03-سبتمبر-2022
عبد المجيد تبون، إيمانويل ماكرون (الصورة: لوديفوس ماران/أ.ف.ب)

(الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر

أعلنت صحيفة "لوموند" الفرنسية، مساء الجمعة، أنها سحبت من موقعها الالكتروني عمودًا عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر لأنه "تضمن خطأ أدى إلى تفسير خاطئ سيئ" لمصطلح "قصة حب" الذي استخدمه الرئيس، ما خلف جدلًا واسعًا واتهامات للجريدة بممارسة الرقابة.

ميلينشون: سحب "لوموند" لمقال بسبب اقتباس لم يعجب ماكرون مرحلة جديدة في انهيار الصحافة التي كانت مرجعًا في السابق

وتطرّق مقال كتبه الباحث بول ماكس موران وعنوانه "اختزال الاستعمار في الجزائر (بقصة حب) يكمل تبني ماكرون موقف اليمين بشأن مسألة الذاكرة".

وقال الكاتب في العمود المنشور، الخميس، إنّه "في غضون خمس سنوات، سيكون انتقل الاستعمار حسب ماكرون من جريمة ضد الإنسانية (في 2017) إلى قصة حب لها نصيبها من المأساة (في 2022)".

وكتبت النسخة المسائية للصحيفة (الجمعة) في توضيح أول أن "جملة (قصة حب لم تخل من مأساة) التي قالها ماكرون في المؤتمر الصحافي، وإن كان يمكن أن تخضع لتفسيرات مختلفة، لم تكن تتحدث عن الاستعمار بالتحديد كما ورد في العمود، بل عن العلاقات الفرنسية الجزائرية الطويلة."

وأردفت الجريدة واسعة الانتشار أنها "تعتذر لقرائها وكذلك لرئيس الجمهورية".

وهنا أكّدت أنّه "لا يمكن تحمل تضمين نصوص تحتوي على أخطاء واقعية. ومع ذلك، فإن حجة المقال استندت إلى حد كبير على اقتباس يتعلق بالعلاقات الفرنسية الجزائرية وليس كما أشار السيد موران في عدة مناسبات، إلى الاستعمار. وكان علينا أن نلاحظ هذا قبل النشر ونطلب من المؤلف التصحيح."

وتابعت الصحيفة: "أولاً، وبموافقة الكاتب حاولنا تعديل محتوى مقال الرأي لجعله دقيقًا من الناحية الواقعية، قبل اتخاذ قرار بإزالة النص من الموقع."

ولفتت "لوموند" إلى أنه "مباشرة بعد نشر المقال بوقت قصير جدًا، تم إبلاغها من قبل العديد من الأشخاص، بما في ذلك مسؤولة بقصر الإليزيه، أن المقال يحتوي على خطأ أدى إلى سوء تفسير التصريحات التي أدلى بها الرئيس إيمانويل في الجزائر العاصمة، خلال المؤتمر صحافي، حيث قال ماكرون ردًا على سؤاله على تصريحاته السابقة عن العلاقة مع الجزائر ونظامها: "إنها قصة حب لها نصيبها من المأساة. عليك أن تكون قادرًا على أن تغضب لتتصالح. أحاول، منذ أن كنت رئيسًا للجمهورية وحتى قبل ذلك، أن أنظر إلى ماضينا، فأنا أفعل ذلك دون تهاون".

وتوالت الانتقادات ضدّ الجريدة، حيث غرّد زعيم "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) جان لوك ميلينشون، قائلًا: "سحبوا عمودًا بسبب اقتباس عن ماكرون لم يعجبه! مرحلة جديدة في انهيار الصحافة التي كانت مرجعًا في السابق."

وبدوه، اعتبر كاتب العمود بول ماكس موران، قرار سحب مقاله: "عملًا غير طبيعي وغير مفهوم"، مؤكّدًا في تصريحات لجريدة "ليبيراسيون" أنّ "زاوية الموضوع قد تمت مناقشتها والتأكد من صحتها".

وأوضح أنّ "صحيفة لوموند طلبت مني، قبل رحلة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، مقالًا حول الزيارة، لكنني رفضت في البداية لأنني لم أستطع التنبؤ بما سيفعله الرئيس أو يقوله في الجزائر."

ليردف: "ثم اتصلوا بي مرة أخرى، بعد الرحلة. وبعد بعض التبادلات معهم، وافقت أخيرًا لأنني أعتبر أن تصريحات الرئيس ماكرون أعطت مضمونًا للتحليل."

وهنا ركّز الكاتب موان على أنه "اتفقت مع الجريدة على زاوية المقال، على أن يكون من نظرة نقدية لتصريحات ماكرون الصادرة من الجزائر. ثم كتبت مقالة افتتاحية، تم تدقيقها وتعديلها والتحقق من صحتها من قبلهم".

وردّ مدير صحيفة "لوموند" جيروم فينوليو على الانتقادات، في تصريح نقلته وكالة "فرانس برس" إنه: "عندما نرتكب أخطاء هي من فعلنا، من الطبيعي أن نعتذر للأشخاص الذين قد يكون سبب ذلك ضرراً لهم بدءاً بقرائنا".

وزار الرئيس الفرنسي الجزائر في نهاية آب/أوت بعد أزمة دبلوماسية مرتبطة بملف الذاكرة بين البلدين، وقّع خلالها مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون وثيقة "شراكة متجددة" لبعث العلاقات الثنائية.