بحضور دريونكور.. مدينة فرنسية يقودها اليمين ترفع لافتة باسم صنصال

في خطوة تسعى للضغط على السلطات الجزائرية، عمدت بلدية مدينة شولي (Cholet) الفرنسية، إلى تدشين ساحة تحمل اسم الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ سبعة أشهر، بحضور شخصيات مناوئة للجزائر أبرزها السفير السابق اكزافيي دريونكور.

اليمين الفرنسي يكثف من حملاته التضامنية مع صنصال المتهم في الجزائر بالمساس بالوحدة الوطنية

ويأتي هذا التكريم في وقت يقضي فيه صنصال، البالغ من العمر 80 عامًا، حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات صدر في 27 آذار/مارس الماضي، بعد إدانته بتهم تتعلق بـ"المساس بوحدة التراب الوطني"، على خلفية تصريحات أدلى بها في تشرين الثاني/أكتوبر لقناة فرنسية متطرفة، زعم فيها أن الجزائر ورثت أراضي مغربية خلال الحقبة الاستعمارية.

وقد حضر مراسم تدشين الساحة شخصيات فرنسية من أبرزها السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر، كزافيي دريونكور، الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس لجنة دعم صنصال، والشهير بمواقفه الداعية لتقويض العلاقات الجزائرية الفرنسية وتقليص الوجود الجزائري في فرنسا.

وفي كلمته، اعتبر دريونكور أن هذه الخطوة تعبير عن رفض "الديكتاتورية والتطرف"، موجّهًا انتقادات حادة للسلطات الفرنسية، قائلاً إن "التعامل بالابتسامات والمجاملات مع النظام الجزائري لا يُجدي نفعًا"، داعيًا إلى استخدام أوراق الضغط المتاحة لفرنسا ضد الجزائر، والتي لم تُفعّل بعد، على حد تعبيره.

من جهته، وصف عمدة شلي جيل بور دولويك، وهو من التيار اليميني، هذا التكريم بأنه "قضية وطنية"، متهماً الرئيس الفرنسي ووزير الخارجية بالتقاعس في الدفاع عن "مواطن فرنسي سُجن بطريقة فاضحة"، بينما استثنى وزير الداخلية برونو روتايو، الذي عبّر علنًا عن دعمه لصنصال.

مبادرات شبيهة

وكانت عدة بلديات فرنسية، قد شهدت مبادرات تعبّر عن التضامن مع بوعلام صنصال، يقودها رؤساء بلديات ينتمون لليمين واليمين المتطرف.

ففي برابينيون (Perpignan)، أعلن العمدة لويس أليو يوم 20 كانون الأول/ديسمبر 2024 رفع لافتة تدعو إلى "التحرير الفوري وغير المشروط" لصنصال، كما قرر المجلس البلدي بالإجماع منحه لقب "مواطن فخري" تكريماً لكلماته ومواقفه.

وفي نيس، أعلن العمدة كريستيان إستروسي في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 تسمية صنصال "مواطناً شرفياً" لمدينة نيس، مصحوبة بحفل في فيلا ماسينا وقراءة رسائل دعم من أدباء فرنسيين.

وفي ستراسبورغ، خلال اختتام فعاليات "عاصمة الكتاب العالميّة 2024–2025"، أقيم تكريم لصنصال حضره مئات من القرّاء والأدباء، وقراءة مقتطفات من أعماله أمام المجلس البلدي، مع اعتباره أحد المناضلين ضد التطرف.

كما شهد الحيّ السابع عشر في باريس، تنظيم أمسية احتجاجية في 22 كانون الثاني/جانفي 2025 من قبل بلدية الحي ومشاركة النائب أركو بنديتي، تضمنت كلمات أكدت أن اعتقال صنصال "هجوم على حرية الفكر"، وطالبت بالإفراج عنه.

محاكمة منتظرة

وتسبق هذه المبادرات محاكمة منتظرة لصنصال في محكمة الاستئناف بالجزائر العاصمة يوم 24 حزيران/جوان الجاري حيث تم تأجيل المحاكمة إلى هذا التاريخ بطلب من هيئة دفاع الكاتب.

وفي تصريحاته الأخيرة حول القضية، اكتفى وزير الدولة الفرنسي المكلف بالشؤون الأوروبية، جان-نوال بارو، بالقول إن باريس تأمل في "بادرة إنسانية" من السلطات الجزائرية، في ظل الوضع الصحي الحرج لصنصال.

يُشار إلى أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا تشهد منذ صيف العام الماضي تدهورًا كبيرًا، تُرجم في سلسلة من الطرد المتبادل للدبلوماسيين وتعليق التعاون الثنائي في معظم المجالات، فيما لم تلقَ نداءات العفو أو إطلاق سراح بوعلام صنصال، بما فيها تلك الصادرة عن الرئيس إيمانويل ماكرون، أي تجاوب رسمي من الجزائر حتى الآن.