29-ديسمبر-2024
كريم زغيب

كريم زغيب (صورة: فيسبوك)

قال البروفيسور كريم زغيب، الخبير الدولي في تقنيات البطاريات، إن الليثيوم يمثل بديلاً استراتيجياً لتسريع الانتقال الطاقوي في الجزائر، مبرزا أن هذا المعدن يتيح تخزين الطاقة الخضراء المنتجة من مصادر متجددة عبر أنحاء البلاد.

الباحث دعا إلى الاستثمار في تطوير رأس المال البشري وتشجيع إعادة تدوير الأدوات المستعملة

وورد حديث زغيب في محاضرة ألقاها خلال ورشة عمل نظمت بالجزائر العاصمة حول تطوير شعبة الليثيوم، برئاسة وزير الدولة للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب.

وبالمناسبة، أوضح الباحث الجزائري المقيم في كندا، أن تطوير بطاريات الليثيوم-أيون هو خطوة حاسمة لتخزين الطاقة المتجددة وضمان استدامتها، مستعرضاً الابتكارات التكنولوجية التي يمكنها تحقيق هذا الهدف.

ولفت إلى نوع محدد من البطاريات يُعرف بـ"LFP"، والمكون من الليثيوم والحديد والفوسفات، موضحاً ميزاته من حيث الأمان والكثافة الطاقوية.

كما تطرق زغيب إلى تقنيات تحويل خامات الليثيوم إلى مواد جاهزة للاستخدام في البطاريات، مشدداً على أهمية استغلال الاستخدامات المتنوعة لليثيوم، من صناعة الزجاج والسيراميك ومعالجة الهواء إلى التطبيقات الطبية.

ورغم ضخامة الاستثمارات المطلوبة في هذا القطاع، أكد الخبير الجزائري المرموق أن العوائد الاقتصادية سريعة، مما يجعل الاستثمار فيه مجدياً على المدى الطويل.

وفي إطار استغلال أمثل لهذه الموارد، دعا زغيب إلى الاستثمار في تطوير رأس المال البشري وتشجيع إعادة تدوير الأدوات المستعملة، مثل الهواتف والحواسيب والبطاريات.

وذكر أن إعادة تدوير 28 طناً من البطاريات يمكن أن تسفر عن استرجاع طن واحد من الليثيوم، مما يعزز من قيمة هذه العمليات في تقليل الاعتماد على الاستيراد.

ولتثمين قدرات الجزائر، أشار زغيب إلى ضرورة إعداد خريطة وطنية للمواد المنجمية النادرة، موضحاً أن الليثيوم يمكن استخراجه من مصادر متنوعة مثل المياه المالحة للشطوط، الصخور، الطين، وحتى مياه البحر.

يذكر أن هذه الورشة شهدت حضور مسؤولين كبار، بينهم كاتبا الدولة المكلفان بالمناجم والطاقات المتجددة، والرؤساء التنفيذيون لمجمعات سوناطراك وسونارام وسونلغاز، بالإضافة إلى مدراء وكالات وهيئات تابعة للقطاع. كما نظمت ثلاث ورشات عمل تناولت مواضيع استكشاف واستخراج الليثيوم، تكريره وتحويله، وتطبيقاته والأسواق المرتبطة به.