بين أعطال الأجهزة وآلام المرضى بالجزائر... من يستحق التدخل العاجل؟
10 أكتوبر 2025
بالجزائر؛ هل يحتاج المرضى إلى تدخل عاجل... أم أن الأجهزة الطبية أولى بالإسعاف؟ أزمة صامتة تخنق المستشفيات، وتضع المنظومة الصحية أمام اختبار حقيقي.
أثار توقف الأجهزة الطبية، وعلى رأسها المسرّعات الخطية، القلق الواسع في أوساط المرضى وحتى المهنيين، حيث يتطلب علاج السرطان انتظامًا دقيقًا في الحصص الإشعاعية
المرض لا يتوقف
"الموعد بعد شهر... الجهاز مُعطّل"...لقد باتت هذه الجملة مألوفة في بعض كبرى المستشفيات بالعاصمة، فما بالك بالمؤسسات الصحية في المدن الداخلية؟
بالرغم من أن التعميم مُجحف، إلا أن تكرار هذه الأعطال يكشف خللاً لا يمكن تجاهله، وذلك في في وقت يتسابق فيه المرضى على العلاج، تتوقّف أجهزة طبية حيوية عن العمل، وتغيب الصيانة، وتتعطل الخدمة، فيما يبقى المريض وحده في الواجهة، يواجه الألم والانتظار.
بين من يرى أنّ الأزمة تتعلق بنقص قطع الغيار والتعقيدات الإدارية، ومن يحمّل الجهات الوصية مسؤولية التأخّر، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل يكفي اليوم إصلاح ما تعطل، أم أن المنظومة برمّتها تحتاج إلى علاج جذري قبل أن يفوت الأوان؟
عقب عدة شكاوى متكررة من مهنيي الصحة ومرضى خصوصًا في مجال العلاج الإشعاعي، تحركت أخيرًا وزارة الصحة لإصلاح الأعطاب، معلنة عن "إجراءات فورية" لإعادة الأجهزة الطبية المتوقفة إلى الخدمة.
لكن هذا التحرّك، رغم أهميته، يفتح بابًا واسعًا للجدل حول تأخّر الاستجابة، وضعف الصيانة، ومدى جاهزية المنظومة الصحية لمواجهة أعطال مشابهة مستقبلاً.
أزمة صامتة
عقدت وزارة الصحة، أمس الخميس، اجتماعًا تنسيقيًا رفيع المستوى، ضم ممثلين عن وزارة الصناعة الصيدلانية، ووزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات.
الاجتماع خُصّص – حسب بيان رسمي – لمعالجة الإشكالات المرتبطة بتوقف عدد من الأجهزة الطبية، وفي مقدمتها المسرعات الخطية بالعلاج الإشعاعي، وهي تجهيزات حيوية لمرضى السرطان، لا يمكن تعويضها بسهولة.
ورغم أن الوزارة وصفت الإجراءات بـ"العاجلة والفعالة"، إلا أن مراقبين رأوا في الاجتماع استجابة متأخرة لأزمة قفزت للسطح منذ أشهر، خاصة مع تزايد شكاوى الطواقم الطبية، واضطرار بعض المرضى إلى التنقل بين ولايات مختلفة للحصول على حصص العلاج.
إنقاذ منظومة.. تنسيق وزاري
في الإطار ذاته؛ احتضن مقر وزارة الصناعة الصيدلانية اجتماعًا تقنيًا حضره الأمين العام للوزارة، إلى جانب مسؤولين من وزارة التجارة الخارجية والمفتش العام بوزارة الصحة، بالإضافة إلى ممثلين عن متعاملين صناعيين في قطاع المستلزمات الطبية.
الاجتماع سعى إلى إزالة العقبات الإدارية التي تعرقل تزويد المستشفيات بقطع الغيار والمعدات الضرورية، وتم الإعلان عن اعتماد ما سُمّي بـ"الرواق الأخضر"، لتسهيل عمليات الاستيراد الموجّهة لمجال الصحة، وتقديم برامج استيراد استثنائية للمستوردين.
هذا التنسيق الثلاثي يُفهم على أنه محاولة لتدارك التأخر السابق، وتأكيد حكومي على أولوية الصحة، لكنه في الوقت نفسه يعكس هشاشة آليات المتابعة الوقائية التي كان يُفترض أن تتدخل قبل وصول الأجهزة إلى حالة العطل الكامل.
أسئلة ومخاوف
أثار توقف الأجهزة الطبية، وعلى رأسها المسرّعات الخطية، القلق الواسع في أوساط المرضى وحتى المهنيين، فمن جهة يتطلب علاج السرطان انتظامًا دقيقًا في الحصص الإشعاعية، ومن جهة أخرى، تفتقر كثير من المؤسسات الصحية إلى تجهيزات بديلة.
كما أن غياب خطط صيانة دورية واضحة، واعتماد بعض المستشفيات على تجهيزات مستوردة منذ سنوات دون تحديث، جعل بعض المرضى عرضة للتأخير أو الإحالة نحو مراكز أخرى، ما يمس بمبدأ العدالة الصحية وتكافؤ فرص العلاج.
ويرى المهنيون في قطاع الصحة أنّ التعامل مع الأعطاب بطريقة "رد الفعل" لا يكفي، بل "من الضروري وضع خريطة وطنية لحالة الأجهزة الطبية"، مثلما دعت إليه نقابات الصحة في اجتماعات سابقة مع مسؤول القطاع.
كما يُطالب المعنيون بأهمية "جدولة دورية لعمليات الصيانة والتجديد، وتخصيص ميزانية طوارئ لصيانة المعدات الحساسة".
وفي انتظار نتائج هذا التدخل الأخير، يظل المرضى في صلب الأزمة، يترقبون العلاج، فيما يأمل المواطن أن تكون هذه الخطوة بداية إصلاح حقيقي، لا مجرد ترميم مؤقت.
الكلمات المفتاحية

مطالب بالتحقيق مع ابتسام حملاوي بعد شهادات تتهمها بسوء المعاملة واستغلال النفوذ
ارتفعت عدة أصوات للمطالبة بالتحقيق مع ابتسام حملاوي، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني ورئيسة الهلال الأحمر الجزائري، بعد شهادات قياديين عملوا معها تؤكد تعرضهم لسوء المعاملة إلى جانب اتهامات أخرى خطيرة تتعلق بتعرضهم للأذى واستغلال النفوذ.

تساؤلات المواطنين تتصاعد.. مستشفى ميلة وإقالة الوالي… ما العلاقة؟
قبل ثلاث سنوات، تسلم مصطفى قريش منصب والي ولاية ميلة، الواقعة على بعد 480 كيلومتراً شرق الجزائر العاصمة. وفي 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أُقيل بعد سلسلة من الخرجات الميدانية ولقاء المواطنين والاطلاع على المشاريع السكنية والبنى التحتية.

من مسرح الجريمة إلى "الترند".. الإعلام الجزائري يُلاحق "هشام الوهراني"
قبل 23 سنة، شهدت الجزائر العاصمة جريمة قتل راح ضحيتها شاب يُدعى "علي الكاريار"، بسبب تعاطي المهلوسات. وقتها خصّصت صحيفة" الخبر الأسبوعي "اجتماعًا خاصًا لتغطية الحادث، وكانت من أوائل الجرائد التي أولت اهتمامًا بقضايا الجريمة، التشرد، المخدرات، والمتسولين، عبر صفحات مخصصة للواقع الاجتماعي، رغم أن الاهتمام الإعلامي حينها كان لافتا على الجانبين السياسي والأمني.

توقيف تيكتوكر شهير في الشلف بشبهة تبييض الأموال وبث محتويات مخلة
أعلنت فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية بأمن ولاية الشلف عن توقيف مؤثر معروف بنشاطه عبر منصة "تيك توك" وتقديمه محتويات تثير جدلا بين رواد هذه المنصات.

بيتكوفيتش يشرح سبب غياب بلايلي ويكشف خططه للوجوه الجديدة في المنتخب
كشف الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، عن تفاصيل قائمة المنتخب الجزائري استعدادًا للمباراتين الوديتين المقررتين هذا الشهر.

لماذا يَخشى الجزائريّون إعلانَ الحُبّ؟.. قراءةٌ في جُرحِ الوُجدان الجَمعيّ
حينما تجرّأ شابٌّ جزائريٌّ من ولاية تيزي وزّو شرق عاصمة الجزائر، على طلب يد حبيبته خِلال مباراةٍ لكرة القدم في الدّوري المحلّي، وسط مُدرّجاتٍ ملعب الرّاحل حسين آيت أحمد، وأمام مئات المُناصرين المهلّلين له، انقسم المُتفاعلون مع مقطع الفيديو المُتداول لهما بين مصفّقٍ يرى في الفعل شجاعةً جميلةً وتعبيرًا صادقًا عن الحبّ، في حين قُوبِلَ أيضًا بتيّارٍ غاضبٍ اعتَبر ذلك المشهد الجميل تعدّيًا على الذّوق…

تتويج الفيلم العراقي "أناشيد آدم" بـ"الوهر الذهبي" في مهرجان وهران للفيلم العربي
اختُتمت سهرة الأربعاء فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بتتويج الفيلم العراقي الطويل "أناشيد آدم" للمخرج عدي رشيد بجائزة "الوهر الذهبي"، في حفل حضرته وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة وعدد من الفنانين العرب والجزائريين.

