14-أغسطس-2020

مثقفون جزائريون استنكروا تطبيع الإمارات مع الكيان الإسرائيلي (الصورة: الجزيرة)

فريق التحرير - الترا جزائر
تجاوز قطاع واسع من المثقفّين والفنّانين والإعلاميّين الجزائريّين القضايا الوطنيّة التّي كانوا غارقين فيها؛ في الواقع والمواقع، وبرمجوا أنفسهم وأقلامهم على مقاربة خبر التّطبيع الإماراتي الإسرائيليّ الذّي تناولوه من زاوية واحدة هي الشّجب والاستنكار.
 
دعا المعلّق الرّياضي حفيظ درّاجي الشّعب الفلسطينيّ إلى عدم الفزع من القرار الإماراتي
يقول الفنّان المسرحيّ بودشيش بوحجر، إنّه ليس أمرًا قابلًا للاختلاف حوله أو للرّأي والرّأي الآخر؛ بالنّسبة للجزائريّبن، "فمن الطّبيعيّ أن يكون الاستنكار لهذه الخطوة الإماراتيّة هو بؤرة المواقف الجزائريّة".
ويضيف "جنرال المسرح الجزائريّ" أنّنا كنّا سنخفِّف الحكم على أبو ظبي لو أنّها لم تقدّم نفسها عرّابة الأمن القوميّ العربيّ، "فهي واحدة من زعماء الحرب على إيران الفارسيّة بحجّة تهديدها لهذا الأمن العربيّ، حتّى أنّها سمحت لنفسها ولحلفائها في إطار (التّحالف العربيّ) بقتل أطفال اليمن من أجله. فما معنى أن تطبّع اليوم مع أكبر كيان يهدّد الأرض والمصالح العربيّة؟".
من هنا، يختم محدّث "الترا جزائر"، يحقّ لأبو ظبي أن تعتبر خطوتها هذه باتّجاه تل أبيب شأنًا داخليًّا؛ شريطة أن تكفّ عن ادّعاءاتها بخصوص تمثيلها للعرب وحرصها على قضاياهم.

في سياق موقف المسرحيّين الجزائريّين؛ ورد في تدوينة فيسبوكيّة للمسرحيّ حمزة رحماني بنبرة ساخرة أنّه ليس مستبعدًا أن تكون إحدى الدّورات القادمة لمهرجان المسرح العربيّ الذّي يشرف عليه حاكم الشّارقة في تل أبيب. في إشارة منه إلى أنّ المهرجان تعوّد على أن ينعقد سنويًّا في إحدى العواصم الشّقيقة.

وكتبت الإعلاميّة ليلى بوزيدي أنّ ماقامت به الإمارات.. فقط هو إضفاء الرّسمية على علاقاتها الموجودة من قبل مع إسرائيل "العاقبة لبقيّة الدّول العربيّة".

من جهته، استنكر الشّاعر والصّحفي سفيان بكّاري الخطوة الإماراتيّة بالقول: "يعادون قطر التّي تجمعهم بها روابط العروبة والإسلام ويتقرّبون من الكيان الصّهيونيّ الذّي لا يربطهم به شيء، أو ربّما يشتركون معه في الخبث والخيانة".

 

من جهته دعا المعلّق الرّياضيّ حفيظ درّاجي الشّعب الفلسطينيّ إلى عدم الفزع من القرار الإماراتيّ؛ "فيعتمد على نفسه وبعض الأحرار، لأنّ خذلان الجبناء من العرب كان أكبر بلاء للقضيّة الفلسطينيّة". وختم تدوينته بالقول: "من لا يستطيع صناعة الحرب لا يستطيع صناعة السّلام".

رفض الجزائر لتطبيع أبو ظبي ينسجم مع العقيدة الجزائريّة شعبيًّا وحكوميًّا 

أمّا الأكاديميّ والشّاعر نذير طيّار، فتوقّع فشل مشروع التّطبيع الإماراتيّ الإسرائيليّ؛ "فالدّولة العربيّة التّي تقدّم صراعها مع إيران أو تركيا على الصّراع العربيّ مع الصّهيونيّة، عبر التّحالف مع هذه الأخيرة، لن تجني إلّا الشّوك. والدّولة العربيّة التّي تسعى إلى إضافة الصّهاينة إلى محور عربيّ ما، بهدف إلحاق الهزيمة بمحور آخر، لن تربح إلّا السّراب".
ويبدو أنّه مثلما كان المثقّفون الجزائريّون كتلة واحدة في رفض التّطبيع الّذي حصل بين القاهرة وتل أبيب في عهد أنور السّادات؛ سيكون كذلك في رفض تطبيع أبو ظبي انسجامًا مع العقيدة الجزائريّة شعبيًّا وحكوميًّا بخصوص الحقّ الفلسطينيّ، مجسّدة في مقولة الرّئيس هوّاري بومدين "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".