منوعات

القنوات الجزائرية.. هل فقَدت برامج الطبخ بريقها في شهر رمضان؟

9 مارس 2025
قنوات الطبخ الجزائرية في رمضان
قنوات الطبخ الجزائرية في رمضان (صورة: الترا جزائر)
عبد الحفيظ سجال
عبد الحفيظ سجال

لم تُحقِّق البرامج الخاصة بالطبخ التي تبثّها قناة "سميرة" الجزائرية نِسب المُشاهدة نفسها التي كانت تُحقّقها في السنوات السابقة على موقع "يوتيوب"، حيث تصدرت هذا العام الإنتاجات الدرامية المراتب الأولى.

ويظهر هذا الاتجاه على قنوات تلفزيونية أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يعكس هذا التغيير تراجعًا في اهتمام الجمهور الجزائري بهذا النوع من البرامج، أم أنّ هناك عوامل أخرى وراء هذا التحوُّل؟

الأستاذ هشام شيتُور: تراجع برامج الطبخ في القنوات الجزائرية يعود إلى تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، التي تمنح المشاهد حرية اختيار المحتوى في الوقت الذي يُناسبه

 

مُنذُ فتح قطاع السمعي البصري في الجزائر بعد عام 2012، حقّقت برامِج الطبخ مُتابعة كبيرة من الجُمهور، ممّا دفع إلى ظهور قنوات تلفزيونية متخصصة في هذا المجال مثل "بنّة" و"سميرة" و"زهرة".

ومع مرور الوقت، تراجعت شعبية هذه القنوات، ولم تتمكّن إلا قناة "سميرة" من الصمود، حيث بدأت تتحول تدريجيًا إلى قناة عامة.

اهتمامات المشاهد

على خلاف السنوات الماضية؛ لم يدخُل أي برنامج طبخ للقنوات التلفزيونية الجزائرية قائمة البرامج الأكثر مشاهدة على منصة يوتيوب في الجزائر.

لا يتعلّق تراجُع الاهتمام ببرامج الطبخ التلفزيونية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل يشمُل أيضًا تغيير توقيت بث هذه البرامج وتنوعها على القنوات التلفزيونية.

وعلى سبيل المِثال، قامت قناة "الشروق" الخاصة بتقديم موعد برنامج "ألو شاف"، الذي يحظى بمتابعة جيدة، إلى الساعة الثانية عشر والنصف بدلًا من الساعة الواحدة والنصف التي اعتاد عليها الجمهور لسنوات.

بدورها قلّصت قناة "الشروق" أيضًا من عدد برامج الطبخ مقارنة بالسنوات السابقة، وهي ملاحظة تنطبق أيضًا على قناة "النهار" التي اكتفت ببرنامج "ملذات النهار" وركن للطبخ ضمن برنامجها اليومي "النهار بيتنا".

من جهة أخرى، ورغم مرور أكثر من أربع سنوات على انطلاقها، لم تتمكن قناة "زهرة تي في" من جذب عدد أكبر من المشاهدين لبرامجها، رغم أنها أصبحت اليوم القناة الجزائرية الوحيدة المتخصصة كليًا في برامج الطبخ، كما لم يصل عدد مشتركيها على "يوتيوب" إلى 100 ألف مشترك، ولا تحظى الفيديوهات على هذه المنصة بمتابعة كبيرة.

وأوضح مدير مخبر الاتصال بجامعة مستغانم، الأستاذ العربي بوعمامة، في تصريح لـ "الترا جزائر" أنّ "برامج الطبخ شهدت تراجعًا ملحوظًا في أجندة القنوات الجزائرية مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب عدة عوامل، أبرزها تشبع السوق الإعلامية بهذا النوع من البرامج".

ويُمكن مُلاحظة هذا التشبع من خلال تشابه البرامج المقدمة، مثل استِنساخ برنامج "ألو شاف" الذي يُعرض على قناة "الشروق" في العديد من القنوات الجزائرية الأخرى، نظرًا للجماهيرية الكبيرة التي حققها في بداياته وقدرته على جذب المعلنين من الشركات المنتجة للمواد الغذائية وكل ما يتعلق بالطبخ. فحتّى القنوات الإخبارية مثل "النهار" و"البلاد" و"الحياة" اعتمدت على تقديم برامج مماثلة بنفس الشكل والمضمون، وأحيانًا في الموعد نفسِه.

الأستاذ العربي بوعمامة: اهتمامات المشاهدين تتغيّر باتجاه متابعة المسلسلات الدرامية والبرامج الاجتماعية والسياسية، ما دفع القنوات إلى تقليص برامج الطبخ لصالح محتوى يُحقِّق عوائد مالية أكبر

كما شهد السوق الإعلامي التشبع من حيث عدد القنوات، إذ أن نجاح تجربة قناة "سميرة تي في" كان وراء ظُهور قنوات مثل "بنة" و"زهرة"، التي لم تتمكّن من تحقيق نفس النجاح الذي حققته "سميرة تي في".

وقد أدى ذلك إلى توقف مشروع "بنّة تي في"، وهو أمر قد يكون متوقعًا، خاصة عند مقارنة الوضع بتجارب دول عربية أخرى مثل مصر، حيث تُعد حصة قنوات الطبخ في المشهد الإعلامي ضئيلة مُقارنة بالقنوات المتخصصة الأخرى.

من جانبه؛ يرى أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، الدكتور هشام شيتُور، أن تراجع الاهتمام ببرامج الطبخ يعد جزءًا من انخفاض الاهتمام بمضامين وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والإذاعة والتلفزيون.

وأوضح شيتور، المُتخصّص في الاتصال الجماهيري، أنّ "وسائل الإعلام المختلفة، من إذاعة وتلفزيون وصُحف، تشهد اليوم تناقصًا كبيرًا في الإقبال على محتوياتها، وذلك بسبب التحولات الكبيرة في الظاهرة الإعلامية والاتصالية، وزيادة الاستقطاب الذي تتيحه شبكات التواصل الاجتماعي. هذه التحولات ساهمت بشكل مباشر في تراجع اهتمام الجمهور ببعض المواضيع والبرامج، بما في ذلك برامج الطبخ".

تأثير التكنولوجيا

عزا الأستاذ هشام شيتُور تراجُع وهَج برامج الطبخ في القنوات التلفزيونية الجزائرية إلى "التزايد الكبير في استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال، لاسيما شبكات التّواصل الاجتماعي، التي مَنحت المُشاهد القُدرة على اختيار المحتوى الذي يُلبّي احتياجاته بالطريقة التي يحب، وفي الوقت الذي يناسبه".

وأضاف أنّ "الاهتمام بمتابعة البرامج المختلفة، بما في ذلك برامج الطبخ، عبر وسائل الإعلام التقليدية شهد تراجعًا كبيرًا نتيجة للتغيرات التي أحدثتها هذه التكنولوجيات على سلوك المستخدم ومدركاته، حيث بدأنا نرى أنّ النساء اللواتي كُنَّ غالبًا ما يُتابعن هذه البرامج عبر التلفزيون، تحوّلن إلى متابعتها في شبكات التواصل الاجتماعي التي تلبي اهتماماتهنّ بشكل أسرع وتُوفّر عليهن الوقت والجهد".

جوانب اجتماعية وإعلانية

رغم طابعها الخدماتي في بعض الحالات، إلاّ أنّ القنوات التلفزيونية سواءً الخاصة أو العمومية مصنفة ضمن القانون الجزائري بأنّها ذات أهداف اقتصادية وتجارية، لذلك يُشكّل هذا الهدف أهم العوامل في رسم أجندة بث البرامج، ومنها برامج الطبخ التي  ماتزال تستقطب الكثير من الإعلانات، إلاّ أنّها غير قادرة في شهر رمضان على مُنافسة البرامج الدرامية والفكاهية التي تبقى الأكثر استقطابا للجمهور.

القنوات التلفزيونية الجزائرية تُواجه تحديات اقتصادية تدفعها للتركيز على المحتوى الجاذب للإعلانات

وأشار مدير مخبر الاتصال بجامعة مستغانم إلى أنّ " اهتمامات المشاهدين تتغير، حيث تحظى الدراما والبرامج الاجتماعية والسياسية بنسب مشاهدة أعلى، خاصة خلال أوقات الذروة، وفي رمضان تشكل الإنتاجات الدرامية أحد أهم ما يبحث عنه المشاهد من برامج في الشاشة الصغيرة".

وأضاف " تواجه القنوات التلفزيونية الجزائرية تحديات اقتصادية تدفعها نحو المحتوى الذي يجذب إعلانات أكثر، في رمضان تتصدر الدراما قائمة ما يبحث عنه الجمهور، ما جعل هذه القنوات تقلص مساحة برامج الطبخ لصالح إنتاجات تحقق عوائد مالية أفضل".

تُصنّف القنوات التلفزيونية سواءً كانت خاصة أو عمومية بمُوجب القانون الجزائري كقنوات ذات أهداف اقتصادية وتجارية.

ومن هنا، يُشكّل هذا الهدف أحد العوامل الرئيسية في تحديد أجندة بثّ البرامج، بما في ذلك برامج الطبخ.

رغم أنّ برامج الطبخ لا تزال تجذِب العديد من الإعلانات، إلا أنّها تُواجه تحديات في شهر رمضان حيث تظلّ البرامج الدرامية والفكاهية الأكثر جذبًا للجمهور.

ووفقًا للأستاذ بوعمامة، فإنّ اهتمامات المشاهدين تتغيّر باتجاه متابعة المسلسلات الدرامية والبرامج الاجتماعية والسياسية، ما دفع القنوات إلى تقليص برامج الطبخ لصالح محتوى يُحقِّق عوائد مالية أكبر.

كما أشار إلى تأثير التحوّلات الاجتماعية والتعليمية في تفضيلات الجيل الجديد، الذي أصبح يستهلك محتوى الطبخ عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بدلاً من التلفزيون.

وللشّبكة العنكبوتية تأثير كبير على تراجع اهتمام الجمهور ببرامج الطبخ التلفزيونية، موضحًا أن هذه البرامج، بما في ذلك الأطباق والحلويات، أصبحت متوفرة بشكل واسع على الإنترنت.

وأدى ذلك إلى تفضيل الجمهور للمحتوى الرقمي الأكثر مرونة وتفاعلية، بدلاً من البرامج التلفزيونية الخاضعة لشروط وقواعد معينة.

وفي هذا السياق، يُعدّ التحول الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، عامل مساعد للجُمهور والوصول إلى هذه البرامج بسهولة، مما قلل من الحاجة لمتابعتها عبر القنوات التلفزيونية التقليدية.

 

الكلمات المفتاحية

(الصورة: فيسبوك)

برتبة طُهاة.. أزواج يقتحمون المطبخ في رمضان

في مشهد رمضاني بات مألوفًا في السنوات الأخيرة، يقتحم الأزواج المطابخ ليس فقط بدافع تحقيق المتعة الشخصية، بل تقديرًا لزوجاتهم وتخفيفًا عنهن خلال الشهر الفضيل، أو طمعًا في نيل الثواب تنفيذا لوصية "رفقًا بالقوارير".


صورة المرأة في الأعمال الدرامية خلال رمضان (صورة: الترا جزائر)

المرأة في الأعمال الدرامية الجزائرية.. كيف نكسِر القوالب النّمطية؟

تتعاقب المواسم الرّمضانية، وتتوالى الإنتاجات الدّرامية المختلفة على الشاشات التلفزيونية عاماً بعد عام، وفي كلّ سنة تصعد إلى السّطح نِقاشات كثيرة متكرّرة ومكرّرة، وخلافات حول جودة ما يتمّ تقديمه للمُشاهد، إضافة إلى انتقادات تطال مستويات التّمثيل والإخراج، كتابة السّيناريوهات والحوارات ومشاكل الإنتاج.


تماسين بولاية توقرت.. أرض "الجُمعة الأخيرة" (صورة: الترا جزائر)

تَمَاسِين .. واحة الجنوب الجزائري وأرض "الجُمعة الأخيرة"

في هذه المدينة العريقة، تُقام صلاة الجمعة في وقت مُتأخّر عن باقي المساجد، حيث تُصلى قبل العصر بقليل، تقليد يعكِس ارتباط مدينة "تماسين" الواقعة شمال صحراء الجزائر بتعاليم الزوايا والطرق الصوفية، فما هو السرّ في ذلك؟


الترا

أسامة قاسمي صاحب "الأيادي السبعة".. الرسم بألوان التحدي

يتذكر أسامة قاسمي، 29 سنة، تلك الحادثة المأساوية التي كان بطلها وضحيتها في آنٍ واحد، وكيف جعلت منه "صنِيع تلك اللحظة القاسية"، مثلما يردّد دائمًا.

(الصورة: فيسبوك)
ثقافة وفنون

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن

عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

هزة.jpg
أخبار

هزة أرضية بشدة 5.1 درجات تضرب ولاية المدية

سُجلت، اليوم الثلاثاء، هزة أرضية قوية، بلغت شدتها 5.1 درجات على سلم ريشتر.


هزة أرضية.jpg
أخبار

هزة أرضية تضرب بومرداس بقوة 4.6 على سلم ريشتر

سُجّلت صباح اليوم الثلاثاء، هزّة أرضية بقوة بلغت حوالي 4.6 درجات على مقياس ريشتر.

إدمان الهاتف المحمول
أخبار

بورحيل: التقنيات الرقمية تُشكل خطرًا على القصّر

أكد رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، سمير بورحيل، على ضرورة اتخاذ خطوات قانونية وتنظيمية شاملة لحماية القصر وضمان احترام حقوقهم الرقمية.