الممثّل إبراهيم دريس: اكتشفني كوستا غافراس.. وانتظروني في "الصّف الأوّل"
29 مارس 2025
بحيّ باب الواد العريق في أعالي الجزائر العاصمة عام 1982، وُلد إبراهم دريس، مُمثّل شاب يشق طريقه بثبات نحو النجومية في عالمي السينما والدراما رغم بدايته المتأخرة التي كانت في عمر الثلاثين.
برزتُ من خلال فيلم "السعداء"خاصة وأنّه حاز على جوائز دولية عديدة في مهرجانات مختلفة
شغفه بالفنّ جعله يختصر المسافات ويحجز مكانة لنفسه بين الكبار، ترجمها إلى عديد الأعمال.. في هذا الحوار، يجيب إبراهيم عن أسئلة " الترا جزائر" وكثير سواها: كيف كانت أولى خطواته في التمثيل؟ وكيف تجاوز العقبات؟ وما أبرز ما ميّز مسيرته؟ وما مشاريعه؟.
يعود إبراهيم دريس إلى بداياته مع التمثيل، ويقول: "أعشق كل ما هو سينما، شاركت في عدّة أعمال ودخلت مجال التمثيل سنة 2014"، حيث كانت أوّل مغامرة بالنّسبة له في فيلم "الآن يستطيعون العودة" للمخرج سالم إبراهمي.

اكتشفني فائز بـ"الأوسكار"
وخلال حديثه عن الفيلم الأوّل الذي أدخله إلى عالم الفن السابع قبل نحو 10 سنوات، يكشف دريس أنّ الذي اكتشفه كان كوستاغافراس، المخرج الفرنسي ذو الأصل اليوناني الذي أهدى الجزائر عام 1969 رفقة المخرج والمنتج أحمد راشدي جائزة "أوسكار" في فئة الأفلام الأجنبية الطويلة عن فيلم "زاد"، وهي الجائزة الوحيدة للعرب إلى يومنا هذا منذ تأسيس "الأوسكار" في نهاية العشرينيات من القرن الماضي.
من "الآن يستطيعون العودة" الذي تذوّق به حلاوة السينما إلى فيلم آخر جاء بعد سنتين فقط هو فيلم "حديقة التجارب" للمخرجة الفرنسية الجزائرية دانيا ريموند، ثم بعد سنة واحدة فقط تألق في الفيلم الروائي الطويل "السعداء" للمخرجة صوفيا جاما، ويكشف بخصوص هذا العمل أنّه كانّ أوّل تجربة له.
تجربتي في "السعداء"
يقول عن هذه التجربة: "بالنسبة لي كان في الفيلم جزء كبير من الانسجام يخصني كممثل بدأ مسيرته المهنية الفنية قبل عامين فقط."
اكتشفني المخرج الفرنسي ذو الأصل اليوناني كوستا غافراس، الذي أهدى الجزائر جائزة "أوسكار" عن فيلم "زاد" مع المنتج أحمد راشدي عام 1969، وهي الجائزة الوحيدة للعرب منذ تأسيس الأوسكار
يُضيف دريس: "هذا العمل جعلني أحتك ببقية الممثلين الذين جسدوا شخصياته وأحداثه، أعتبرهم ممثلين كبار وأذكر من بينهم آدم بيسا من تونس، وأمين لنصاري من أصل مغربي، ولينا خودري الجزائرية."
ويستطرد قائلاً إنّ فيلم "السعداء" فتح له الأبواب نحو العالمية خاصة وأنه حاز على جوائز دولية عديدة في مهرجانات مختلفة، من بينها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي في طبعته الـ 74، وجائزة أفضل مخرج بمهرجان دبي السينمائي.. وغيرها."

يروي فيلم "السعداء" لصوفيا جاما الذي تدور قصته المحورية بعد انتهاء سنوات العشرية السوداء وتحديدا سنة 2008 حول فريال (لينا خدري) وفهيم شابين يريدان الحياة بعيدا عن ضغوط المجتمع والعائلة والزوجين سمير وأمال (نادية قاسي)، فريال التي نجت من الذبح زمن الإرهاب تريد أن تحقق أحلامها، أمّا أمال فتبحث عن العودة إلى أوروبا، لأنّها فقدت الأمل وفشلت في تحقيق أحلامها، في حين زوجها فضّل البقاء ومواجهة الحياة بحلوها ومرّها.
نُقطة التحوّل مع الجمهور الجزائري كانت من خلال مُسلسل "الدامة" وشجعني على تقديم الأفضل
واصل إبراهيم دريس في مجال السينما، فشارك في السنة ذاتها في فيلم "في انتظار السنونوات" لكريم موساوي، ثم في فيلم "أبواب القلعة السبعة" التاريخي لأحمد راشدي، إضافة إلى أعمال سينمائية أخرى، لكن نقطة التحول بالنسبة له مع الجمهور الجزائري الذي اكتشف موهبته في التمثيل وقدراته على إتقان الدور ببراعة، كانت دراميا من خلال مسلسل "الدامة" الذي عرض في رمضان 2023 وأحدث الكثير من اللغط وأسال الكثير من الحبر حول مضمونه.

"الدامة".. شهرة الشاشة الصغيرة
حول هذه "النجومية" التي صنعها خلال مسلسل واحد عرض على قنوات التلفزيون الجزائري، يرجع المتحدث بروزه في هذا العمل إلى أن ذلك يعود "بلا شك إلى الشاشة الصغيرة (التلفزيون) التي تستقطب جماهير كثيرة ومختلفة عن جمهور السينما أو الشاشة الكبيرة."
ويُشير بطل "الدامة" في معرض حديثه إلى أنّ "السينما الجزائرية تعاني اليوم من عدّة مشاكل أبرزها قاعات السينما القليلة، بينما أكثرها يظل مغلقا دون سبب وجيه."
ولم يخف المتحدث أنّ مسلسل "الدامة" ساعده كثيرا على تلقي عروض للمشاركة في مسلسلات أخرى، وجعله يكون حاضرا في خارطة الإنتاج خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، فمنحه فرصة البروز والتألق وكان فرصة ليتعرف عليه مخرجون آخرون.
ويؤكد أنّ "حضوره في مسلسل "الدامة" لمخرجه يحيى مزاحم، كان حافزا له وشرفا كبيرا، وسعى لأن يكون عند حسن ظن الجمهور الذي يرجع في النهاية الحكم له وكذلك المخرج الذي وضع فيه الثقة ومنحه مساحة مهمة في المسلسل من خلال شخصية "حمزة"."
حصل دريس على شُهرة واسعة بفضل مسلسل "الدامة"، ويعود ذلك إلى أنّ الشاشة الصغيرة تستقطب جمهورًا واسعًا
ويُعلِّق بطرافة هن هذا الدور ويقول: "حتى أنّ الناس، إلى اليوم، عندما التقيهم في الشارع ينادونني باسم "حمزة"، لذلك أغتنم هذه الفرصة لأوجه شكري الخالص للجميع الطاقم وعلى رأسهم المخرج يحيى مزاحم وكاتبة القصة سارة برتيمة."
وتوج إبراهيم دريس السنوات الثلاثة الأخيرة بعد مسلسل "الدامة" بعملين دراميين آخرين هما "البراني" الذي عرض العام الماضي (2024) ووقعه يحيى مزاحم، و"سيد الرجال" الذي أخرجه إدريس بن شرنين وشاهده الجزائريون في رمضان 2025.

النّجومية.. "الصّف الأوّل"
وفي ختام اللقاء يكشف إبراهيم دريس عن مشاريعه الفنّية التي انتهى منها مؤخرا، وهي مشاركته في فيلم جديد للمخرج مرزاق علواش بعنوان "الصف الأوّل" سيعرض في دور السينما قريبا، قبل أن يحكي عن دوره وظروف العمل والتصوير، يقول إنّ "مرزوق علواش من أكبر المخرجين الجزائريين وأقدمهم، معروف بعدّة أعمال سينمائية."
ويُوضّح دريس أنّ " الصف الأول" ليست تجربته الأولى مع المخرج مرزاق علواش، بل نال شرف مشاركته في فيلم "ريح رباني" عام 2016، لكن تجربته في فيلم "الصف الأوّل" (دراما كوميدي/إنتاج 2024) تبدو مختلفة تماما، حيث يؤدي دورا رئيساً ويتقاسم البطولة مع فنانين عدّة من بينهم هشام مصباح، نبيل عسلي، فتيحة وارد، إيدير بن عيبوش،.. وغيرهم.
ويكشف أنّ "تصوير العمل تم في أجواء سينمائية "عائلية"، فالمنتجة أمينة سالم المكلفة بـ"الكاستينغ" وفرّت جميع الظروف للطاقم، فأجرى "الكاستينغ" وتم قبوله". وختم بقوله: "انتظروني في دور السينما هذا الصيف 6 حزيران / يونيو المقبل."
الكلمات المفتاحية

الحسناوي وفاظمة.. قصة حب لم يقتلها المنفى وخلدتها الأغاني
"مثل فاظمة والحسناوي، هذا ما حدث لنا، أحبك وتحبينني، لكن والدك قال لا"، هذه الجُمل هي مطلع أغنية لفنان طابع الفولكور القبائلي مراد قرباص، تلك الأغنية التي لا تغيب عن أي عرس في منطقة القبائل في الجزائر، يتراقص الناس عند سماعها فهي أغنية باعثة للبهجة والفرح.

كمال داود.. كاتب جزائري فرنسي يُفلسِف لـ"الخيانة"
يثير الكاتب والروائي الفرنكو جزائري كمال داود في كل مرة، موجة جديدة من الجدل، بما يطرحه في تصريحاته وكتبه مقالاته التي تثير الصدمة لدى جزائريين يعتقدون أنه يتعمد استفزاز ذاكرتهم وتاريخهم، من أجل استمالة النخب الفرنسية ومؤسساتها الثقافية والإعلامية.

هارون الكيلاني: "شهيد بين عصرين" توثّق أوّل "محرقة" ارتكبتها فرنسا بالجزائر
يعكف الفنان الجزائري هارون الكيلاني على إطلاق "شهيد بين عصرين"، ملحمة فنية تستحضر ذاكرة المقاومة والصمود في مدينة الأغواط، وتسلّط الضوء على أول محرقة جماعية في التاريخ الحديث اقترفها الاستعمار الفرنسي سنة 1852.

هل خسرت رونو 120 مليون أورو في الجزائر؟ وزير الصناعة الأسبق يكشف معطيات جديدة
اتهم وزير الصناعة الجزائري الأسبق، فرحات آيت علي، شركة "رونو الجزائر" بعدم احترام التزاماتها التعاقدية، خاصة فيما يتعلق بنسبة الإدماج الصناعي، ما أدى إلى توقف نشاط مصنعها في وادي تليلات بوهران سنة 2020، بعد ست سنوات من التشغيل.

تغييرات مصيرية في مسار كيليا نمور تحضيراً لأولمبياد 2028.. وخط الرياضة يسير مع الفن والتأثير
أعلنت البطلة الأولمبية الجزائرية كيليا نمور عن مرحلة جديدة في مسيرتها الرياضية، تتمثل في تغيير ناديها ومدربها استعدادًا لدورة الألعاب الأولمبية المقررة في لوس أنجلوس عام 2028، حيث ستخوض هذا التحدي الكبير تحت الراية الجزائرية.

قضية منع الصحفي رؤوف حرز الله من السفر تتفاعل.. منظمات حقوقية تندد ووزير الاتصال يلجأ للقضاء
أكدت منظمة شعاع الحقوقية أن قرار منع الصحفي الجزائري عبد الرؤوف حرز الله من السفر، دون إشعار رسمي أو إجراءات قضائية معلنة، يعدّ انتهاكاً صارخاً للضمانات القانونية والدستورية التي تكفل حرية التنقل وحقوق المواطنين الأساسية.

دومينيك دوفيلبان يهاجم "الخطاب الحربي" لبرونو روتايو ضد الجزائر.. ويشيد بجورجيا ميلوني
انتقد رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، بشدة الخطاب العدائي تجاه الجزائر الذي تبناه بعض السياسيين الفرنسيين، وعلى رأسهم وزير الداخلية برونو ريتايو، محذرًا من العواقب الخطيرة لهذا النهج الذي وصفه بـ"الخطاب الحربي" وغير الواقعي.