الزي النسوي الجزائري في الطوابع البريدية.. احتفاء بالتراث

يُدوِّن الطابع البريدي قصة وأحداث أيضاً ويُروّج لثقافات أو شخصيات بارِزة تركت بصماتها في التاريخ، كما أنه ناقل للموروث الثقافي الجزائري المادي واللامادي، فكيف احتفت "ورقة البُوسْطة" بالزي النسوي الجزائري؟

الطابع البريدي ليس مُجرّد قطعة صغيرة من الورق، بل هو نافِذة تُفتح على مراحِل ومحطات تاريخية وتوثيق الموروث الثقافي 

وسجّل "ورق البُوسطة" الجديد قصة الموروث الثقافي المادي الخاص بالزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير، مثل "القندورة"، "الملحفة"، و"القفطان"، الذي تمّ إدراجها مؤخرًا في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية من قبل اليونسكو في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وتمّ الكشف عن هذه الطوابع في احتفالية نظّمت سهرة الاثنين في قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، تحت شعار "الطوابع البريدية: صون للتراث الثقافي وانتصر للثقافة". 

الطابع البريدي ليس مُجرّد قطعة صغيرة من الورق، بل هو نافِذة تُفتح على مراحِل ومحطات تاريخية وتوثيق الموروث الثقافي والشعبي الجزائري.

وتشمل العملية حسب مديرة الطوابع البريدية بمؤسسة بريد الجزائر، سهام بوعزارة، إصدار سلسلة طوابع بريدية تحت عنوان "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير"، بالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون. 

وكشفت أنّ السلسلة ورقة طوابعية من تصميم الفنانة زينب بحري، وثلاثة طوابع من تصميم الفنانة ياسمينة بوخاري، إذ ستتاح للبيع يوم غد الأربعاء 26 آذار/ مارس الحالي، في جميع المراكز البريدية عبر الوطن.

حماية التراث

يعبر التراث الثقافي المادي جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، إذ قال وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، إنّ تسجيل هذا التراث في قائمة اليونسكو "ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لجهود مستمرة من وزارة الثقافة والفنون ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى حماية وترقية هذا التراث". 

وأشار بللو في تصريحات صحفية إلى أنّ التراث جزء لا يتجزأ من ذاكرة الأمة، وهو يحمل إرث الإنسانية، مما يتطلب منا الحفاظ عليه والتعريف به.

كما اعتبر نشر الموروث الثقافي عبر الطوابع البريدية، "أداة ثقافية فاعلة في إبراز ثراء التراث الجزائري وتوثيقه عالميًا". 

هذه الطوابع لا تقتصر على توثيق التراث – حسب المسؤول-، "بل تعمل على رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ عليه، مشيدًا بدور الفنانين التشكيليين والخطاطين في إعطاء الطوابع بعدًا جماليًا يعزز رسالتها الثقافية."

سُفراء الجزائر 

وبالنّظر إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري؛ قال وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، إنّ "الطوابع البريدية ليست مجرد وثائق، بل سفراء ثقافيين ينقلون ألوان الجزائر وذاكرتها عبر الحدود". 

وأضاف أنّ إدراج الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري في قائمة التراث العالمي "يُمثّل اعترافًا عالميًا بجمالية هذا التراث وعمق خصوصياته الثقافية."

وتعمل الهيئة المختصة في إصدار طوابع بريدية توثق للزي التقليدي والمعالم التاريخية والشخصيات الوطنية، التي تعكس روح الجزائر وتنوعها ووحدتها.

كما سجّلت مؤسسة بريد الجزائر، جماليات الملابس التقليدية في الجزائر على طوابع بريدية تحمل عبق التاريخ والفن، وذلك ضمن إصدار مشترك للاتحاد المتوسطي للبريد حول اللباس التقليدي للمنطقة المتوسطية (2019).

وتمّ خلال هذه الفعالية إصدار أربعة طوابع تتنوّع في تصوير أزياء تقليدية تحمِل دلالات ثقافية عميقة وهي:

طابع القشابية من منطقة الأوراس، المصنوعة من صوف الجمال الصغير لضمان الجودة والنعومة العالية.

طابع الشدة التلمسانية، الذي كان يُزين أميرات قصور تلمسان، ويتكون من قفطان قطيفي مزخرف بخيوط الذهب، مع ثوب آخر مطرز بالفتلة والمجوهرات.

طابع الجبة القبائلية "ثاقندورث"، التي تُخاط من القماش الحريري أو القطني وتُستخدم في المناسبات الخاصة واليومية.

طابع البرنوس المصنوع من وبر الجمال في مدينة مسعد، الذي يظل محافظًا على طابعه التقليدي بفضل الحرفيين المحليين.