27-أكتوبر-2022
رسام الكاريكاتير أحمد حزاتي (فيسبوك/الترا جزائر)

رسام الكاريكاتير أحمد حزاتي (فيسبوك/الترا جزائر)

يعود رسام الكاريكاتير أحمد حزاتي في لقاء مع "الترا جزائر" إلى الحديث عن بداياته بفن الكاريكاتير والرسم وعلاقته بهما، قائلًا إنّه بدأ ممارسة الرسم منذ الصغر، بعدما اكتشف أنّه يتمتع بموهبة داخلية بل بالأحرى موهبة ترسمها أنامله، ومع مرور الوقت تطوّرت لديه هذه الملكة الإبداعية، وأصبح لديه مستوى لا بأس به في فن الكاريكاتير والتعامل مع الريشة وخصائصها وأبعادها.

حزاتي هو مبدع شاب يسير بثبات نحو فرض نفسه في مجال الكاريكاتير بالجزائر

وأضاف حزاتي ابن ولاية مستغانم غرب البلاد، أنّه عندما بلغ من العمر 18 عامًا تخصص في الرسم الكاريكاتيري على حساب رسم اللوحات الزيتية، لا لشيء سوى أنّه يحب الرسم الهزلي والساخر الذي يحمل رسائل وينقل وينقد الواقع بأسلوب خاص وتهكمي في الوقت نفسه، كما أنّ الرسم الساخر والهزلي يجده يتناسب وشخصيتي.

البدايات في الكاريكاتير

وتابع المتحدث قوله: "ولعلّ أوّل شي فعلته في هذا الميدان، أنني بدأت أبحث عن المختصين في هذا المجال سواء في الجرائد أو المجلات، من أجل الإطلاع أكثر على تفاصيله الدقيقة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة، وكيفية التعامل مع المواضيع. بعدما تخصصت في هذا المجال تحول الكاريكاتير حاليًا إلى مصدر رزق، على حدّ تعبيره.

أحمد الحزاتي رسام كاريكاتير

واعتبر في سياق حديثه أنّ "هذا الفن يحتاج إلى الوجود في مدينة كبيرة من أجل تحقيق هدفه، أي تكون الفرص موجودة، عن طريق الطلبات عليه، فكلما كبرت المدينة كلما كان الطلب على هذا الرسم كبيرًا، دون أن يغفل أنّه يعمل في غالب الأحيان بشكل مستقل، من أجل كسب المال وقوت يومه".

حزاتي هو مبدع شاب يسير بثبات نحو فرض نفسه في مجال الكاريكاتير بالجزائر، خاصة وأنه يحافظ على الاستمرارية فيه، إلى أنّ "الانطلاقة والعمل في السابق اقتصر على مجال الصحافة المكتوبة سواء الناطقة باللغة العربية أو الناطقة باللغة الفرنسية".

ولفت محدّث "الترا جزائر" إلى أنّ" بداياته كرسام كاريكاتير صحفي كانت بجريدة "واست تريبين"، وكان ذلك تحديدًا عام 1997، ثم انتقل للعمل مع صحيفة "صوت الغرب" سنة 2002، وكان أول رسام كاريكاتير يشتغل بهذه الوسيلة الإعلامية الصادرة في الغرب الجزائري".

رسومات أحمد حزاتي

الكاريكاتير بالجزائر

وبعيدًا عن الصحافة وعالمها المرتبط بالأخبار والقصص الاجتماعية والإنسانية والريبورتاجات والتحقيقيات ووجهات النظر، شارك الرسام حزاتي في معارض محلية بولايتي وهران ومستغانم (غربي البلاد)، إلى جانب مشاركاته في عدّة مسابقات دولية مخصصة للفن التشكيلي والرسم، فضلًا عن معارض محلية وورشات تكوين لفائدة محبي هذا اللون الفني من الأطفال والشباب.

وحول المواضيع والقضايا التي يعبّر عنها بريشته ويقدمها للقارئ وفق أسلوب ساخر وكوميدي، أوضح أنّ "الكاريكاتير كفن لا يقتصر على موضوع أو ميدان محدد، بل يشمل هذا النوع من الرسم مختلف مجالات الحياة سواء سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو رياضية ويتناولها بطريقة ساخرة وهزلية".

وبخصوص واقع فن الكاريكاتير في الجزائر، في ظل وجود أسماء معروفة في هذا اللون الفنّي، رأى حزاتي أنّ رسام الكاريكاتير في بلادنا يتمتع بالكثير من الحرية، مقارنة بالدول العربية والأفريقية، مشددًا على أنّ "العديد من الرسامين يرسمون دون قيود ولا ضغط، وهذا دليل على علو سقف الحرية فيه".

رسومات أحمد حزاتي

الريشة وثورة الإنترنت

وفي ظل سيطرة وسائل الاتصال الحديثة والوسائط الاجتماعية ومدى تأثر فن الكاريكاتير الجزائري بها، أجاب المتحدث أنّ "الإنترنت فتحت له المجال بشكل كبير لتطوير موهبته والتعرّف على أسرار وتقنيات الرسومات الكاريكاتيرية ورمزياتها وحتى التعابير والعبارات الموظفة في كل رسم .. وغيرها".

 وقال في معرض حديثه" الإنترنت مكنتني من الإطلاع أكثر على هذا المجال في كل العالم، والوقوف على العديد من الأعمال فيه، الخاصة بأكبر الرسامين، ليس المحليين فقط، وهذه أفادتني بشكل مميز ويتجلى ذلك في الأعمال التي أقدمها للجمهور".

كما لم يخف حزاتي أنّ "ميله للكاريكاتير ينبع أيضًا من تأثره بمجلة "بيف" باعتبارها المجلة الوحيدة المتخصصة في ذلك الوقت سنوات الثمانينيات في الكاريكاتير والرسومات الساخرة لاسيما وأنّ طاقمها كان يضم أكبر الرسامين في العالم، وكانت نتيجة ذلك التأثر تمكنه من أن ينشر أعماله على صفحاتها، على حدّ قوله.

 لم يخف حزاتي أنّ ميله للكاريكاتير جاء من تأثره بمجلة "بيف" في فترة الثمانينات 

وفي ختام حديثه، أعرب المتحدث عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الوطني لمسرح الهواة مستغانم في دورته الـ53 التي أسدل ستارها قبل أيام فقط، وقال إنّه يشارك في هذا المهرجان الذي يعدّ أعرق تظاهرة في الجزائر وأفريقيا منذ فترة، كفنان ورسام كاريكاتير لمجلة للمهرجان، رفقة فنانين آخرين، حيث يقتنص لقطات من الكواليس أو العروض المسرحية على الخشبة أو تقديم بورتريهات عن شخصيات فنّية معينة ولكن بأسلوب كاريكاتوري بحت".