30-ديسمبر-2022
بيلي

(الصورة: Getty)

توفي البرازيلي بيليه، أسطورة كرة القدم العالمية، والذي يعتبره الكثيرون أحسن لاعب كرة قدم عبر التاريخ، الخميس، عن 82 عاما، حسب ما أعلنت عائلته.

بيليه: الجزائر من البلدان التي يحبُ شعبها المتعة والاستعراض في كرة القدم

وذكر تقرير طبي نشرته وكالة "رويترز" أن بيليه توفي الساعة 3:27 مساء بتوقيت البرازيل، بسبب فشل أعضاء في جسده عن القيام بوظائفها نتيجة مرض السرطان، الذي خاض معه معركة منذ شهور.

بيلي في وهران

زار الساحر البرازيلي الجزائر عدة مرات، آخرها كان عام 2014، وهو العام الذي شهدت أرض البرازيل تألق كتيبة البوسني وحيد حليلوزيتش، حيث تأهل رفقاء رفيق حليش لأوّل مرّة إلى الدور الثاني من المونديال، قبل أن يُغادروا بلاد السامبا بعد هزيمة ضد ألمانيا.

بيلي

وفي تلك الزيارة نزل "الجوهرة السمراء" لأرضية ملعب تشاكر، بالبليدة، وأعطى إشارة انطلاق المباراة الودية التي جمعت الجزائر بالمنتخب السلوفيني.

بيلي

وقبلها، كان بيليه قد زار الجزائر مرتين الأولى وهو بطل للعالم في عهد الرئيس الراحل أحمد بن بلة والثانية عام  1970 في عهد الراحل هواري بومدين.

في زيارته الأولى للجزائر، حلّ بيليه رفقة المنتخب البرازيلي، حامل لقب كأس العالم في الشيلي عام 1962، بمدينة وهران للعِب مباراة ودية في الثامن عشر من شهر حزيران/جوان 1965 على ملعب وهران البلدي (أحمد زبانة حاليًا)، حيث فازت البرازيل على "الخضر" بثلاثية نظيفة.

لقد كان جلب منتخب البرازيل ونجمه بيليه إلى الجزائر سنوات قليلة بعد الاستقلال تحديًا شخصيًا للرئيس أحمد بن بلّة، وهو اللاعب السابق لأولمبيك مرسيليا والمُغرم بالساحرة المستديرة، عندما يأتي بيليه إلى الجزائر فإن الأمر يحمل رمزية كبيرة، كانت لحظة تستأنف فيها الحياة.

كما كان الحدث مهمًا للغاية للجزائريين، الذين تابعوا أداء بيليه منذ عام 1958 هذا الطفل البالغ من العمر 17 عامًا والذي سجّل ستة أهداف في ثلاث مباريات في كأس العالم، بما في ذلك  في المباراة النهائية ضد السويد.

بيلي

لقد كان نجوم البرازيل السُمر قريبين بطريقة أو بأخرى من الجزائريين في تلك الحقبة، كان الجزائريون حينها يمِيلون لبلدان العالم الثالث، لقد كان بيليه وغارينتشا بالنسبة للجزائريين لاعبين ينتمون إلى خلفية متواضعة لقد كانوا بعيدين عن مستوى المعيشة الذي قد ينسبه المرء إلى الأوروبيين، بعيدًا عن نجوم المجتمعات المتقدمة.

أما في المرة الثانية، أتى بيليه مرّة أخرى إلى الباهية وهران، لكن هذه المرّة مع ناديه سانتوس البرازيلي في شهر شباط/فيفري من عام 1969، أجريت المباراة بملعب 19 حزيران/جوان وأمام 50 ألف متفرج حضروا للاستمتاع بموهبة وفنيات بيلي ولتشجيع الفريق الوطني الجزائري.

انتهت المباراة بالتعادل، هدف في كل مرمى، سجل هدف "سانطوس" في الدقيقة 43 من الشوط الأول اللاعب طونينو، وعدل النتيجة اللاعب فريحة في الدقيقة 32 من الشوط الثاني.

بيليه يتحدث عن الجزائر

وعن ذكرى زيارته للجزائر في الستينيات، قال بيليه في حوار له مع قناة الشروق: "الذكرى الوحيدة التي لدي عن الجزائر هي أننا هزمناهم في مباراة ودية بوهران."

وتابع: "لكن منذ ذلك الحين، أرى أن الكثير قد تغير، بما في ذلك أرى ملاعب جديدة ومدن جميلة، أهم شيء هو أن هناك فرقًا كبيرًا بين زيارتي الأخيرة للجزائر وزيارة اليوم (2014)".

بيلي

وعاد الأسطورة إلى مشاركة "الخضر" في مونديال البرازيل قائلاً: "الجزائر من البلدان التي يحبُ شعبها المتعة والاستعراض في كرة القدم، لهذا السبب أطلب من الشعب البرازيلي أن يفتح قلبه للجماهير والمنتخب الجزائري."

وختم حواره بالقول: "أفعل كل هذا بسعادة شديدة ولو تريدون أن أسعدكم أكثر فإني أتمنى نهائيًا بين البرازيل والجزائر".