09-أبريل-2017

شعراء جزائريون

كان "اتحاد الكتّاب الجزائريين" أوّل منظمة ثقافية مدنية تأسّست بعيد الاستقلال الوطني مطلع ستينات القرن العشرين. يومها كان الشّعر مهيمنًا على المشهد الجزائري، بالمقارنة مع اليوم، واستمرت هذه الهيمنة حتى التسعينات، حيث تفوّقت الرّواية في التفاعل مع يوميات الجزائريين، وهم يصارعون العنف والإرهاب، اللذين كان المثقفون والكتّاب والفنّانون من أكثر الشّرائح وقودًا لهما.

شهدت المدوّنة الشّعرية الجزائرية صراعاتٍ بين سدنة القدامة والأصوات الجديدة

خلال هذه العقود، شهدت المدوّنة الشّعرية الجزائرية صراعاتٍ بين سدنة القدامة والأصوات الجديدة المنتصرة لأسئلة التّحديث والتّجاوز، وبفضلها أصبح للنص الشعري الجزائري ملامحُ وحضور مختلفان. ولم ينقطع ظهور هذا النوع من الأصوات، رغم الإكراهات المتعدّدة، التي بات يعانيها النشر والنقد والتوزيع والإعلام والنشاط الثقافي في البلاد، إلى درجة أن اليومين الوطني والعالمي للشعر، باتا يمرّان مرور الأيتام في سوق اللئام.

اقرأ/ي أيضًا: رحيل رجاء بن عمار.. المسرح التونسي في حداد

في ظلّ هذا الوضع، بادرت نخبة من الشعراء المنتمين إلى أجيال وحساسيات مختلفة، قبل أيام قليلة، إلى تأسيس بيت للشعر. قال عاشور فنّي أحد الأصوات الشعرية المجدّدة في المشهد الجزائري، وشريك الشّاعر سليمان جوّادي في وضع الأرضية الأولى للمشروع، إنه لا صلة لبيت الشعر الجزائري، بمبادرة حاكم الشارقة الهادفة إلى فتح 1000 بيت شعر في الفضاء العربي. "إن تأسيس بيت الشعر الجزائري يخضع للقوانين الجزائرية في تأسيسه وطرق عمله وفي علاقاته بغيره من التنظيمات العربية والدولية".

من هنا، يقول صاحب ديوان "رجل من غبار" إن عدد الشعراء الذين حضروا الجمعية التأسيسية تجاوز الأربعين شاعرة وشاعرًا من مختلف الأجيال والحساسيات الشعرية، ومن مختلف مناطق البلاد ومحافظاتها كما يقتضيه قانون الجمعيات الوطنية. "اعتمدنا طريقة معيّنة في التصرف، وهي أننا تجنّبنا الدعوة المباشرة والإلحاح على الزملاء، واكتفينا بالنداءات والإعلانات تفاديًا للإحراج".

يضمّ المشروع كتّاب قصيدة النثر والتفعيلة والقصيدة العمودية والشذرات وباحثين أكاديميين ونقّادًا بكلّ مستويات النقد "دون أي تمييز في الجنس أو الجيل أو الانشغالات الفكرية والجمالية". يضيف: "كما أنّ أعمار المؤسّسين تتراوح بين العشرينات إلى مشارف الثمانين، موزّعين على كل ربوع الجزائر من تندوف الى الطارف ومن معسكر وتيسمسيلت الى أم البواقي وجيجل ومن الوادي إلى وهران ومن أدرار إلى الجزائر العاصمة ومن الجلفة إلى سطيف ومن باتنة إلى البليدة ومن المسيلة إلى مستغانم".

يضمّ مشروع بيت الشعر الجزائري شعراء قصيدة النثر والتفعيلة والقصيدة العمودية

يقول عاشور فنّي لـ"الترا صوت" "لقد حرصنا على أن يكون في القانون الأساسي بند خاص بالعضوية والانتساب لبيت الشعر بالنسبة للشعراء الذين فاتتهم المساهمة في التأسيس وإيجاد صيغة خاصة بالمثقفين والنقاد والإعلاميين والناشرين والسينمائيين والفنانين والرسامين، وكل المبدعين المهتمين بالشعر، لتأسيس علاقات سليمة في الوسط الثقافي والإبداعي الوطني".

اقرأ/ي أيضًا: نجاة عبد الصمد: الجنوب.. سيرة العطش

وسألنا عاشور فنّي إن كانت هذه الخطوة ثمرة لترهل الواجهات الثقافية والأدبية في الجزائر، فقال إنّ بيت الشّعر الجزائري، سيكون فضاء للحرية والإبداع وإطارًا للنشاط الأدبي والثقافي ورافدًا للحياة الثقافية والرؤى الجمالية في كنف التنوع بكل أبعاده الجمالية والفكرية والرؤيوية، ويضيف "لقد آن للشعراء الجزائريين أن يتكفلوا بأنفسهم داخل فضاء شعري وطني مستقبلي إبداعي متنوع ومنطلق نحو الحياة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

قراءات شعرية في معهد العالم العربي

شعراء من العالم في "أسفي" المغربية