الجزائر تدعو لإصلاحات بمجلس الأمن تشمل حق "الفيتو"

فريق التحرير - الترا جزائر

دعا الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي إلى التعامل مع ما يعيشه الشعب الفلسطيني من إبادة يومية، "بروح المسؤولية والحزم والصرامة"، ودعا إلى إصلاحات تشمل حق "الفيتو" ورفع ما وصفه بـ "الظلم التاريخي" عن قارة أفريقيا".

الخارجية الجزائرية: ما يعيشه أشقاؤنا في فلسطين مأساة حقيقية 

وقال المسؤول خلال النقاش المفتوح رفيع المستوى لمجلس الأمن حول: "تصحيح الظلم التاريخي ضد أفريقيا بفعل غياب التمثيل الفعال لها في مجلس الأمن" إنّ "ما يعيشه أشقاؤنا في فلسطين مأساة حقيقية تتفاقم يومًا بعد يوم وحرب الإبادة التي تشنها سلطة الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 10 أشهر على التوالي".

وعزا المسؤول هذا الوضع إلى "عجز مجلس الأمن عن ردع المحتل الإسرائيلي عن جرائمه وكَفِّ انتهاكاته لقواعد القانون الدولي التي بات الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي لا يعبأ بها، ولا يحسب أدنى حساب لما تقرّه، ويضرب عرض الحائط بكل ما تفرضه من التزامات".

وفي هذا الخصوص، أكد على أنّ "هذه التطورات التي تفرض واقعًا جديدًا يجب علينا التعامل معه بروح المسؤولية والحزم والصرامة انطلاقًا من منظومة القيم والمبادئ والمثل التي نسترشد بها".

وواصل قائلًا: "لقد أعادت إلى واجهة النقاش الدولي موضوعَ إصلاح مجلس الأمن، وتفرض على المجموعة الدولية ضرورة إحاطة هذا الملف بالعناية اللازمة، وهو الأمر الذي يزيد من قناعتنا بحاجة المجلس اليوم للصوت الأفريقي، صوت الحكمة، وصوت الالتزام، وصوت المسؤولية".

وبخصوص القارة الأفريقية، قال إنّها "عانت بشكل كبير من هذا الواقع المؤلم والمتأزم الذي يفرض نفسه، مذكرا بقضية الصحراء ومنطقة الساحل الصحراوي".

وخلال هذا النقاش، قدّم مقرمان خلال كلمته بمجلس الأمن، حسب وثيقة اطلعت عليها "الترا جزائر" "تحليلًا مختصرًا للسياق الدولي والإقليمي الراهن المثقل بالتحديات والمخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين أمام "الشلل شبه التام الذي يطال مجلس الأمن الأممي وإخفاقاته المتكررة في وضع حد، أو حتى كبح، سياسات الأمر الواقع والإجراءات أحادية الجانب".

وأعرب مقرمان عن "قناعة الجزائر بحاجة مجلس الأمن اليوم للصوت الأفريقي، صوت الحكمة وصوت الالتزام وصوت المسؤولية".

وذكّر في هذا السياق بالموقف الأفريقي الذي يرتكز على المبادئ التي تتم تحديدها في "توافق إيزلويني" و"إعلان سرت" اللذان يعتبران الإطار المرجعي الأساسي والوحيد.

كما تناول ممثّل الجزائر نتائج الاجتماع الحادي عشر لوزراء خارجية لجنة العشرة الذي استضافته الجزائر في شهر حزيران/ جوان الماضي، حيث دعت إلى "تصحيح الظلم التاريخي الذي تعاني منه القارة الأفريقية باعتبارها الغائب الوحيد في فئة الأعضاء الدائمين والأقل تمثيلا في فئة الأعضاء غير الدائمين"، كما دعت إلى "إعادة فعالية مجلس الأمن وقدرته على التحرك في وجه التهديدات المتنامية للسلم والأمن الدوليين".

وبالإضافة إلى ذلك طالبت الجزائر أن "يشمل الإصلاح جميع المسائل المتعلقة بأساليب عمل المجلس واستعمال حق النقض "الفيتو"، و"أن يُظهر الأعضاء الدائمين دعمًا صريحًا والتزامًا واضحًا بمسار الإصلاح من خلال الاستجابة الفعلية لتطلعات أفريقيا المشروعة".

وجدّد الأمين العام لوزارة الخارجية "تمسك الجزائر الدائم والتزامها الثابت بالموقف الأفريقي المشترك وكذا التزامها، من موقعها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، بأن تكون صوتا صادقا في خدمة مصالح إفريقيا وتطلعاتها".

جدير بالإشارة إلى أنّ النقاش عرف مشاركة كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة الترينيدادي، دينيس فرانسيس، وكذا العديد من الوزراء كبار المسؤولين.