أطلقت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة اليوم الاثنين، حملة وطنية تحسيسية لتعزيز حماية الأطفال من المخاطر الرقمية.
السلامة الرقمية للأطفال ليست مسؤولية الجهات الحكومية فقط بل تشمل الأسرة والمجتمع
وكشفت الوزارة في بيان لها بأنّ الحملة حملت شعار: "السلامة الرقمية لأولادنا.. مسؤوليتنا جميعا"، إذ تمتدّ حتى 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وذلك بهدف رفع الوعي حول أهمية حماية الأطفال من التهديدات التي قد تواجههم أثناء استخدامهم للتكنولوجيا والإنترنت.
وتأتي هذه الحملة لتوجيه الأنظار نحو أهمية اتخاذ إجراءات وقائية تضمن حماية الأطفال من هذه المخاطر.
في السياق، تقدّمت الوزارة بالشكر لجميع الفنانين الذين تطوعوا للمشاركة في هذه الومضة التوعوية والتحسيسية، مما يعكس روح التعاون والمشاركة في المسؤولية المجتمعية.
مسؤولية مشتركة
وتسعى الحملة إلى تحسيس المجتمع بأن السلامة الرقمية للأطفال ليست فقط مسؤولية الجهات الحكومية، بل هي مسؤولية جماعية تشمل الأسرة والمجتمع.
الكثير من الأسر تتحدّث اليوم عن معاناتهم من طريقة اتصال أطفالهم بالعالم الرقمي عبر الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، ووسائل التواصل الاجتماعي.
لهذا السبب فإنّه مع تزايد الاستخدام الرقمي، تظهر العديد من التحديات والمخاطر التي يمكن أن تؤثّر على سلامتهم النفسية والعقلية والجسدية.
وفي إطار الحملة التحسيسية؛ يُنصح بأهمية أن يساهم كل فرد في المجتمع في حماية الأطفال وتعليمهم كيفية التعامل مع التكنولوجيا بشكل آمن.
ودعا المختصون إلى وضع أسس لثقافة رقمية آمنة للأطفال، وذلك عبر العمل على تعليمهم الطرق السليمة للتعامل مع التحديات الرقمية وبمسؤولية.
وتستهدف الحملة أساساً إلى تحقيق مجتمع أكثر وعي بالسلامة الرقمية، بالتعاون بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والمجتمع بشكل عام.
ومن خلال الشعار الذي أطلقته الوزارة، يتضح أنّ الحملة يمكن أن تتوسع لتشمل العديد من القطاعات، لأنّ عدة تصريحات نقلتها " الترا جزائر" تتحدث اليوم عن ضرورة "بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا"، أين يتمكن الأطفال من الاستفادة من التقنيات الحديثة بشكل إيجابي.
على العكس من ذلك، تظلّ المخاطر الرقمية اليوم التهديد رقم واحد على صحة الأطفال النفسية والجسدية.
وتعتبر السلامة الرقمية ليست مجرّد مسؤولية فردية، بل هي مسؤولية جماعية يتشارك فيها الجميع خصوصا أمام الانتشار الكبير للوسائل الرقمية والمحتويات المتاحة للجميع عبر السوشيال ميديا.
في هذا الإطار، يشير الأخصائيون في الصحة النفسية، إلى العديد من المخاطر الرقمية التي تشكل حسبهم تهديدات غير مباشرة للأطفال في عالم التطور التكنولوجي الحديثة
وقالت المختصة في علم النفس كريمة حاشي، إنّ العصر الحالي باتت فيه "التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأصبح الإنترنت مصدرًا رئيسيًا للتواصل، التعليم، والترفيه".
ومن الجوانب الإيجابية والفوائد التي جلبتها الثّورة الرقمية، لفتت الدكتورة حاشي إلى أنّها على النقيض من ذلك أبرزت العديد من المخاطر التي تهدد الأفراد، وخاصة الأطفال.
وأضافت في إفادة لـ" الترا جزائر" قائلة:" الصغار بأجسادهم الصغيرة ومكوناتهم النفسية التي لازالت تنمو باتت محصورة في الغالب بين آلة تفعل كل شيء بعيدا عن علاقاتهم في بيئتهم الضيقة وهي الأسرة".
وأوضحت بأنّ الكثيرون باتوا " يعتمدون على الأجهزة الرقمية بشكل متزايد، ما يجعلهم " عرضة لمخاطر عديدة قد تؤثر على حياتهم النفسية والاجتماعية."
حماية المستقبل
ولحماية الأطفال من الأضرار المحتملة، والعمل على الاستخدام الصحي والآمن للتكنولوجي، يكشف الدكتور المختص في علم النفس السلوكي، عبد الكريم صاولي من جامعة الجزائر لـ" الترا جزائر" بأنهّ من خلال المعاينة الطبية والنفسية للعشرات من الحالات للأطفال، يتطلب الأمر اهتمامًا بالغًا من الجميع، خاصة من الأسرة والمؤسسات التربوية.
وبخصوص هذه المخاطر ذكر الدكتور صاولي: التنمر عبر الوسائط الاجتماعية، الاحتيال الرقمي، مشاهدة المضامين غير اللائقة، فضلا عن أمراض تظهر بسبب الإدمان على الإنترنت.
ومع ارتفاع منسوب استخدام الأطفال للأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، يشدد على أنّ الأطفال في مرحلة نموهم بحاجة إلى الحماية والتوجيه السليم.
وعليه فإنّ الاستخدام المفرِط للتّكنولوجيا، يترتّب عليه عدة أمراض نفسية وجسدية، بهدف توفير بيئة رقمية آمنة للأطفال، وإمكانية بناء ثقافة رقمية مسؤولة تضمن حماية الأطفال وتعزز صحتهم وسلامتهم في هذا العصر المتسارع من حيث وسائل التواصل.