17-مايو-2022
الممثل السوري نزار أبو حجر (فيسبوك/الترا جزائر)

الممثل السوري نزار أبو حجر (الصورة: فيسبوك)

"بليلة بلبلوكي"..، عبارة بسيطة شهيرة دوّت في أزقة الحارة الشامية الدمشقية، صدحت بها حُنجرة الفنان والممثل السوري، نزار أبوحجر (من أصل فلسطيني)، خلال ثلاثة أجزاء كاملة من سلسلة "باب الحارة"، التي تابع الجزائريون باهتمام كلّ أجزائها ولاقت انتشارًا كبيرًا في الأوساط الشعبية والإعلامية المحلية.

الممثل أبو حجر: الفن الجزائري ينقصه الانتشار ونأمل أن يتعزز الإنتاج الدرامي بين البلدين

أصبحت هذه اللازمة بصمة العمل وإحدى جمالياتِه وعلامة مُسجلة باسم أبو حجر، كما ترسّخت في أذهان المشاهد العربي والجزائري معًا؛ نزار أبوحجر ضيف مهرجان إيمدغاسن السينمائي بالجزائر، يتحدث في مقابلة مع "الترا الجزائر"، عن الفن الجزائر والأعمال المشتركة، وسبب غياب مسلسل "باب الحارة"، وتلقيه لمقترح من الجزائر لإنجاز فيلم حول شخصية الأمير عبد القادر.

يقول نزار أبوحجر حول سرّ نجاح "باب الحارة"، أحد أشهر المسلسلات الدرامية في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، وتعلّق المشاهدين به، إنّ "باب الحارة" كان في أجزائه الأولى قويًا، وأكبر دليل على قوّته وتأثيره، أنّه لاقى رواجًا وتقبّلًا من جميع أنحاء الوطن العربي وحتى بكل أنحاء العالم، يعني قبول أسطوري، لم يشهده أي مسلسل كما شهده باب الحارة، فلم يعرف -وفقه- أي مسلسل في العالم قبولًا كما الذي حصل مع السلسلة السورية.

"بليلة بلبلوكي".. ما وراء الدور

بخصوص دوره "أبو غالب"، وعبارة "بليلة بلبلوكي" في سلسلة "باب الحارة"، يُشير أبوحجر إلى أنّ دوره كان له قصّة، وحكاية، وقوّته من قوّة الجزأين الأولين أو الأجزاء الثلاثة الأولى، وأوضح: "وعندما لاحظت عدم وجود أحداث جديدة انسحبت، لأنني لا أكرّر دوري".

وفي ردّه على سؤال إن كان أثناء تصوير مشاهد شخصية "أبو غالب" في باب الحارة، هل يرتجل في أداء الدور ويستغني أحيانًا عمّا هو مكتوب في السيناريو، أم يلتزم بما كتب، يعترف محدثنا أنّ دوره كان معروفًا، وكان عبارة عن كلمات بسيطة على "السيناريست"، ودوري كان كلّه ارتجال، أي كلّه استحضار، وأثناء عملية التصوير يرتجل الجملة.

ومشرّحًا أسباب قلّة الإنتاج المشترك بين الجزائر وبلاده وعدم بلوغه تطلّعات وطموحات الجمهور والفنانين وإمكانية تطوره مستقبلًا، يرى النجم السوري أنّه من الضروري أن يتعزز الإنتاج الدرامي بين البلدين ولا يتوقف عند بعض الأعمال فقط المنجزة بشراكة بين الطرفين.

وبحسب المتحدث، "ما يودّ قوله بخصوص هذه النقطة أنّ الفن الجزائري قوّي، على صعيد الكادر (الكفاءات)، الممثلين، ولكن ما ينقصهم هو الانتشار، وعمليًا عندما يتعامل الفنانون الجزائريون مع دول أخرى إنتاجها الدرامي أو السينمائي يشهد رواجًا، يحققون الانتشار".

من ينافس من؟

وبخصوص التنافس بين الدراما السورية والمصرية، إلى جانب ملاحقتهما من الدراما الخليجية التي تحسنّت وبدأت تبرز في السنوات الأخيرة، يوضح نزار أبوحجر أحد نجوم "زمن البرغوث" أنّهم لا يبحثون عن التنافس مع أي بلد.

وعبرّ بقوله: "ما نبحث عنه أنّنا ننجز عملًا جيّدًا ولا نبحث عن المنافسة، ولا نبحث عن ما يفعله غيرنا، همّنا يتعلق بما ننجز فقط وبمدى تأثيره علينا وعلى الآخرين، ويبقى الجمهور هو الحكم في هذه القضية".

وردًا على سؤال متعلّق بتلقيه عروض من طرف السلطات الثقافية الجزائرية للمشاركة في عمل جزائري أو تجسيد شخصية معينة في عمل مشترك مثلًا، لم يفصّل أكثر في هذا الجانب، واكتفى بالقول إنّ "هناك مقترحًا، لإنجاز عمل (لم يكشف طبيعته) يحكي عن الأمير عبد القادر الجزائري، وكاتب السيناريو الخاص بهذا العمل جزائري. وليس لديه معلومات بخصوص هوية مخرجه".

الجزائر بعيون أبوحجر

ويعود نزار أبوحجر أو أبو غالب الشخصية، التي ألفها الجمهور في "باب الحارة" إلى الحديث عن مشاركته في مهرجان إيمدغاسن السينمائي بولاية باتنة شرقي البلاد، وزيارته للجزائر وكيف كان انطباعه خاصة وأنّها الزيارة الأولى، فيختم اللقاء  بقوله: "نحب الجزائر ونحب شعبها، وكبرنا على محبتها، الجزائريون شعب طيّب، أصحاب نخوة، ولا شكّ في ذلك، الجزائريون يحبون الوطن العربي ويتفاعلون مع قضايا الوطن العربي، وأكبر دليل أنهم خلال افتتاح المهرجان (10 أيار/ماي الجاري) عندما ذكروا البلدان المشاركة وذكروا من بينها فلسطين صفّقوا بحرارة، لذلك الشعب الجزائري شعب راقٍ جدًا، ولا شك في هذا الكلام، هو رقي حقيقي من الشعب ومن القائمين على الشعب".

ليكمل: "لقد ولدنا وترّبينا على النشيد الوطني الجزائري، كنّا نسمعه في المدرسة. وسعيد جدًا بمشاركتي في إيمدغاسن السينمائي بباتنة، وسعيد بتكريمي في هذا الحدث الذي أدعّمه وأتمنى له النجاح".

نزار أبوحجر، ممثل سوري، من أصل فلسطيني، في رصيده عديد الأعمال التلفزيونية الدرامية ولعلّ أبرزها "مسلسلات "باب الحارة"، "زمن البرغوث"، "رجال العز".. وغيرها، إضافة إلى أفلام سينمائية كان أولّها فيلم "الليل"، كما شارك في أعمال مسرحية مثل "زيارة السيدّة العجوز"، "الزير سالم".. إلخ.