من مهرجان تورونتو بكندا، ومهرجان البحر الأحمر في جدة بالمملكة العربية السعودية، يحطّ الفيلم الجزائري "الصف الأول" للمخرج مرزاق علواش، الرحال في قاعات العروض خلال فعاليات أيام قرطاج السينمائية بتونس، إذ حظي بالاهتمام ونقل للجمهور تفاصيل عميقة في المجتمع الجزائري.
هو قراءة أخرى للمجتمع الجزائري تجمع بين النّقد والسخرية ومن دون محاكمة
"الصف الأول" من سيناريو وإخراج مرزاق علواش، شارك فيه كوكبة من الفنانين وهم: نبيل عسلي، فتيحة أو وارد هناء منصور، إيدير بينايبوش، هشام بن مصباح، بشرى روي، قادر أفاك، ومن إنتاج بهية علواش، مرزاق علواش، أمينة سالم .
وقام مهرجان أيام قرطاج السينمائية في الدورة الـ 35 لأيام قرطاج السينمائية ( 14-21 كانون الأول/ ديسمبر) بتكريم خاص للمخرج مرزاق علواش، إذ يعتبر "الصف الأول" إضافة مُميزة لمسيرته السينمائية التي امتدّت لسنوات.
وفي إطار فعاليات قرطاج "سينماتوغراف"، نظمت رئاسة التظاهرة اليوم الاثنين، لقاءً مفتوحا بين المخرج الجزائري والطلبة والجمهور، بمدينة الثقافة بتونس، تطرق فيها إلى رؤيته للمجتمع الجزائري من خلال فيلمه الجديد وتناول مختلف القضايا الفنية المحيطة به.
وقال علواش في تصريحاته، بأنّه "منشغل دائما بالمجتمع الجزائري ويبحث دوما عن حكايات يرويها سينمائيا".
هذه الكلمات تبرز أن شغفه لم يتوقف عن فيلمه الطويل الأول " عمر قتلاتو الرجلة"، إذ يأخذ "الصف الأول"، من الواقع الجزائري مادته الدسمة في حبكة كوميدية لعوالم المجتمع الجزائري وبتناول من عدة زوايا.
وتكشف بطاقة الفيلم التعريفية بأنّ "الصف الأول" هو "كوميديا درامية متشعبة الأوجه فيها ما هو تصريح مرئي وقصص تلفها التلميحات فقط، بلغة السخرية والأسلوب المرن البسيط.
ويعكس جانباً من الحياة اليومية على أحد الشواطئ العامة، حيث يتجمع أفراد الأسر المتوسطة في لحظات من الفكاهة والمواقف الاجتماعية.
يعود بنا علواش إلى قصة عائلتين، وبالأحرى إلى حالتين مختلفتين في المجتمع الجزائري التي تلفها التناقضات حينا وتجمعهما الثنائيات حينا آخر.
تُعيد القصة مختلف معاني الحب والعنف والخيانة والتذمر والضحك، عبر مشاهد على شط البحر تتقاطع فيها المواقف من النقيض إلى آخر تبزغ فيها الكثير من العفوية والقليل من التعقيد.
يقول المخرج: "الصفّ الأول" هو قراءة أخرى للمجتمع الجزائري تجمع بين النّقد والسخرية ومن دون محاكمة، وفيها مزيج بين ثلاثة أجيال ولكل جيل فضاء يعيش فيه قصته من خلال لقاء البحر".
يبدو أنّ الفيلم هو تشخيص "واقعي" لحالات مجتمعية دون الخوض في التعليق على خصوصياتها، تروي قصة أنّ الصف الأول في البحر لم وصل أولا، ليتضح أنه مخصص لطبقة غنية، ومن هنا يبدأ الصراع.
العمل الفني بحسب المخرج علواش يهدف إلى "الألفة بين الأفراد ويسعى لإدخال البهجة لقلوبهم ويحتفي بالقيم التي تجمع الجزائريين".