بعد أيام من تسريبات عبد الناصر.. السيسي يهاتف تبون ويتحدث عن الدور الجزائري في حرب أكتوبر  

دفعت التسريبات المنسوبة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والتي طعنت في الدور الجزائري خلال الحرب العربية الإسرائيلية، الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً إلى الرد ضمنيا على ما تم تداوله.

هذا الاتصال يأتي بعد أسابيع من بثّ قناة “العربية” السعودية تسريبات صوتية منسوبة لجمال عبد الناصر ظهر فيها متذمراً من الدور الجزائري في حرب 1967

وفي مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس عبد المجيد تبون، أكد السيسي أن مصر، قيادةً وشعباً، لا تنسى الدور الهام الذي قامت به القوات المسلحة الجزائرية في حرب تشرين الأول/أكتوبر، مشدداً على أن ذلك "يجسد بوضوح عروبة الجزائر وانحيازها الصادق والدائم للقضايا العربية".

وجاءت المكالمة، بحسب بيان الرئاسة المصرية، في إطار تناول سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مع التحضير لانعقاد اللجنة العليا المشتركة المقررة الشهر المقبل في القاهرة برئاسة رئيسي الوزراء. وأكد الرئيسان في هذا السياق أن اللجنة تمثل فرصة مهمة ينبغي استثمارها والإعداد الجيد لها لدفع التعاون المشترك في مختلف المجالات.

أما بيان الرئاسة الجزائرية، فلم يتطرق إلى هذه المسألة، حيث اكتفى بالإشارة إلى أن الرئيس تبون تلقى مكالمة هاتفية من نظيره المصري، تبادلا فيها وجهات النظر حول الأوضاع في محيطي البلدين وانعكاساتها على الشعبين الشقيقين.

 كما أوضح البيان أن الرئيسين تطرقا إلى العلاقات الثنائية العميقة جداً والمتجذرة في الذاكرة القومية بالنضال المشهود للشعبين والدولتين والقيادتين في سبيل الأمة العربية والإسلامية، واتفقا على عقد الاجتماع المقبل للجنة العليا المختلطة الجزائرية-المصرية في أقرب وقت، وبرمجة زيارات متبادلة على أعلى المستويات ترسيخاً لقيم النضال والمصالح المشتركة.

خلفية الاتصال

ويأتي هذا الاتصال بعد أسابيع من بثّ قناة “العربية” السعودية تسريبات صوتية منسوبة لجمال عبد الناصر ظهر فيها متذمراً من الدور الجزائري في حرب 1967، وهو ما ردّت عليه وكالة الأنباء الجزائرية بمقال رسمي اتهمت فيه القناة بمحاولة الإضرار بالعلاقات الجزائرية المصرية، مؤكدة أن تلك التسجيلات غير حقيقية.

وفي تعليقه على تلك التسريبات، كتب الصحفي سعد بوعقبة في جريدة “الخبر” مقالاً مطوّلاً روى فيه كواليس العلاقة بين بومدين وعبد الناصر، معتبراً أن ما ورد في التسجيلات لا يسيء إلى الجزائر بل يُظهر استقلالية موقفها ومبدئيتها، على حد قوله.

وأوضح أن الجزائر أرسلت فيلقاً كاملاً إلى الجبهة المصرية بعد هزيمة 1967 رغم انتهاء الحرب، مبرزاً أن الخلاف بين بومدين وعبد الناصر تمحور حول خيار التفاوض مع إسرائيل. 

خلاف تاريخي

كما استعاد بوعقبة محطات من التوتر التاريخي بين البلدين منذ مرحلة الثورة الجزائرية، وأكد أن الجزائر دعمت مصر في حروبها ضد إسرائيل مادياً ومعنوياً، وأن الرئيس بومدين كان من أبرز الداعمين لموقف الرفض العربي لأي حل منفرد مع إسرائيل.

ويُنظر إلى حديث السيسي عن الدور الجزائري في حرب تشرين الأول/أكتوبر في هذا التوقيت على أنه رد دبلوماسي واضح على ما أثارته التسريبات الأخيرة من جدل حول تلك المرحلة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.