الكشف عن تاريخ وصول كباش العيد الإسبانية للجزائر.. ومعارضة في مدريد للقرار

تشرع إسبانيا، اعتباراً من 21 نيسان/أفريل الجاري، في تصدير الأغنام الحية إلى الجزائر عن طريق البحر، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين وزارة الزراعة والثروة السمكية والتغذية الإسبانية (MAPA) والسلطات الجزائرية.

الجزائر ثالث وجهة عالمية للحوم الإسبانية

وأفادت وكالة "إيفي أغرو" الإسبانية، نقلا عن مصادر رسمية، أن الكباش سيتراوح عمرها بين 6 و24 شهراً، وذلك "لأغراض الذبح فقط، وعلى الأرجح إلى غاية عيد الأضحى"، المنتظر في أوائل جوان/يونيو.

ووفق المصدر ذاته، تم التوصل بعد مفاوضات إلى اتفاق بشأن الشهادات البيطرية يوم الجمعة الماضية، وهو ما تم إبلاغه إلى الجمعية الوطنية لإنتاج اللحوم الإسبانية (Anice) التي أبدت رفضاً واضحاً لهذا القرار.

وفي بيان لها، عبّرت Anice عن خشيتها من أن يؤدي هذا الترخيص إلى تراجع إمدادات الأغنام في المسالخ الإسبانية، خاصة في ظل التوتر الحاصل في السوق وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، بسبب التراجع الحاد في أعداد رؤوس الأغنام خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت الجمعية إلى أن زيادة صادرات الأغنام الحية، التي تتجه بالدرجة الأولى نحو المغرب، كانت من بين العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار، مضيفة أن انضمام الجزائر إلى قائمة الدول المستوردة سيزيد من حدة الضغط على السوق الإسباني.

ووصفت Anice الجزائر بالسوق "الاستراتيجي" بالنسبة لإسبانيا في ما يتعلق بتصدير لحوم وأحشاء الأبقار والأغنام، لكنها حذّرت من أن تصدير الأغنام الحية قد يضعف القدرة التنافسية للصناعات الإسبانية.

كما عربت عن استغرابها من هذا التحول في الموقف الحكومي، مشيرة إلى أن تصدير الحيوانات الحية لطالما اعتُبر "خطاً أحمر" بسبب المخاطر الصحية المرتبطة بإمكانية عودة المواشي من دول ينتشر فيها عدد من الأمراض الحيوانية شديدة العدوى.

وأكد المدير العام للجمعية، جوزيبي ألويسيو، أن "السماح بتصدير الحيوانات الحية قد يبدو حلاً سهلاً، لكنه يضرّ بسلسلة القيمة في قطاع اللحوم، ويؤثر سلباً على جميع الفاعلين الذين يضيفون قيمة حقيقية للاقتصاد الوطني".

وتظهر بيانات 2024 أن الجزائر كانت ثالث أكبر وجهة عالمية للحوم وأحشاء الأغنام الإسبانية من حيث الحجم، والثانية من حيث القيمة، والأولى خارج الاتحاد الأوروبي.

أما في قطاع لحوم وأحشاء الأبقار، فقد شهدت صادرات إسبانيا إلى الجزائر نمواً كبيراً منذ 2019، تجاوز 116% من حيث القيمة، و40% من حيث الحجم، لتصل إلى 26.514 طناً بقيمة 49,56 مليون يورو في 2024، ما يجعل الجزائر أهم وجهة خارج الاتحاد الأوروبي.