أفردت كبريات الصحف والمواقع الفرنسية، مساحات واسعة لتناول خبر رحيل رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، وانعكاسات ذلك على الرئيس الجديد عبد المجيد تبّون، ومستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية.
وصفت صحيفة "لوفيغارو" الفريق أحمد قايد صالح بـ "حارس النظام"
على موقع إذاعة "فرانس انتر"، نُشر حوار للمحلل السياسي نوفل براهيم الميلي، قال فيه إن رحيل قايد صالح سيغير من المعادلة، لكون كلّ الغضب الشعبي تركّز حول شخصه بالحقّ أو بالباطل. وأضاف الميلي أن رحيل قايد صالح، يعدّ فرصة للرئيس الجديد عبد المجيد تبون، لأنّ الأخير لم يكن قادرًا على تحقيق مطلب تنحيّة قايد صالح الذي نادى به الحراك.
من جهتها، ذكرت صحيفة "ليزيكو"، أنّ وفاة قايد صالح تمثل انقلابًا كاملًا في الوضع الجزائري، مشيرةً إلى أن مخرج الأزمة يتوقّف حاليًا على شخصية رئيس أركان الجيش الجديد سعيد شنقريحة، الذي يملك نظرة أقلّ تشددًا من سلفه، وقد دافع حسبها، عن إطلاق سراح السجناء السياسيين.
من جانبها وصفت صحيفة "لوفيغارو" الفريق أحمد قايد صالح بـ "حارس النظام"، ونقلت عن مقرّبين منه بأنه رجل ملتزم صاحب خبرة وحكيم، وتناولت من جانب آخر ما يعيبه منتقدوه عليه. وقالت إن رحيله يأتي في ظرف دقيق بعد أربعة أيام من تنصيب الرئيس الجديد عقب انتخابات فرضتها المؤسّسة العسكرية.
أمّا جريدة "لاكروا" اليمينية فكتبت مقالًا مطوّلًا عن رحيل قايد صالح، مشيرةً إلى النظام في حالة شكّ كبيرة بعد وفاته. وقالت الصحيفة نقلًا عن طبيب ناشط في الحراك، بأن هذه الوفاة كانت متوقّعة بالنظر إلى الوزن الزائد لقايد صالح وسنّه المتقدّم. واعتبرت جريدة "لوموند" بدورها، أن هذه الوفاة ستعيد توزيع الأوراق في أعلى هرم السلطة، بالنظر إلى الثقل الكبير الذي كان يتمتّع به قايد صالح.
وتناولت صحف ومواقع أخرى، تصريحات زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان، التي حذّرت من دخول الجزائر في دوامة من التوتّرات بعد رحيل قايد صالح، ما قد ينعكس حسبها على فرنسا من خلال ارتفاع عدد المهاجرين. وتحمل تدخّلات لوبان بخصوص الجزائر نبرة "عدائية"، تبرّرها في كل مرة بفزاعة الهجرة.
اقرأ/ي أيضًا: