25-يناير-2020

يطمح المنتخب الجزائري للتأهل إلى الأولمبياد (فيسبوك/ الترا جزائر)

انطلقت الخميس الماضي، منافسات كأس أمم إفريقيا لكرة اليد التي تحتضنها تونس، بمشاركة المنتخب الجزائري الطامح إلى مونديال مصر 2021، وأولمبياد طوكيو 2020، بعد غيابه عن العرس العالمي الأخير الذي احتضنته ألمانيا والدانمارك، وبعد تضييعه لللقب القارّي في تونس، إثر خسارته أمام المنتخب المصري.

يعدّ درواز مهندس الفترة الذهبية للمنتخب الجزائري لكرة اليدّ، بفوزه بخمس بطولات متتالية

تأتي مشاركة الجزائر في موعد تونس، بهدف محو انتكاسة 2018 بالغابون، لما سجّل الخضر أسوأ مشاركة لهم، في أكبر عرس إفريقي للكرة الصغيرة، حيث تدحرجوا  وقتها، إلى المرتبة السادسة ما جعلهم خارج منافسة الـتأهّل للمونديال.

اقرأ/ي أيضًا: السياسة وكرة القدم.. صور "كاريكاتورية" للرياضة في الجزائر

أمل جديد

لا أحد يُنكر أن المادّة الخام في الجزائر في كرة اليد، متوفّرة في جميع الولايات، غير أن ذلك لم يمنع من غيابهم في الدورة الماضية عن العرس العالمي، الأمر الذي وضع التشكيلة الجديدة في مهمّة صعبة، أهمّها ضمان مقعد في نصف النهائي.

من جهته قال مدرّب "محاربي الصحرا"ء لكرة اليد ألان بورت، في ندوة صحافية عقدها في الجزائر، قبل السفر إلى تونس، إنّ "بلوغ الدور نصف النهائي من المنافسة القارّية، يسمح لنا بالقول إننا حققنا المبتغى، لأنّنا نكون قد ضمنا التأهّل إلى المونديال المقبل بمصر، لكن الوصول إلى نهائيات البطولة العالمية، يمرّ حتمًا عبر الفوز باللقاءات الأربعة الأولى، وهذا سيكون أمرًا إيجابيًا بالنسبة لنا".

استطاعت الجزائر تحقيق ذلك بعد فوزها في جميع مباريات الدور الأول في المجموعة الرابعة التي ضمت أيضًا المغرب والكونغو وزامبيا.

 وكرّست الجزائر بهذا الفوز، تاريخ إنجازات كلّ منتخبٍ في المنافسة القارّية، رغم قوّة المنتخب المغربي الذي فاز على الجزائر في بعض المباريات سابقًا، لكن تبقى الأفضلية للخضر تاريخيًا، وهو ما حدث هذه المرّة عقب فوزه بنتيجة 33 -30

وينصّ نظام الدورة، على تأهّل أول وثاني ترتيب المجموعات الأربع، إلى المرحلة الثانية من المنافسة التي تتشكّل من فوجين؛ الأوّل يضم رائدي ووصيفي المجموعتين الأولى والثانية، والثاني يتكوّن من رائدي ووصيفي المجموعتين الثالثة والرابعة.

مجموعة الجزائر، وقعت مع متأهلي المجموعة الثالثة، وهما تونس البلد المضيف، والرأس الأخضر الذي لم يستطع الصمود أمام قوّة الخضر الذي تأهّل إلى نصف النهائي رفقة تونس.

وشارك في الدورة 16 منتخبًا، يقتطع واحد منهم التأشيرة الوحيدة المؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو، لذلك حذّر المدرب بورت من رفع مستوى التطلعات قبل بداية المنافسة، وتشكيل ضغط على اللاعبين.

وقال في هذا الإطار "أولًا يجب ضمان التأهّل إلى المونديال، بعدها إذا حققنا أكثر من ذلك فمرحبًا به، وإلا فلا يجب الطموح أكثر من الإمكانيات الموجودة".

يوافق الصحافي المهتمّ بالشأن الرياضي وليد مرزوقي، ما ذهب إليه بورت، إذ يعتقد أن المنتخب الجزائري لا يملك الميكانيزمات التي تسمح له بأن يعتلي منصّة التتويج في هذه الدورة، رغم امتلاكه لأرمادة من اللاعبين البارزين؛ يتقدمّهم كلًا من شهبور وبركوس، مثلما أوضحه لـ"الترا جزائر".

يُشار إلى أن آخر مشاركة للمنتخب الجزائري لكرة اليد في الألعاب الأولمبية كانت في دورة أتلانتا الأمريكية سنة 1996، وفي حال ما تحقّق ذلك ستكون العودة بعد 24 سنة من الغياب.

بعد إقصاء المنتخب الوطني من طرف الفراعنة، اكتفى "محاربو الصحراء" لكرة اليد بوصوله إلى المربّع الذهبي من كأس أمم إفريقيا، بعد الهزيمة التي تكبّدها أشبال المدرّب الفرنسي آلان بورت، بنتيجة 30-27 لصالح المنتخب المصري. ومع تضييعه للقب القاري، تسمح القوانين لصاحبي المركزين الثالث والرابع، أن يخوض مباريات تصفوية جديدة مع ممثّلي قارات أخرى، قد تمكّن من الحضور في العرس الأولمبي.

سيكون الأول

لو تمكّن المدرّب الفرنسي ألان بورت، من إحراز اللقب في تونس، لكان أوّل مدرب أجنبي يحرز اللقب مع المنتخب الجزائري، بالنظر إلى أن التتويجات السابقة كانت كلها مع مدرّبين محليين.

وتصبّ التتويجات السابقة للجزائر، كلّها لصالح وزير الشباب والرياضة السابق محمد عزيز درواز، مؤسّس الدفاع المتقدّم أي دفاع  ثلاثة – ثلاثة الذي تميز به المنتخب الجزائري لسنوات، وكان قوّة لافتة في مشواره.

ويعدّ درواز، مهندس الفترة الذهبية للمنتخب الجزائري لكرة اليدّ، بفوزه بخمس بطولات متتالية من 1981 حتّى 1989، والذي جاء بعد مشاركتين سابقتين في 1976 و1979، اكتفى بهما المنتخب الوطني بالمركزين الثالث فقط في المنافسة القارّية.

كمّا أن اللقبين الآخرين للمنتخب الوطني؛ كانا من صنع لاعبين من خريجي مدرسة درواز، وهما جعفر بلحسين المتوّج بلقب 1996، ورضا زغيلي، الذي كان وراء آخر تتويج للخضر عام 2014 بالجزائر.

يُشار أيضًا إلى أنّ المدرّب الفرنسي بورت، هو لاعب سابق في نادي "نيم - قار" و"نانت" الفرنسيين، ومدرّب للمنتخب التونسي رجال من بداية الألفية الثالثة حتى عام 2013، كما أشرف أيضًا على العارضة الفنية للمنتخب الفرنسي للسيّدات.

وكان يأمل الجزائريون أن يكون مشوار بورت مشابهًا لجمال بلماضي مع منتخب كرة القدم، فالرجلان كان لهما تجرية موفقة مع نادي النادي الدحيل القطري، قبل الالتحاق بالعارضة الفنيّة لـ"محاربي الصحراء"، إذ سبق للمدرّب الفرنسي الفوز بكأس آسيا للأندية البطلة مع الدحيل.

بداية موفقة

استطاع سباعي المنتخب الوطني أن يدخل المنافسة بقوة بعد فوزه في مبارياته الخمسة الأولى، والتأهّل إلى مونديال مصر.

ورغم أن هذا الفوز كان متوقّعًا في المباريات الأولى، إلا أنّ تحقيق تفوق عريض في بعضها مثلما حدث أمام زامبيا، رفع من معنويات الخضر العائدين لهذه المنافسة، بعد خيبة الغابون لما اكتفوا بالمرتبة السادسة في المنافسة.

وحسب وليد مرزوقي، فإن النتيجة العريضة التي حققّها أشبال بورت أمام زامبيا، كان لها وقع كبير في باقي مباريات المنافسة، رغم أن هذا الفوز كان أمام منتخب ضعيف، إلا أنه معروف في المنافسات المجمعة أن الفوز بأوّل المباريات، هو مفتاح البطولة لأداء مشوار موفق، مثلما قال لـ"الترا جزائر".

الأكيد أن تحقيق الخضر تأشيرة المشاركة في مونديال مصر، يعد بمثابة إنجاز آخر يضاف إلى رصيده

الأكيد أن تحقيق الخضر تأشيرة المشاركة في مونديال مصر، يعد بمثابة إنجاز آخر يضاف إلى رصيده، في انتظار الأولمبياد بعد ضياع اللقب في تونس، بالنظر إلى عدم اهتمام السلطات بالكرة الصغيرة، والاكتفاء بصرف الملايير على كرة القدم، الأمر الذي يتطلّب إعادة النظر في السياسة المتبعة تجاه الرياضة الثانية الأكثر شعبية في الجزائر، والتي تبدأ بتطوير البطولة المحليّة التي تعاني مشاكل جمّة لا تعد ولا تحصى.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

عندما نقلب صفحة الرياضة.. من الملايير إلى البؤس

"محاربو الصحراء".. الشجرة التي غطّت غابة الإخفاقات الرياضية في 2019