الجزائر لم تستورد حبة قمح من فرنسا منذ جويلية 2024.. وتوقعات بتحقيق "اكتفاء ذاتي" جزئي في 2026

ينتظر أن تحقق الجزائر اكتفاءها الذاتي من القمح الصلب في غضون سنة 2026، استنادا إلى محصول وُصف بالجيد خلال الموسم الفلاحي الجاري. 

 شرفة: مردودية القمح لبعض ولايات الجنوب تجاوزت  80 قنطارًا للهكتار 

وخلال زيارته لولاية الشلف، أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، أن الإنتاج الوطني لهذا الموسم سيوفر الكمية اللازمة لتغطية حاجيات السوق من هذه المادة، دون اللجوء إلى الاستيراد.

وأوضح الوزير أن النتائج الأولية لحملة الحصاد والدرس، التي انطلقت في ولايات الشمال والهضاب العليا، تُظهر مؤشرات إيجابية على مستوى الإنتاج، ما يعزز إمكانية تحقيق الهدف المسطر.

ولفت شرفة إلى أن بعض ولايات الجنوب تجاوزت هذه المردودية، حيث بلغت في بعض المناطق 55 إلى 80 قنطارًا للهكتار، وفق التقديرات الحالية.

وبينما تقترب الجزائر من الاكتفاء في القمح الصلب، تُسجل تطورات في شعبة الشعير كذلك، إذ أكد الوزير أن إنتاج هذا العام سيسمح بتغطية فترة معتبرة من السنة المقبلة. 

في الوقت نفسه، تواصل الجزائر تجريب زراعات جديدة مثل السلجم (الكولزا) وفول الصويا. 

وبحسب تصريحات الوزير، تم تخصيص 21 ألف هكتار لزراعة السلجم، بهدف المساهمة في إنتاج الزيوت الغذائية محليًا. أما زراعة فول الصويا، فهي في مراحلها الأولى، وتغطي مساحة تقدر بـ100 هكتار فقط. 

ودعت الوزارة إلى توجيه المزيد من المستثمرات الفلاحية نحو هذه الشعب الصناعية.

تراجع الواردات الفرنسي

وسمحت هذه الوفرة في الإنتاج، بتقليص واردات الجزائر من القمح الفرنسي بشكل ملحوظ. 

ففي عام 2019، بلغت الكمية المستوردة نحو 5 ملايين طن، بقيمة تقارب مليار يورو، قبل أن ينخفض الاستيراد تدريجيًا إلى 2.1 مليون طن في 2021.

وسمح ذلك، بتراجع قيمة واردات القمح الفرنسي من 834 مليون يورو في 2022 إلى 166 مليون يورو في 2023، أي انخفاض بنحو 80% .

وفي 2024، توقّفت الجزائر عمليًا عن استيراد القمح من فرنسا، حيث لم يُسجل أي شحنة بعد تموز/جويلية 2024، باستثناء شحنة شحيحة بلغت حوالي 31,500 طن. 

وتعكس هذه الأرقام تراجعا حادا في الواردات الغذائية من فرنسا، ما يعكس تحولاً جذريًا في سياسة توريد القمح لدى الجزائر خلال السنوات الخمس الماضية.

بالتوازي، دخلت الجزائر في شراكات دولية لتوسيع إنتاج القمح عبر استصلاح أراضٍ جنوبية غير مستغلة. وفي تموز/جويلية 2024، أبرمت الحكومة اتفاقًا مع الشركة الإيطالية Bonifiche Ferraresi لتطوير 36 000 هكتار في منطقة تيميمون، ضمن إطار مشروع يستثمر ما يقارب 420 مليون يورو في إنتاج القمح الصلب، والبقوليات، وبناء وحدات لتحويل الغلال وتخزينها.

ويُتوقع أن تضيف هذه المبادرة نحو 170 000 طن سنويًا من القمح الصلب إلى الإنتاج المحلي. كما تهدف الجزائر إلى أن تشمل استصلاح ما يصل إلى 500 000 هكتار جنوبًا بحلول 2027 ضمن مبادرة استراتيجية أوسع.