03-أكتوبر-2021

قصر رئاسة الجمهورية الجزائرية (الصورة: الجزائر الآن)

فريق التحرير - الترا جزائر 

وصف أوّل ردّ رسمي لرئاسة الجمهورية الجزائرية، خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالتدخّل غير المقبول في الشؤون الداخلية للبلاد، والتصريحات التي غير المسؤولة، والمحاولات غير المجدية لإخفاء جرائم الاستعمار.

بيان الرئاسة: نزعة أصحاب الحنين إلى الجزائر الفرنسية محاولات غير مجدية لإخفاء المجازر

وجاء في بيان الرئاسة: "تعرب الجزائر عن رفضها القاطع، للتدخّل غير المقبول، في شؤونها الداخلية، مثلما ورد في هذه التصريحات، التي تحمل في طياتها اعتداءً غير مقبول، لذاكرة 5.630.000 شهيد، الذين ضحوا بالنفس والنفيس، في مقاومتهم البطولية، ضد الغزو الاستعماري الفرنسي".

وفي حركة احتجاجية من قصر المرادية، ذكرّ البيان بأن جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى، و"تستجيب لتعريفات الإبادة الجماعية" ضد الإنسانية. فهذه الجرائم، التي لا تسقط بالتقادم، يجب ألا تكون محلّ تلاعب بالوقائع وتأويلات تخفف من بشاعتها".

وفي خطاب شديد اللهجة، أشار البيان، أن نزعة أصحاب الحنين إلى الجزائر الفرنسية، يتم التعبير عنها من خلال محاولات، غير مجدية، لإخفاء فظائع ومجازر ومحارق وتدمير قرى بالمئات، من شاكلة واقعة أورادور-سور-غلان والقضاء على قبائل من المقاومين، وهي عمليات إبادة جماعية، متسلسلة، لن تنجح المناورات المفاهيمية والاختصارات السياسية في إخفائها.

"هذا التدخل المؤسف الذي يصطدم أساسًا بالمبادئ التي من شأنها أن تقود تعاونا محتملًا، بين الجزائر وفرنسا، بشأن الذاكرة، قد أدى إلى الترويج لنسخة تبريرية، للاستعمار في الوقت الذي لا يمكن لأحد أو لشيء، أن يغفر للقوات الاستعمارية، ولجرائمها، لاسيما مجازر 17 أكتوبر بباريس"، يضيف المصدر نفسه.

وأمام هذا الوضع غير المقبول الذي خلّفته هذه التصريحات غير المسؤولة، يضيف بيان الرئاسة، قرّر رئيس الجمهورية استدعاء سفير الجزائر، لدى الجمهورية الفرنسية، على الفور للتشاور".

يُذكر أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أصدر أحكامًا قوية على النظام الجزائري والأمّة الجزائرية والتاريخ المشترك بين البلدين، في لقاء جمعه بأحفاد الحركى  الجزائريين، وعدد من مزدوجي الجنسية.

وقال الرئيس الفرنسي أنّ ما أسماه "كراهية فرنسا" لم تنبثق من المجتمع الجزائري، الذي لا يحمل أي ضغينة تجاه فرنسا في أعماقه ولكن هذا الحقد تولّد مع النظام السياسي العسكري الذي بُني على هذا الريع التذكاري، حسبه".

وتابع ماكرون "النظام الجزائري متعب والحراك أنهكه، يربطني في كل مرّة حوار جيد مع الرئيس تبون، لكنّي أرى أنه عالق في نظام صعب جدًا".

أما فيما يتعلق بالتاريخ وملف الذاكرة المشتركة بين البلدين، هاجم الرئيس الفرنسي "التاريخ الرسمي الجزائري الذي، حسب قوله، أعيد كتابته بالكامل" ولا "يقوم على الحقائق بل على خطاب مبني على كراهية فرنسا".

وفي السياق، دعا إيمانويل ماكرون إلى إنتاج تحريري باللغة العربية لمواجهة "التضليل والدعاية".

من جهة أخرى، وفي الحديث الذي جمعه مع أحفاد الحركى، شكّك الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، متسائلًا "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي".

واسترسل ماكرون "كان هنا استعمار سابق للجزائر، أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على أن تُنسى تمامًا الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها. ولتوضيح أننا المستعمرون الوحيدون، هذا رائع. لقد جعلت الجزائريين يؤمنون بذلك".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عاصفة دبلوماسية وشيكة بين الجزائر وباريس

ماكرون: النظام الجزائري أنهكه الحراك الشعبي