كشف أخصائيون في الطب الداخلي والجهاز الهضمي، أنّ أمراض الالتهابات المزمنة للقولون والأمعاء في الجزائر أصبحت تُثير القلق في قطاع الصحة العمومية.
هذه الخطوة تهدف إلى تصنيف وتحليل البيانات المتعلقة بالأمراض المعقّدة وتحديد معدّل حالات الإصابة بها وتوزيعها جغرافيا
وفي إطار استراتيجية الوقاية الطبية لمخطط 2025-2030؛ باشرت الوزارة في تحيين سِجّل خاص بعدة أنواع من أمراض القولون والمعدة والكبد في إطار تجسيد المخطط الوطني للأمراض.
وتتعلق هذه الخطوة بتصنيف وتدوين وتحليل البيانات المتعلقة بالأمراض المعقّدة وتحديد معدّل حالات الإصابة بها وتوزيعها جغرافيا، والحصول على بيانات صحية موثوقة.
وقال رئيس الديوان بوزارة الصحة، الدكتور رضا حاج ماتي، في تصريح صحفي بأنّه سيتمّ تخصيص أول دليل خاص بهذه الأمراض مع تشكيل فرق بحثية وتكثيف التحقيقات الميدانية.
وخلال يوم دراسي طبي - جراحي لهذا المرض، أضاف أنّ الالتهاب المزمِن للجهاز الهضمي أو التهاب القولون التقرحي، الذي يُسمى علميا "كرون" من الأمراض المُعقّدة، إذ يعتبر " مشكلة صحة عمومية " مؤكدا بهذه المناسبة التزام الجهات الصحية بــتعزيز النشاطات العلمية التي ترمي إلى "دعم التكوين المستمر للممارسين في علاج هذا المرض".
ويتسبّب هذا المرض في التهاب شديد يؤثر على جدار الأمعاء، كما يمتدّ هذا الالتهاب ليشمل جميع طبقات الجدار، مما يميّزها عن باقي الأمراض المعوية الالتهابية.
من جانبه، اعتبر الأخصائي في الطبّ الداخلي فريد دراجي في تصريح لـ"الترا جزائر" على هامش أول يوم طبي جراحي، أنّ من أسباب هذا المرض "العدوى البكتيرية وأمراض المناعة الشخصية، لكنّها قد تكون أيضًا ناتِجة عن عوامل غير معروفة".
وشرح أنّ أمراض الالتهابات المزمنة للقولون والأمعاء تنقسم إلى نوعين رئيسيين: "مرض التهاب حادّ يُصيب الجهاز الهضمي بالكامل، ومرض التهاب القولون التقرحي، الذي يُصيب القولون والمستقيم".
ويُفسّر الأطباء المختصون بأنّ العوامل الوراثية والمعدية يمكن أن تؤدي إلى المرض، بالإضافة إلى التغييرات في أسلوب الحياة ونمطها، وتأثير تلوث البيئة فضلا عن سبل التغذية والأكل السريع.كما أنّ القلق والتدخين من المسببات في تعقيد الالتهابات التي تمس الجهاز الهضمي.
ومن جهتها قالت الأخصائية في أمراض الطب الداخلي، نورة بن عبو إنّ من أعراض التهاب القولون التقرّحي "الشعور بالآلام الحادة على مستوى البطن والمصاحبة للقيء والإسهال المزمن المصحوب بالدم، بالإضافة إلى أمراض الكبد".
أمّا بشأن الإصابة بالمرض ذكرت بن عبو أنّ "الفئات العمرية التي يصيبها تتراوح ما بين 30 إلى 80 سنة"، موضّحة بأنّه مع تقدّم المرض قد تظهر أعراض أخرى مثل التقرحات، وانسداد الأمعاء.
وبالنّسبة لعملية التشخيص أضافت بأنّه "يتمّ من خلال الأشعة، التنظير الباطني، والتحاليل الطبية والبيولوجية بناءً على تطور المرضّ.
وبالإضافة إلى التّشخيص وتقديم العلاج اللازم، لفت المختصون إلى أنّ نمط التغذية وأسلوب الأكل الصحي من بين الشروط التي تصاحب العلاج الطبي.
وتُفيد الأرقام بأنّ الجزائر تُسجّل سنوياً حوالي 6500 إصابة جديدة سنويًا بسرطان القولون العصبي من ضمن أنواع هذا المرض.