31-أكتوبر-2022
العيد ديدي (فيسبوك/الترا جزائر)

الخطاط الطيب العيدي (فيسبوك/الترا جزائر)

برحيل الخطاط الطيب العيدي ( 1971- 2022) الخميس، في ولاية الأغواط، 400 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، يفقد الحقل التّشكيليّ الجزائري، خاصةً فن الخط، واحدًا من أنشط أساتذته وعاشقيه والعاملين على تدريسه ونشره في الأوساط الشّعبيّة والثّقافيّة. 

لا يؤمن مصمّم أوّل طابع بريدي موحد "القدس عاصمة فلسطين"، بكون الحرف لا يعني شيئًا إذا فُصل عن الكلمة

ظلّ صاحب كتاب "شغف" الصّادر عام 2014، والذّي ضمّ نخبةً من حروفياته، يتنقّل من معرض إلى معرض، ومن ورشة إلى ورشة، داخل وخارج الجزائر؛ مؤكدًا على جماليات هذا الفنّ التّاريخي الذي يراه ملخصًا للحياة الروحية للإنسان، فدمج في كثير من لوحاته بين الحروف والوجوه؛ إذ كانت بداياته التّشكيليّة مع فنّ البورتريه. 

لا يؤمن مصمّم أوّل طابع بريدي موحد "القدس عاصمة فلسطين"، بكون الحرف لا يعني شيئًا إذا فُصل عن الكلمة، فظلّ يتعامل معه بصفته نصًّا متكامل الأركان والعوالم والدّلالات، فعبّر به عن مشاعر ومواقف يحتاج زميله الكاتب إلى مئات الكلمات للتّعبير عنها. إنّه التّفجير البصريّ للطّاقات الرّوحيّة التّي يكتنزها الحرف العربيّ الذّي اختارته السّماء لمخاطبة الأرض. 

من هنا، كان الحائز على جائزة دبي في الفنون الجميلة عام 2013، وجائزة الأيام الوطنية للخطّ العربيّ في بسكرة، وجائزة الصّالون الوطني للفنون الإسلاميّة عام 2011، وجائزة كاتارا للرّواية والتّشكيل، ذا حساسية خاصّة في انتقاء ما يعبّر عن إنسانيّة الإنسان، من القرآن ومن أقوال المتصوّفة، في لوحات هي مزيج بين التّشكيل والحروفيّة. 

يقول الفنّان يوسف سحيري، في معرض تعزيته: "ولأنّ البيئة الصّحراويّة كانت منطلقه، فقد استعان بما تتوفّر عليه من ألوان وأضواء في تجسيد لوحته؛ فهي لوحة الصّحراء بامتياز، فكأنّها تنطق وتوحي وتُناجي". 

الفنّان يوسف سحيري: لأنّ البيئة الصّحراويّة كانت منطلقه، فقد استعان بما تتوفّر عليه من ألوان وأضواء في تجسيد لوحته

من جهتها، قالت الاتّحاديّة الجزائريّة للثّقافة والفنون في بيان تعزيتها إنّ الطّيّب العيدي لم يأخذ حقّه من التّكريم والتّنويه بموهبته المتفرّدة ؛ "ولكنّه رغم ذلك عاش عصاميًّا وطموحًا ووطنيًّا مخلصًا؛ استطاع بفضل موهبته وإصراره على الإبداع والتّميّز ان يحقّق عدّة جوائز عربيّة ووطنيّة ؛ تعكس سموّ ما قدّمه تجديد وتحديث في الخطّ العربيّ والفنّ التّشكيليّ". 

ويختم البيان بالقول: "لقد فقدنا رجلًا من طينة الوطنيّين، ومن سلالة المناضلين في حقل الثّقافة والفنون؛ ولكنّ أعماله ستظلّ خالدة وراسخة بين الأجيال".

 

دلالات: