المقابر وشبح الشعوذة.. هل هي ثورة وهمية ضدّ الخُرافات في الجزائر؟
8 يونيو 2025
في عيد الأضحى، يزور الجزائريون المقابر في ثاني يوم من العيد، حيث ينشغل الرجال في اليوم الأول بأضحية العيد، وتنشغل النسوة بإعداد الوليمة.
تشهد الجزائر مؤخرًا موجة جديدة من حملات تنظيف المقابر، لا بهدف ترميمها أو صيانتها، بل بحثًا عما يُعتقد أنّه أعمال سحر وطلاسم
تكتظ مقبرة "القطّار" خارج أسوار مدينة "القصبة" بالنساء اللواتي ينظفن قبور ذويهن ويمسحنها، ويزرع بعضهن ورودًا أو نباتات، لكن الحديث لا يزال يتركز حول أعمال السحر والشعوذة التي يعتقد أنها تحدث في هذا المعبر إلى العالم الآخر.
عادت قصص الشعوذة والسحر إلى الواجهة، كأنّ رماد الجن ّوالشياطين يُعاد إيقاده من جديد. بين الطقوس القديمة، وحملات تنظيف المقابر، والبرامج التلفزيونية التي تستضيف الرقاة، تتصاعد موجة من الغموض والخرافة، فتختلط الحقيقة بالأسطورة.
سباق نحو الخرافة أم مواجهة مع السحر؟
فجأة ودون سابق انذار طفت إلى السطح، بعدد من محافظات الجزائر، حملات لتنظيف المقابر مما قيل إنه "طلاسم للسحر عمل للناس"، تداول الجزائريون أخبارها في صفحاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي وحتى في بعض القنوات التلفزيونية.
ويبدو، حسب تتبع "الترا الجزائر" هذه الحملات الني انتشرت بشكل سريع، أنها بدأت من حملة لتنظيف مقبرة "سيدي الخياطي" ومقبرة "سيدي يحيى بوعلاش" بمحافظة "الشلف" (200 كيلومتر غربي العاصمة الجزائرية)، في الأسبوع الثاني من مايو / أيار.
ويقول القائمون على حملات التنظيف هذه، في تصريحات للإعلام المحلي: "قررنا حملة لتنظيف المقبرة، لكننا صادفنا أنّ بها طلاسم وأعمال سحر في عدد كبير من القبور".
واستفزّت هذه الحملة التي تداولتها قنوات تلفزيونية الناس للقيام بحملات مُماثلة، في مقابر أخرى بمحافظات أخرى، لكن ليس بهدف تنظيف المقابر بل بهدف البحث عن طلاسم وأعمال سحر وفكها، ليتحوّل الأمر إلى قضية رأي عام نفخت في رماد الجن والشياطين والتعاويذ والرقية، وأن هناك من يريد للمجتمع الجزائري ألا يتخلص من الخرافة.
تشجيع الدجل
حديث وسائل الإعلام الجزائرية عن الشعوذة، والترويج لها عن قصد أو غير قصد، لم يكن وليد هذه الأيام، فقد استضافت قنوات تلفزيونية عددا من الرقاة على بلاطوهاتها وتحدثوا عنها بإسهاب، كما كرست لبعضهم حصصا خاصة.
في سباق غير مألوف، انطلق بعض الجزائريين نحو المقابر بحثًا عن طلاسم وعظام تُعتقد أنها سبب البؤس الجماعي
وقد حذّرت السلطة المستقلة لضبط السمعي البصري من تفشي هذه الممارسات الإعلامية واعتبرتها غير مهنية "تمس بوعي المواطنين وتضرب في الصميم الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة الدجل والشعوذة والترويج للخرافة"، وخصت بالذكر قنوات "النهار TV"، و"الشروق نيوز TV"، وقناة "الحياة TV".
واعتبرت هذه الهيئة أنّ هذه البرامج "تكرس استغلالا سافرا لمعاناة الناس وتهدف في الحقيقة إلى رفع نسب المشاهدة وهي لا تشكل فقط استخفافا بعقول المواطنين بل تندرج ضمن ما يعاقب عليه القانون رقم 23 – 20 المؤطر للنشاط السمعي البصري، ولاسيما المادة 32 التي تنص على ضرورة الامتثال للقواعد المهنية وآداب المهنة وأخلاقياتها ووجوب عدم استخدام الدين لأغراض تتناقض وممارسة النشاط السمعي البصري".
فيلم السحار.. الشيخ النوري مشعوذ يقال إنّ الراحل بومدين تدخل شخصيا لوقفه
في سنة 1969، أي بعد سبع سنوات فقط من استقلال الجزائر، صدر فيلم "السحار" الذي كتب قصته وسيناريوه الشاعر المجاهد "محمد بوزيدي" (1934- 1994) وأخرجه المخرج "مصطفى بديع" (1921-2001).
يروي الفيلم قصة مشعوذ يدعى "الشيخ النوري"، يستغل جهل الناس المال، فيسلبهم مالهم، بل وحتى أعراض نسائهم، مدعيا قدرته على جلب الحظ والغنى لهم، وإبعاد الحسد وسوء الطالع عنهم، وتزويج الفتيات، وإبطال السحر وإخراج الجن منهم.
لم يكن "السحّار"، مجرد فيلم، بل كان يندرج ضمن منظومة ثقافية وإعلامية تحمل مشروع مجتمع يعمل على التخلص من الجهل والأمية التي خلفها الاحتلال الفرنسي
كان الفيلم مُستوحى من أحداث واقعية عايشها كاتب السيناريو محمد بوزيدي أو سمع عنها. بل إن روايات متداولة تقول إن شخصية "الشيخ النوري" كانت شخصية حقيقية ذاع صيتها وعظم نفوذها في منطقة تسمى "بومدفع" (محافظة عين الدفلى 100 كيلومتر غربي العاصمة) إلى درجة أن مسؤولين وزوجات مسؤولين أصبحوا يقصدونه، ما دفع الرئيس الراحل هواري بومدين الذي بلغه خبره بأن يأمر بضرورة وضع حد لذلك المشعوذ.
لم يكن فيلم "السحار"، آنذاك، مجرد فيلم، بل كان يندرج ضمن منظومة ثقافية وإعلامية تحمل مشروع مجتمع يعمل على التخلص من الجهل والأمية التي خلفها الاحتلال الفرنسي على مدى 132 سنة، شجع فيها الخرافة في أوساط الجزائريين، لذلك كان الفيلم الذي عرض في التلفزيون الجزائري وعلى نطاق واسع يحمل عنوانا فرعيا هو "عدو الشعب".
الخرافة .. وسيلة استعمارية ناعمة للهيمنة
خلال سنوات الاحتلال الفرنسي، شاعت في الجزائر الشعوذة والخرافة، فقد كانتا، إلى جانب منع الجزائريين من التعليم، أداتين من أدوات الهيمنة عليهم. وكان البحث الأننتروبولوجي والإثنولوجي الفرنسي المتكئ أساسا على الاستشراق والمركزية الغربية يكرس فكرة أن المجتمع الجزائري مجتمع تحركه الخرافة.
لذلك ستجد أن عناية خاصة كانت توليها الإدارة الاستعمارية لبعض الطقوس الخرافية والأماكن التي تقام بها.
ولعلّ المُستشرق الفرنسي "إدموند دوتي" (Edmond Doutté)، في كتابه "السحر والدين في شمال إفريقيا" (Magie et religion dans l'Afrique du Nord) الذي نشر في سنة 1909 أحسن نموذج لهذه المقاربات ذات البعد الكلونيالي.
"سبع عيون".. "سبع جنون"
من هذه الطقوس وهذه الأماكن التي رعتها الإدارة الفرنسية طقوس "السبع عيون" أو "عين السبع جنون" التي كان يمارسها السود في منطقة "سانت أوجين" (بولوغين الآن) غرب حي باب الوادي. في هذه المنطقة كانت هناك سبع عيون على الشاطئ تأتيها النسوة السود وحتى النساء المسلمات، حصرا، يوم أربعاء، لممارسة طقوس السحر، للاستشفاء من مرض أو طلبا للزواج أو الذرية أو أية أمنية أخرى أو التخلص من مس جن.
كان الاعتقاد أنّ كل عين من هذه العيون تابعة لجن، هم: الجن الرئيسي "بابا كوري" الملقب بـ البحري"، وهو روح مائية للمياه العذبة جاء من نهر النيجر، و"بابا كوري"، و"أولاد سيرغوا"، و"نانا عيشة"، و"توام"، و"سيدي علي"، و"باشريف".
في هذه الطقوس التي تُمارس نهارا فقط، حتى لا يزعج الجن الذي يخرج إلى الشاطئ، ليلا، لشرب دم القرابين، تجتمع النسوة في مجموعات، فيقوم رجال سود على تطهير الدجاج قرابين، بأن يمسك من جناحيه مفتوحين ووضعه فوق دخان "اللبان" الموجود في سبع علب، كل علبة مخصصة لجن معين، بلون الأبيض، الأحمر، الأسود، الأزرق، الأخضر، الأصفر، والبرتقالي.
كان الاعتقاد أنّ كل عين من هذه العيون تابعة لجن، هم: الجن الرئيسي "بابا كوري" الملقب بـ البحري"، وهو روح مائية للمياه العذبة جاء من نهر النيجر
بعدها يدور القائم على الطقس بالقربان حول الشخص المعني سبع مرات، ويمرره على صدره وظهره، ثم يتجه قبل الشرق، ويذبح الطائر، فيضع قليلا من دمه المسفوك على جبين المعني. فإذا كان القربان ديكا يبقى لدى القائم بالطقس. أما إذا كان القربان دجاجة، فيأخذها المعني إلى بيته لأكلها.
وخلال الحفل، تشعل الشموع، وتلقى في البحر. وقبل المغادرة، تؤخذ كمية من الماء وقليل من اللبان لاستخدامها في البيت.
وهناك أغنية قديمة عن هذه الطقوس كتبها شاعر شعبي يدعا "أحمد الفليسي" تصور هذه الطقوس وتنتقدها وتنتقد ممارسيها وتؤكد أنها شرك يتعارض والشريعة الإسلامية ملعون ممارسها، مطلعها:
يا من هو مجنون ضربه فارس دخلاني
ينشر في لعيون عند خويدم سوداني
تمشي نهار المعلوم الأربعاء ذاك اليوم
النسوان في الشط تعوم واقراحهم والجيجان
هاذ الفعل المذموم منه راني حيران
والأغنية طويلة تصف كل مراحل هذا الطقس الإفريقي، إلى أن يصل إلى المآلات الوخيمة لمثل هذه المعتقدات:
يغضب عنك مولاك ويزيد يهيج عماك
اضحى الخادم مولاك وانت طايع فرحاني
إن شاء الله واش اعطاك والشرك معاهم ثاني
لم تكن طقوس "سبع عيون" هي طقوس الإفريقية الوحيدة في مدينة الجزائر، أيام الاحتلال الفرنسي، بل كانت هناك طقوس أخرى، في أماكن أخرى، مثل طقوس منطقة تسمى "الحامة" شرق مدينة الجزائر، حيث يكرم "سيدي باكوا" المعروف بحلاق الجن، وقربه "سيدي بلال" الذي قال عنه إنه مؤسس تمبوكتو وراعي السود.
وبهذه المدينة كان السود يقيمون، في الربيع، ما يسمونه "عيد الفول"، وهو طقس يبدأ بقراءة الفاتحة، ثم يؤتى بثور مزين بلباس أخضر وزهور، وسط الغناء والرقص على إيقاع الصنوج الحديدية والطبل، فيدور السود حوله سبع مرات في اتجاه، ثم سبع مرات في الاتجاه المعاكس، ثم ينحر.
بعد الانتهاء من التضحيات، تتجه الحشود نحو حوض مربع مملوء بالماء، مخصص لما كانوا يسمونه "للا حواء"، أي القديسة حواء. ويتواصل الطقس بوليمة تحوي فول، أول محصول من السنة، والذي يجب على السود تناوله. تُختتم الاحتفالات برقصات حيوية للغاية، تُؤدى على أنغام الكراكب (صنوج حديدية) والطبل.
كما كانت هناك منازل للسود المنتمين إلى قبائل "البامبارا (السنغال-النيجر)، و"السونووي" (تمبكتو)ـ وبومو، وغورما وتمبو (النيجر)، وزوزو وكاتشينا (الهوسا)، في مناطق مختلفة من مدينة الجزائر، في حي القصبة العتيق ومناطق محيطة به، تقام فيها طقوس تشبه "الزار" تسمى "الدردبه"، لاستخراج الجن على إيقاع الرقص والجدب. وتنحر فيها القرابين.
تجاذبات خُرافتين
ولم تقتصر طقوس الشعوذة والخرافة على السحر الأسود الآتي من الثقافة الإفريقية الوثنية، بل كانت هناك طقوس ارتبطت بما يعرف بـ "الأولياء الصالحين"، فكانت هناك طقوس تقام أمام أضرحتهم مثل "سيدي علي الزواوي" الذي كانت بالقرب من "باب عزون" أحد أبواب حي "القصة" (مدينة الجزائر القديمة التي بناها الزيريون وأضاف إليها الأتراك ووسعوها).
واستمرت الطقوس بذلك المكان حتى بعد هدم ضريح هذا الولي خلال فترة الاحتلال وحتى بعد الاستقلال بسنوت عدة، حيث كانت النسوة تأتي المكان للتبرك وللاستشفاء وحسن الطالع، فتشعل الشموع وتخضب شجرة في ذاك المكان بالحناء، وتترك سكرا وصابونا وحتى نقودا.
والواقع أنّ المجتمع الجزائري تجاذبته، منذ القدم، خرافة ثقافتين اثنتين، خرافة الوثنية الأفريقية التي تشبعت بالتفكير الديني المسيحية والخرافة الأمازيغية التي تسللت إلى التفكير الديني الإسلامي، وعملت المخيلة الشعبية على تطويع كل تلك الثقافات، لذلك سنجد أن بعض الجزائريين يقولون للممسوس "مسكون" أو "سكنه جن"، تأثرا بالسردية الإسلامية التي تقول إن "الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم"، إذا هو يسكنه.
وبعض الجزائريين يقولون للممسوس: "مركوب" أو "ركبه جن"، تأثرا بطقوس الوثنية الإفريقية في "الفودو" التي تلجأ في طقوس التخليص من المس (الرقية) إلى أن يركب الكاهن القائم على الطقس ظهر الممسوس والدوران به.
بالمُقابل سنجد، تسمية الجزائريين لكبير طائفة "القناوة" (نسبة إلى أمبراطورية غانا) على طريقتين إما "سيدي"، وهي تسمية يظهر عليها تأثير الثقافة الإسلامية، كقولهم "سيدي بلال"، وإما "بابا" وهي تسمية تحيل إلى بابا الكنيسة، كقولهم "بابا سالم".
الإسلاميون.. استبدال الأولياء الصالحين بالرقية
كان لظهور ما اصطلح على تسميته "الصحوة الإسلامية"، في ثمانينات القرن الماضي، دور آخر في محاربة مظاهر الشعوذة والخرافة، إذ عرفت مساجد الجزائر والحملات الجوارية حركة توعية بمخاطر اللجوء إلى السحرة والإيمان بالأولياء الصالحين، باعتبارهما مظهر من مظاهر الشرك بالله.
لم يكن عمل الإسلاميين إحلال العقل مكان الخرافة، بل كرسوا فكرة أن الجن يمكنه أن يسكن البشر، وأن السحر حقيقة لا جدال فيها، فظهر الرقاة ليحلوا محلّ المشعوذين
لكن هذه الحركة، مع مرور الوقت واشتداد عودها أخذت منحى متطرفا، وصل تكفير الناس وهدم المقابر وأضرحة الأولياء الصالحين وترويع القيمين عليها والإفتاء بعدم جواز الصلاة في هذه الأماكن.
لم يكن عمل الإسلاميين، في الواقع، إحلال العقل مكان الخرافة، فقد كرس الإسلاميون فكرة السحر وفكرة أن الجن يمكنه أن يسكن البشر، ويمكنه أن يسيطر عليه بل وحتى أن يشاركه في أهله، وأن بالإمكان طرده بطريقة شرعية إسلامية هي "الرقية"، فظهر "الرقاة" وانتشر نشاطهم عند العامة والخاصة. إحلال خرافة بخرافة أخرى، هي الرقية.
رقية بالجملة في قاعة حفلات
في رمضان ويومي عيد الفطر من سنة 2024، نظم راق يدعا "الشيخ ناصر" رقية جماعية في إحدى قاعات الحفلات بمحافظة "خنشلة"، ونشر مقاطع فيديو من "الرقية الجماعية" التي نظمها، مصرحا أنه أجرى رقية لأكثر من 1000 شخص في المحافظة"، مدعيا أن "المحافظة ملغمة بالسحر".
الحديث المتزايد عن السحر والشعوذة يعكس صراعاً بين ثقافات متعددة وتأثيرات تاريخية تستمر في تشكيل الخرافات والمعتقدات الشعبية
وأظهرت مقاطع فيديو تداولت في مواقع التواصل الاجتماعي طابورا من مئات السيارات أمام قاعة الحفلات التي كان يمارس فيها الراقي نشاطه.
كما سمعت، خلال تلك "الرقية الجماعية"، أصوات نساء وهن يصرخن، يشكل هستيري. وقال "الراقي" المزعوم إن صوته بح قبل أن ينتهي من رقية الجميع.
وقد أثارت ممارسات الشعوذة هذه حفيظة الرأي العام في خنشلة وخارجها، وطالبت 11جمعية ومنظمة السلطات القضائية والإدارية بفتح تحقيق عاجل في القضية، مستنكرة هذه الحادثة التي صارت حديث العام والخاص وشوهت المحافظة وسكانها، وتسليط أقسى وأقصى عقوبة على الفاعلين. كما تأسست مديرية الشؤون الدينية والوكيل القضائي للخزينة العمومية أطرافا مدنية.
وعلى خلفية ذلك، تدخّلت مصالح الأمن فأوقفت "الراقي" المزعوم" ومن معه، وأحالته إلى التحقيق، والتمست نيابة المحكمة في حقه وحق 3 أشخاص تولوا تنظيم الرقية الجماعية، 3 سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية بما يعادل 250 دولار، لكن المحكمة برأته.
بلحمر: المشعوذ الذي خطف الأنظار في المعرض الدولي للكتاب
أعادت حالة الراقي "الشيخ ناصر"، يومها، إلى الأذهان حالة "الراقي" المشعوذ "بلحمر" من محافظة "غليزان" الذي تسبب في وفاة طفلة كان يرقيها، وانتهى به المطاف إلى أن قُتل، بعد أن ذاع صيته بدعم من بعض الصحف والقنوات التلفزيونية الخاصة.
وأصبح بلحمر حديث العام والخاص، وبلغ صيته أن أصبح يرافق المنتخب القومي لكرة القدم في تربصاته ومبارياته في كأس العالم، إلى أن طرده المدرب رابح سعدان.
الإعلام ساهم بشكل غير مباشر في تضخيم ظاهرة الشعوذة عبر استضافة الرقاة وتقديمهم كخبراء، مما زاد من تفشي هذه الممارسات بين الجُمهور
وصل الأمر بهذا المشعوذ أن خطف الأضواء من كتاب ومثقفين في الطبعة الـ 18 من معرض الجزائر الدولي للكتاب في تشرين الثاني / نوفمبر 2013، لمجرد أن صورته تصدرت كتابا عبارة عن دراسة لظاهرة العلاج بالرقية في الجزائر للدكتور أحمد حامق، عن "منشورات الشروق" الذي أوكل توقيع الكتاب إلى بلحمر لبيعه.
واضطرت "الشروق" يومها إلى تغيير مكان توقيع الكتاب ونقله إلى قاعة كبيرة تتسع لعدد الراغبين في لقاء "بلحمر" والحديث إليه، فكانت قارورات المياه المعدنية المرقية تنافس الكتاب وتتفوق عليه.
لم تكن المشكلة، يومها، تلك الطوابير على الراقي "بلحمر" ومياهه "المرقاة"، بقدر ما كانت قناعة ذلك الدكتور أحمد حامق بأن خطاب العقل لا يستقطب وأنه لرواج كتابه عليه بصورة واسم "بلحمر" وأمثاله.
ومازالت سطوة هؤلاء المُشعوذين، لعدة أغراض سياسية ومالية، تستثمر في جهل الناس، على الرغم من تحذيرات عديد من الأئمة أمثال الإمام موسى عزوني الذي لقيت إحدى دروسه انتشارا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها مؤكدا: "25 سنة في أميركا، ولا مرة أتاني واحد لأرقيه، وكأن الجنّ لا يتجوّل إلاّ في الجزائر وعند المسلمين"، مُضيفاً: "من يعاني البطالة يحتاج إلى عمل وراتب لا إلى رقية، والعنوسة تحتاج إلى دراسة وزواج لا إلى رقية. علينا اتخاذ الأسباب لحل مشاكل عصرنا".
الكلمات المفتاحية

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

بعد التتويج الـ 9 .. اتحاد الجزائر يلحق بشباب بلوزداد في سجّل الأبطال
عَادَل اتحاد العاصمة الرقم القياسي لشباب بلوزداد بتتويجه بكأس الجمهورية للمرة التاسعة، في يوم رمزي يصادف عيد الاستقلال والذكرى الـ 88 لتأسيس النادي، ليُشعل بذلك من جديد فتيل المنافسة التاريخية بين الناديين ويفتح فصلًا جديدًا في سباق الألقاب.

ليسوا أرقامًا... بل قصصًا: 374 ألف راسب في "البيام" بالجزائر
أكثر من 300 ألف تلميذ رسبوا في امتحانات شهادة التعليم المتوسط بالجزائر، رقم ثقيل وذو دلالة، لا يمكن المرور عليه مرور الكرام. لكنه، بحسب أبجديات المهنة الصحفية، لا يُقرأ كرقم مُجرّد فقط، بل كمدخل إلى قصص فردية وجماعية، قد نصل إلى تفاصيل بعض أسبابها، أو نكشِف جانبًا واحدًا منها على الأقلّ في منظُومة تهمّ المجتمع.

أزمة الدكتوراه المُعلّقة بالجامعات.. هل شطب الأطروحات هو الحل؟
في أيار/ ماي 2024، أُتيحت فرصة ثمينة لعدد من الباحثين للمشاركة في دورة تدريبية تناولت تحديات البحث العلمي وظروف إنجاز أطروحات الدكتوراه. طُرحت خلالها، قضايا جوهرية تتعلق بتأخر إنجاز البحوث الأكاديمية، وتكشّفت أبعاد متعددة لهذه الظاهرة التي لم تعد تُختزل في تقصير الطلبة فقط.

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين
في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

الجزائر في صدارة مورّدي الغاز لإسبانيا في 2025 بعد تراجع أميركا
استعادت الجزائر موقعها التاريخي كمورّد رئيسي للغاز الطبيعي إلى إسبانيا خلال النصف الأول من سنة 2025، متقدمة على الولايات المتحدة الأميركية التي شهدت صادراتها تراجعاً حاداً خلال شهر حزيران/جوان الماضي.

ساعات بعد جريمة ألمانيا.. مقتل شاب جزائري مقيم في مركز لجوء بسويسرا
اهتزت الجالية الجزائرية في أوروبا على وقع جريمة جديدة، بعد مقتل شاب جزائري يبلغ من العمر 17 سنة طعنًا بالسكاكين في مدينة هيربروغ بسويسرا، فجر أمس الجمعة 11 تموز/جويلية، حسب ما نقلته صحف محلية.

طقس الجزائر: بحر هادئ إلى قليل الاضطراب وحرارة مرتفعة
تشهد مختلف مناطق الجزائر هذا السبت 12 تموز/جويلية 2025 أجواء مشمسة ومستقرة على العموم، مع تفاوت في درجات الحرارة ونسب الرطوبة بين المناطق الساحلية والداخلية والجنوبية.