16-مايو-2022
شارل دو فوطو (الصورة: Getty)

أشرف البابا فرنسيس على مراسم تطويب عشر شخصيات بينها ناسك الصحراء شارل دو فوكو، أمام نحو 45 ألف مسيحي من جميع أنحاء العالم احتشدوا في ساحة القديس بطرس في روما.

ألّف شارل دو فوكو الذي تعلم اللغات العربية والبربرية والعبرية كتبًا عدة عن الطوارق الجزائريين

وترأس البابا فرنسيس (85 عامًا) القداس إلى جانب نحو خمسين كاردينالًا وألفي أسقف وكاهن. ولم يظهر البابا الذي يعاني من آلام في الركبة، على كرسي متحرك قبل القداس.

وتدفق المسيحيون المؤمنون وبينهم عدد كبير من الفرنسيين إلى الساحة، صباح الأحد في طقس صيفي. وارتدى بعضهم قمصانًا وأوشحة تحمل اسم أحد "القديسين" العشرة الجدد، وصورته، بينما شاركت وفود رسمية بالقداس بينها وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانين والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

وقال البابا في ختام القداس "مع ازدياد المسافات والتوترات والحروب في العالم للأسف، نأمل أن يلهم هؤلاء القديسين الجدد سبل الحوار، وخصوصاً قلوب وعقول الذين يشغلون مناصب المسؤولية، والمدعوين ليكونوا أبطال السلام لا الحرب".

والتطويب مرحلة تسمح بإعلان القداسة في الكنيسة الكاثوليكية وتتطلب توفر ثلاثة شروط: أن يكون المعني ميتا منذ خمس سنوات على الأقل وأن يكون عاش حياة مسيحية مثالية، وصنع معجزتين على الأقل.

وبدأت إجراءات تطويب شارل دو فوكو الذي قتل في 1916 في تمنراست بجنوب الصحراء الجزائرية، في ثلاثينات القرن الماضي وطوبه البابا بنديكتوس السادس عشر في 2005.

وولد شارل أوجين دو فوكو في 1858 في ستراسبورغ، وعاش حياة لهو عندما كان ضابطًا قبل أن يكرس نفسه لحياة الإيمان والتبشير أولًا بين الرهبان السسترسيين في سوريا ثم في فلسطين، ثم كناسك بين الطوارق في صحراء الجزائر في بداية القرن العشرين.

وقال برنار اردورا الذي قدم طلب تطويبه قديسًا لوكالة فرانس برس إن دو فوكو "اختار الذهاب إلى الطوارق لأن المجتمع يعتبرهم مهمّشين: أراد أن يكون بين من يبدون أنهم الأفقر ومن هم مهملون ومحتقرون، وأن يتحرك كرائد لهم".

وأضاف أنه "كان يكن احترامًا عميقًا لهم وأراد أن يكون هو والذين يسيرون على خطاه إخوة عالميين".

وألف المبشر الذي تعلم اللغات العربية والبربرية والعبرية كتبًا عدة عن الطوارق. وصار مرجعًا في معرفة هؤلاء الرحل لا سيما عبر كتابه "قاموس لغة الطوارق والفرنسية لهجة الهقار" الذي ما زال مرجعًا موثوقًا حتى اليوم.