الخطوة الأولى لبشرة صحية في الربيع.. واقي الشّمس ضرورة

بالرّغم من المخاطر الصحية المترتبة على التعرُّض المُفرِط للأشعة فوق البنفسجية، لا يزال الوعي باستخدام واقي الشمس محدُودًا، ممّا يستدعي تعزيز الثقافة الوقائية لتفادي أضرار الشمس المختلفة.

التعرّض المفرط لأشعة الشمس قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تصيب البشرة والجلد، أبرزها الحروق والشيخُوخة المبكرة

وخِلال فصل الربيع، مع موقع الجزائر الجُغرافي الذي يمتدّ من سواحل البحر المُتوسّط إلى الصحراء الكبرى؛ يتعرّض سكانها لأشعة الشمس طوال السنة، قد يظنّ البعض أنّ درجات الحرارة المُعتدلة تمنحهم فُرصة للاستمتاع بالشمس دون قلق، لكن الواقع يُظهِر أنّ الأشعة فوق البنفسجية تظل تُشكّل خطرًا كبيرًا على صحة البشرة في جميع الفصول.

على الرّغم من أنّ الشمس تُعدّ مصدرًا أساسيًا للفيتامين "د"، إلا أنّ التعرّض المفرط لأشعتها قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، أبرزها الحروق الشمسية، شيخوخة البشرة المبكرة، وحتى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. 

ورغم أهمية واقي الشمس في الوقاية من هذه الأضرار، فإن استخدامه في الجزائر لا يزال محدودًا ومرتبطًا بموسمية فصل الصيف، مما يثير تساؤلات حول مدى وعي المواطنين بهذه الضرورة الصحية طوال السنة.

وفي هذا السياق، تستعرِض الدكتورة ألفت بن خياط، صيدلانية بولاية قسنطينة (شرق) في تصريح لـ "الترا جزائر" تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية وأهمية التوعية المستمرة حول استخدام واقي الشمس بشكل يومي. 

وأشارت إلى أنّ الإقبال على شراء الواقي الشمسي في الجزائر غالبًا ما يقتصِر على الفتيات والنّساء، مما يعكِس ضُعف الوعي العام بأهمية هذه المنتجات الوقائية.

استخدام محدُود

بالرّغم من الفوائد العديدة لواقي الشمس، إلاّ أنّ استخدامها في الجزائر لا يزال محدُودًا، حيث يقتصر عادةً على فصل الصيف فقط. 

الدكتورة ألفت بن خياط لـ" الترا جزائر": الإقبال على شراء الواقي غالبًا ما يقتصِر على الفتيات والنّساء، مما يعكِس ضُعف الوعي العام بأهمية هذه المنتجات الوقائية

وقالت المختصة إنّ الإقبال على هذه المُنتجات يتركّز بين فئة الشباب والنساء، بينما يلاحظُ عزوفًا ملحوظًا عن استخدامها لدى الرجال والفئات الأكبر سنًا، مُشيرة إلى أنّ ذلك ما يعكِس غياب الوعي الكافي لدى الجزائريين بشأن ضرورة حماية البشرة طوال العام، وليس فقط خلال أشهر الحر.

أضرار الأشعة فوق البنفسجية على البشرة

تُشكّل الأشعة فوق البنفسجية (UVA) وUVB)) خطرًا حقيقيًا على صحة  البشرة، إذ تعدّ من أبرز العوامل البيئية المقلقة جدا، وفقا للخبراء. 

وفي هذا الصدد تقول استشارية بشرة معتمدة والأخصائية في علوم الدواء بجامعة وهران رفضت ذكر اسمها أنّ  هذه الأشعة تخترق طبقات الجلد العميقة، ما يؤدي إلى تسريع شيخوخة البشرة وظهور التجاعيد والبقع الداكنة. أما أشعة UVB، فهي تؤثر بشكل مباشر على الطبقات السطحية للجلد، وتُسبِّب حروق الشمس والإحمرار، وتعتبر السبب الرئيس في ظهور معظم أنواع سرطان الجلد. 

بالرّغم من الفوائد العديدة لواقي الشمس، إلاّ أنّ استخدامه في الجزائر لا يزال محدُودًا، حيث يقتصر عادةً على فصل الصيف 

كما تُشدّد الأخصائية على أنّ الحماية من الأشعة فوق البنفسجية يجب أن تكون جزءًا أساسيًا من روتين العناية بالبشرة طوال العام، وليس فقط في الصيف. وتُضيف أن تأثير الأشعة فوق البنفسجية لا يرتبط فقط بدرجة الحرارة، بل أيضًا بمؤشر الأشعة (UV Index)، الذي قد يكون مرتفعًا في فصول الربيع والخريف رغم اعتدال الجو.

المنتجات المُتوفّرة في الجزائر

تشهد الصيدليات الجزائرية توفّر مجموعة متنوعة من واقيات الشمس، سواء كانت محلية أو مستوردة. ورغم الطلب المُتزايد على العلامات التجارية العالمية، فإن هناك عزوفًا عن ترويج المنتجات المحلية بسبب ضعف الحملات الدعائية والتسويقية. 

ورغم توفر منتجات خاصة للأطفال، والتي تتميز بتركيبة خفيفة وخالية من المواد الكيميائية المهيّجة، يبقى الوعي بأهمية هذه المنتجات محدودًا.

نصائح لاختيار واستخدام واقي الشمس بشكل فعال

من أهم النصائح التي تقدمها الدكتورة هي ضرورة استخدام كمية كافية من واقي الشمس، بما يعادل طول إصبعين (السبابة والوسطى) لتغطية الوجه والرقبة بشكل جيد. 

كما ينبغي إعادة تطبيق واقي الشمس كل ساعتين، خاصة بعد التعرق أو السباحة. بالنسبة للأنشطة التي تتطلب التعرض للماء أو التعرّق، يُفضّل اختيار واقي شمس مقاوم للماء.

مُواصفات 

من المهم اختيار واقٍ شمسي يقدم حماية واسعة الطيف ضد أشعة الشمس إذ يُوصي الخبراء باستخدام منتج يحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF) لا يقل عن 30، حيث يوفر هذا الحد من الحماية تغطية مناسبة ضد أشعة UVB،

كما يمكن أن تحتوي بعض واقيات الشمس على مضادات أكسدة مثل فيتامين C وE، التي تعزز الحماية من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.

يجب أن تمتدّ الوقاية من الشمس  إلى فترات أخرى من السنة وليس فقط عند ارتفاع درجات الحرارة

يُعتبر استِخدام واقي الشمس خطوة أساسية لحماية البشرة من الأضرار النّاجمة عن الأشعة فوق البنفسجية، التي تهدّد الصحة على المدى الطويل. 

يتطلب الأمر تعزيز الوعي في المجتمع الجزائري حول أهمية الوقاية من الشمس طوال العام، حيث إنّ الفائدة ليست محصورة فقط في الأشهر الحارة، بل تمتد إلى فترات أخرى من السنة.

وفي حال مُمارسة أنشطة تتطلب التعرض للماء أو التعرق، كالسّباحة أو الرياضة، يُفضّل استخدام مرهم مقاوم للماء لمدة 40 إلى 80 دقيقة، مع التأكيد على ضرورة إعادة تطبيقه بعد تجفيف الجلد بالمنشفة. 

كما شدّدت الدكتورة على أهمية اختيار القوام المناسب لنوع البشرة: فالبشرة الدهنية أو المختلطة تحتاج إلى تركيبات خفيفة الوزن وغير كوميدوغينيك أي لا تسد المسام، مثل الجل، بينما تحتاج البشرة الجافة إلى تركيبات أكثر ترطيبًا كالكريمات. 

أمّا البشرة الحساسة، فيُفضل لها استخدام واقيات شمس خالية من العطور والمواد المهيّجة.

بالإضافة إلى ذلك، يُستحسن أن يكون الواقي الشمسي سهل الاستخدام ولا يترك طبقة بيضاء سميكة على الجلد، ما يسهم في جعله أكثر قبولًا للاستخدام اليومي. ومن المزايا الإضافية المهمة أن يحتوي على مضادات أكسدة مثل فيتامين C وE، والتي تلعب دورًا في حماية البشرة من الأضرار، مما يُعزز من فعالية الوقاية ويُحافظ على صحة الجلد على المدى الطويل.