الخبير الأمني أكرم خريف: انسحاب "فاغنر" شهادة على فشل المعالجة الأمنية في الساحل
7 يونيو 2025
بعد إعلان مجموعة "فاغنر" الروسية انسحابها من مالي، تُثار تساؤلات عديدة حول خلفيات القرار وتداعياته على الوضع الأمني في شمال البلاد ومنطقة الساحل عموماً.
الانسحاب يعكس فقدان الثقة بمهمة "فاغنر" بعد تجاوزات عسكرية وأمنية، فيما يبقى الوضع الأمني في مالي مهدداً بتدهور أكبر
أعلنت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية، يوم الجمعة، أنها ستغادر الأراضي في مالي، بعد ثلاث سنوات ونصف من القتال الميداني، ووصفت المجموعة أنّ مهمتها في البلد الأفريقي كُللت بالنجاح، كما ذكرت المجموعة أنّها أعادت جميع المراكز الإقليمية إلى سيطرة المجلس العسكري المالي وطردت من وصفتهم بالقوات المتشددة وقتلت قادتها.
وسط غياب حلول سياسية شاملة، وتصاعد القلق من فراغ أمني قد تستغله جماعات مسلحة محلية وإقليمية وفي ضوء هذه المستجدات، يبقى المشهد الأمني في مالي ومنطقة الساحل مفتوحًا على جميع الاحتمالات.
في حوار مع "الترا جزائر" يوضّح الخبير الأمني وصاحب موقع "مينا ديفونس"، أكرم خريف، أسباب هذا الانسحاب، وما هي انعكاسات الأمنية والعسكرية على شمال مالي والمنطقة خصوصا، وهل حقا حَققت قوات "فاغنر" الأهداف المسطرة من طرف المجلس العسكري في مالي، والموقف الجزائري من التواجد العسكري الأجنبي في الجوار الإقليمي.
- برأيكم؛ ما الأسباب الرئيسية التي تقف وراء انسحاب مجموعة "فاغنر" من مالي؟
برأيي، يعود انسحاب مجموعة "فاغنر" من مالي إلى جملة من العوامل، أبرزها الضغوط السياسية والعسكرية التي مارستها القيادة في موسكو على المجموعة، خاصة بعد تواتر تقارير عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت تجاوزات عسكرية وأمنية في حق الأبرياء، من قتل للمدنيين وتعذيب للمواطنين، واستخدام مفرط للقوة، خصوصًا ضد سكان الطوارق.
في ضوء هذه المستجدات، يبقى المشهد الأمني في مالي ومنطقة الساحل مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وسط غياب حلول سياسية شاملة
هذا إلى جانب إخفاقات واضحة على المستوى الميداني والعملياتي، ما أضعف من فاعلية المجموعة وفقدان ثقة السلطات الروسية بها في هذا الملف.
- هل كان انسحاب مجموعة فاغنر من مالي خطوة متوقعة؟
نعم، بحسب تقديرات العديد من الخبراء، كان قرار الانسحاب متوقعًا منذ نحو ستة أشهر. ففي شهر تشريح الأول/ أكتوبر من العام الماضي، أوقفت السلطات الروسية رتلًا عسكريًا تابعًا لـ"فاغنر" كان في طريقه إلى مدينة تنزواتين الحدودية.
وهو ما اعتُبر مؤشرًا واضحًا على رفض موسكو لأيّ تحرك عسكري مستقل تقوده المجموعة في الإقليم. ومنذ ذلك الحين، لم تُسجَّل أي مشاركة ميدانية أو عملياتية لفاغنر داخل مالي، ما عزز التوقعات بقرب انسحابها الكامل.
- ما تداعيات انسحاب مجموعة "فاغنر" على الوضع الأمني في شمال مالي؟
يُشير هذا الانسحاب بوضوح إلى فشل المقاربة الأمنية التي تبناها المجلس العسكري في مالي، ما يُحتّم إعادة النظر جذريًا في أسلوب التعامل مع التحديات الأمنية.
فقد تَرافق انسحاب فاغنر مع سلسلة من الانتكاسات الميدانية والخسائر العسكرية، ما أضعف قدرة المجلس على السيطرة، ليس فقط على شمال البلاد، بل حتى على المناطق الوسطى.
في ظلّ هذا الفراغ، تبقى العاصمة باماكو مُهدّدة من قبل المعارضة المسلحة، وقد تسقط في أية لحظة في حال استمرار التدهور الأمني. ومن المرجح، في تقديري، أن يلجأ المجلس العسكري إلى التعاقد مع شركات أمنية أجنبية جديدة لتعويض الانسحاب الروسي وضمان الحد الأدنى من الاستقرار.
- برأيك، هل مارست الجزائر ضغوطًا على موسكو لدفع مجموعة فاغنر إلى الانسحاب من مالي؟
نعم، الجزائر عبّرت بشكل رسمي، في أكثر من محفل دولي، عن معارضتها لتواجد القوات العسكرية الروسية في منطقة الساحل، وأدانت بشكل واضح المجازر التي ارتُكبت بحق مدنيين في شمال مالي.
الضغوط السياسية والدبلوماسية، لا سيما من الجزائر، لعبت دوراً محورياً في انسحاب مجموعة فاغنر من مالي
كما مارست الجزائر ضغوطًا دبلوماسية مباشرة على السلطات السياسية والعسكرية في موسكو، خصوصًا خلال اللقاءات الثنائية، حيث شددت على ضرورة انسحاب مجموعة فاغنر من شمال مالي. وعلى مدى أكثر من عام، أكدت الجزائر أن وجود شركات أمنية أجنبية، سواء روسية أو غيرها، يشكّل تهديدًا للأمن القومي الجزائري، ويُعيق مسار المصالحة الوطنية والحل السياسي في مالي.
- رغم انسحاب مجموعة فاغنر، لا يزال "فيلق أفريقيا" الروسي موجودًا ميدانيًا في مالي. كيف تفسر هذا الحضور؟
صحيح، رغم انسحاب فاغنر، فإن "فيلق أفريقيا" لا يزال متمركزًا في مالي، لكن مهامه تختلف تمامًا عن مهام فاغنر. فهو يعمل ضمن إطار رسمي تحت إشراف وزارة الدفاع الروسية، ويقتصر دوره على تدريب وتأهيل القوات المالية، وتزويدها بالعتاد والمعدات، إضافة إلى تأمين مناطق استراتيجية مثل العاصمة باماكو ومدينة كاتي.
بشكل عام، يلتزم الفيلق الروسي بأوامر مباشرة من موسكو ويخضع لضوابط صارمة، ولا يُشارك في عمليات قتالية هجومية مشتركة مع الجيش المالي، إلا في حالات محدودة جدًا، وعلى نطاق محدود.
- أعلنت مجموعة "فاغنر" أنّ مهمتها في مالي كانت ناجحة. كيف ترى هذا التصريح؟
هذا النوع من التصريحات كان متوقعًا، فمجموعات مثل "فاغنر" غالبًا ما تحاول تبرير انسحابها بإعلان "النجاح" في تنفيذ مهامها.
لكن الواقع الميداني يُظهر عكس ذلك؛ فقد تكبدت المجموعة خسائر بشرية معتبرة، خصوصًا خلال مواجهات عنيفة مع مقاتلي الطوارق في شمال البلاد. كما أن الوضع الأمني لم يشهد تحسنًا ملموسًا خلال فترة وجودها، بل ازداد تعقيدًا في بعض المناطق.
الكلمات المفتاحية

سفير فرنسا السابق في "إسرائيل" يردد أطروحات استعمارية حول تاريخ الجزائر.. وحسني عبيدي يرد عليه
أعاد السفير الفرنسي الأسبق لدى الولايات المتحدة و"إسرائيل"، جيرار أرو، ترديد أطروحات اليمين الفرنسي المتعلقة بتاريخ الجزائر، في موقف أثار ردود فعل مستنكرة بالنظر لتاريخ هذا الدبلوماسي المثير للجدل.

الأرسيدي يهاجم تعيين نائب إسلامي على رأس لجنة التربية.. هل عاد الصراع الأيديولوجي على المدرسة؟
وصف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، تعيين نائب إسلامي على رأس لجنة التربية في البرلمان بأنه "إهانة لروح الجمهورية"، داعيا للوقوف في وجه هذا "الانحراف الخطير".

الحبس المؤقت، شلل الأحزاب، ضعف الإعلام.. رحابي يرسم صورة سوداء عن واقع الحريات في الجزائر
انتقد الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي واقع الحريات السياسية في البلاد، معبّرًا عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بانحسار غير مسبوق للفضاء العام، وتنامي مظاهر التقييد التي مست جوهر الممارسة السياسية وحرية التعبير.

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

طقس الجزائر.. حرارة تصل إلى 49 درجة
حذرت مصالح الأرصاد الجوية، في نشرية خاصة من تسجيل درجات حرارة قصوى تصل إلى 49 درجة مئوية تحت الظل طيلة يوم الخميس. بكل من أدرار، إن صالح وتمنراست.

طقس الجزائر.. حرارة مرتفعة ورطوبة عالية في أغلب المناطق
تشهد مختلف المناطق الجزائرية، اليوم الأربعاء 9 تموز/جويلية 2025، أجواءً صيفية حارة، حيث تسجَّل درجات حرارة مرتفعة خصوصًا في المناطق الداخلية والجنوبية، وسط تحذيرات من استمرار موجة حر خلال الأيام المقبلة.

سجن نقيب فيدرالية السكك الحديدية.. حزب العمال يطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط
دعا حزب العمال إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الأمين العام لفيدرالية عمال السكك الحديدية، سعيدي لونيس، الذي تم توقيفه يوم 5 تموز/جويلية الجاري، بالتزامن مع عيد الاستقلال الوطني، وأُودع الحبس الاحتياطي، في خطوة وصفها الحزب بانتهاك صارخ للحصانة النقابية واعتداء على حق الإضراب