15-يناير-2020

رابح ظريف، مدير الثقافة السابق لولاية المسيلة (فيسبوك/الترا جزائر)

أودع قاضي التحقيق لدى محكمة المسيلة، الثلاثاء، مدير الثقافة رابح ظريف، الحبس المؤقّت بتهمة إهانة أحد رموز الثورة الجزائرية، عقب نشره تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك، اتّهم فيها الشهيد عبان رمضان بالخيانة.

رابح ظريف: فلينتبه الجميع لهذا الأمر؛ فنحن في بلد الحرّيات والديمقراطية، وسوف لن أسكت بعد اليوم

وأوقفت مصالح الأمن صبيحة الإثنين الماضي، مدير الثقافة لولاية المسيلة، رابح ظريف، مباشر بعد صدور قرار إنهاء مهامه من وزارة الثقافة، عقب منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "خوّن" فيه أحد رموز الثورة الشهيد عبان رمضان، حيث استمع إليه وكيل الجمهورية بعد نهاية التحقيق، قبل إحالته على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعه الحبس بمؤسّسة إعادة التربية بالمسيلة.

وهاجم ظريف في منشور طويلٍ، مخرج فيلم "العربي بن مهيدي"، بشير درايس، قائلًا: "حاربتك وسأظلّ أحاربك، ليس لأنّك بشير درايس، بل لسبب واحد ووحيد، هو أنك امتداد لأكبر خائن وعميل ثورة التحرير المباركة، ألا وهو عبان رمضان".

حاول المعني تبرير منشوره بعد الضجّة التي صاحبته، بأن صفحته الفيسبوكية هي صفحة شخصية، وهي "ليست صفحة مديرية الثقافة، أعبر فيها عن أفكاري الشخصية وقناعاتي الفكرية، وعن التزاماتي الوطنية بعيدًا عن أي ضغط"، مردفًا: "من الجبن والوقاحة أن يستغل أعداء الوطن والخونة كوني مديرًا للثقافة، لإسكاتي وإجباري على الصمت ككاتب ومثقف، فلينتبه الجميع لهذا الأمر؛ فنحن في بلد الحرّيات والديمقراطية، وسوف لن أسكت كرابح ظريف بعد اليوم. المشروع الوطني مستمرّ، ولن يتوقّف أبدًا".

وسارعت وزارة الثقافة للتبرّأ من مدير الولائي في بيان جاء فيه: "ما قام به مدير الثقافة لولاية مسيلة، وذلك بتجنِّيه على ذاكرة عبان رمضان، أحد الوجوه الكبرى والخالدة للثورة الجزائرية، وأحد مهندسي مؤتمر الصومام، الذي وفّر للثورة الجزائرية بعد انطلاقها النفس الثاني الجديد، في إثراء الرؤية الفلسفية، ووضع اللبنات الأساسية لهياكل الثورة ومؤسّساتها، الشهيد عبان رمضان".

وأردف بيان الوزارة يقول: "تتبرأ الوزارة من هذا الفعل المتهوّر والمرفوض أخلاقيًا وسياسيًا، من طرف أحد كوادرها، الذي لم يلتزم الحد الأدنى بقواعد المسؤولية.. ما قام به مدير الثقافة مرفوض شكلًا ومضمونًا، ولا يعفيه تبريره أن تصريحه يلزمه كمواطن عبّر عن رأيه. إن الإساءة إلى الشهداء والمجاهدين الذين دفعوا الثمن بحياتهم، لا ينضوي بأيّ شكلٍ تحت حرّية التعبير".

وفجّر منشور كاتب السيناريو رابح ظريف، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أسدى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في أقل من 24 ساعة عقب هذه التصريحات، تعليمات لحكومة الوزير الأوّل، أمر فيها بضرورة إعداد قانون يجرّمُ "كل مظاهر العنصرية والجهوية وخطاب الكراهية في البلاد".

 

اقرأ/ي أيضًا:

إيداع كريم طابو الحبس المؤقّت.. هل سيكون مصيره مثل بورقعة؟

اعتقال سمير بلعربي.. حملة التوقيفات ما زالت مستمرّة