسات الناشئة التي تعمل في هذا القطاع وتوفير بيئة ملائمة للابتكار والنمو.
كما تركز الاستراتيجية على إنشاء مراكز بيانات متطورة ومرافق بحثية حديثة لضمان توفير البنية التحتية اللازمة لدعم التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
علاوة على ذلك، تهدف الاستراتيجية إلى تحديد القطاعات ذات الأولوية التي ستستفيد بشكل أكبر من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل الأمن السيبراني، الزراعة الذكية، الصناعة التحويلية، والرعاية الصحية، حيث سيتم تطبيق حلول مبتكرة تسهم في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية.
وتتطلع الاستراتيجية إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية الدولية لتبادل الخبرات والتكنولوجيا.
وفي السياق تمثّل الاستراتيجية خارطة طريق شاملة تهدف إلى تكامل الذكاء الاصطناعي مع احتياجات المجتمع الجزائري وتطوير حلول محلية مبتكرة تلبي تحديات المستقبل.
وفي هذا الصدد، قال وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة، نور الدين واضح، إنّ الجزائر قد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكشف الوزير في تصريح مماثل، عن إطلاق مشاريع استراتيجية هامة مثل المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والمدرسة الوطنية للرياضيات، بالإضافة إلى تنصيب المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي الذي يختص بإعداد الاستراتيجية الوطنية الأولى لهذه التقنية المتطورة.
وأكد الوزير على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية والمادية لضمان نجاح هذا المجال الحيوي.
واعتبر أن هذا المشروع الطموح يمثل "بداية مهمة" لجميع القطاعات في الجزائر، بما يعزز موقعها بين الدول المتقدمة في استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أنّ نجاح هذه الاستراتيجية سيساهم في تعزيز القدرة التنافسية للجزائر على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يضعها في مقدمة الدول التي تستفيد من هذه التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي.
تجدر الإشارة إلى أن الطبعة الثالثة من المؤتمر الأفريقي للمؤسسات الناشئة، تقام تحت شعار "إعادة تصور إفريقيا من خلال الذكاء الاصطناعي".
وتضمّ هذه التظاهرة التي تختتم اليوم أزيد من 500 شركة ناشئة، بالإضافة إلى مستثمرين وخبراء من مختلف أنحاء القارة الأفريقية.