31-ديسمبر-2024
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك)

صنعت جملة من صوره عن الحياة البرّية ضجة على منصات التواصل الاجتماعي وتناقلتها منصات إعلامية على نطاق واسع، ليس لجمالها فحسب، بل للخطورة التي تكمن لحظة "قنصها"، حيث السؤال الذي يقف وراءها لماذا أقدم صاحبها على التقاطها، مغامرا بحياته؟.

في اللحظات النادرة التي يمتزج فيها الشغف بالإبداع يصبح توثيق اللحظة لابد منه، كما فعل جمال حاج عيسى المصور الفوتوغرافي الجزائري

لكن في اللحظات النادرة التي يمتزج فيها الشغف بالإبداع يصبح توثيق اللحظة لابد منه، كما فعل جمال حاج عيسى المصور الفوتوغرافي الجزائري الذي يروي عبر مقابلة مع "الترا جزائر" مسيرته المثيرة التي انتقل فيها من الصحافة إلى تصوير الحيوانات وعالم البرّية بكل ما يحمله من جمال وخطر أيضا.

 تجربتك في مجال التصوير الفوتوغرافي.. متى وكيف بدأت؟

اسمي جمال حاج عيسى، أعيش حاليًا في الجزائر العاصمة، بعد مسيرة مهنية طويلة بدأت في التسعينيات كمصور صحفي، قررت العمل لحساب شخصي، أقوم بتغطية الأحداث، وأقوم بالتصوير الدعائي، حيث بدأ شغفي بالتصوير في سن 15، عندما أعطاني صديق والدي، وهو مصور بلجيكي محترف كاميرا، لقد جاء من بلجيكا ليقضي بضعة أيام معنا في غرداية، وعندما غادر، قدّم لي كاميرته بلطف بشرط أن أعتني بها وألتقط صورًا جميلة بها.

في هذه اللحظة بالتحديد نالتني نقرة، كنت أعلم أن التصوير الفوتوغرافي سوف يتخلل حياتي وأنني ربما سأكون مصورًا. وفي عام 2015، شجعني أحد أصدقائي وهو مهتم بعالم الطيور على المغامرة في عالم تصوير الحيوانات، وخاصة عالم الطيور، ومن هنا بدأت الرحلة مع هذا العالم الجميل والمثير.

قررت دخول البرّية كمصور، ما هي الصعوبات أو العوائق التي تواجهك أثناء التقاط الصور للطيور والحيوانات؟

في السنوات الماضية، واجهنا بعض الصعوبات على المستوى الأمني، ولكن حاليا لا شيء من ذلك، فلدينا جمعية وطنية، وهي "الجمعية الجزائرية لتوثيق الحياة البرية"، التي أبرزت وأثبتت تواجدها في الميدان بتوثيق الحياة البرّية وعالم الطيور بمختلف الصور، وبالإضافة إلى ذلك أضافت الجميعة أعدادا وأصنافا أخرى من الطيور لقائمة طيور الجزائر وبصفتي عضو مؤسس ونائب رئيس الجمعية، أشكر من هذا المنبر السلطات الأمنية والعسكرية على مدّ يد العون لجمعيتنا للقيام بمهامها في أفضل حال.

خلال الأيام الماضية، انتشرت صورة وفيديو لك مع أفعى الكوبرا، حيث أحدث ذلك تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل، كيف غامرت بتصوير "الكوبرا" وبينك وبينها مسافة متر ونصف؟

بالنسبة لفيديو "الكوبرا" التي وجدتها في بسكرة يجب أن يعلم الجميع أنّ تلك الكوبرا هي كوبرا " NAJA HAJ"، وهي ليست عدوانية كما يتصورها أغلب الناس، مسالمة، وتفرّ عندما ترى البشر، لكن في حالة الخطر تدافع عن نفسها، بمعنى إذا أردت أذيتها فتدافع عن نفسها طبعا، وعن الوضعية التي وردت في الفيديو الذي انتشر، كانت هذه الكوبرا في وضعية دفاع عن النفس.

(الصورة: فيسبوك)

على ضوء مشهد الكوبرا وهي في حالة استعداد للدفاع عن نفسها، هل شغفك وحبك لهذه المهنة يدفعك لأن تُخاطر بحياتك من أجل التقاط صورة في أبهى الجمال؟

من خلال تجربتي في عالم البرّية، أقول بكل تواضع عن التقاط صورة مثل تلك مع "الكوبرا" يجب أن تعرف الحيوان لكي تجازف بذلك الشكل وبتلك الطريقة، حيث تقابله (مع الكوبرا وجها لوجه وعلى مسافة قصيرة جدا) وتقابله منبطحا في الأرض.

صلت وجلت في البرية ووثقت تنوعها البيولوجي بصور جميلة جدًا، ما هي التوجيهات التي تقدمها للحفاظ على الثورة الحيوانية في الجزائر وماذا تقترح؟

لحماية الحيوانات البرية في الجزائر، من المهم إتباع استراتيجيات متعددة تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التهديدات التي تواجه هذه الكائنات، ويجب تطبيق القوانين الصارمة ضد الصيد الجائر والاتجار بالحيوانات البرية، إضافة إلى تعزيز العقوبات لمن يضر بالموارد الطبيعية أو يساهم في الانتهاكات البيئية، فضلا عن تنظيم حملات توعوية للجمهور، خصوصًا في المناطق الريفية والقريبة من تواجد الحيوانات البرية، لتوضيح أهمية الحفاظ على الحيوانات البرية والتوازن البيئي، وإنشاء محميات وإعادة توطين الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض في بيئات محمية ومستدامة. كما أقترح تضمين مناهج التعليم معلومات عن التنوع البيولوجي وأهمية حماية الحياة البرية.

بعيدا عن الحياة البرّية.. ما هي المسابقات التي شاركت فيها؟

نعم شاركت في مسابقات، لكن لم أشارك بصور عن الحيوانات  والطيور، ولقد وفقني الله في نيل الجائزة الأولى وطنيا على الصورة الفنية والثانية وطنيا أيضا على الصورة الصحيفة في نفس المسابقة، وأيضا فزت في مسابقة "كانون" الدولية الشرق الأوسط بالمرتبة الأولى للجزائر.

نختم بهذا السؤال.. ما هي أجمل صورة التقطتها لحد الآن؟

بالنسبة لي كل الصور جميلة، ولا أفضّل بين صورة وصورة أخرى، ولترى مدى جمال وتنوع برّيتنا بطيورها وحيواناتها عليك زيارة صفحتي على "الفيسبوك".