24-أغسطس-2021

(الصورة: العربي الجديد)

فريق التحرير - الترا جزائر 

أحدثت قناة "بي بي سي" عربي التّي تأسّست في لندن عام 1938، موجة من السّخريّة في أوساط الجزائريّين بإقدامها هذه الأيام، على بثّ تقرير تقول فيه إنّ عاصفة ثلجيّة ضربت مدينة المسيلة، 200 كيلومتر إلى الجنوب من الجزائر العاصمة. ولأنّ ذلك حدث في عزّ فصل الصّيف الذّي تُعدّ المسيلة من بؤره الساخنة في الجزائر بحكم وقوعها على مداخل الصّحراء، فقد أدرج التّقرير ما حدث ضمن ظاهرة الاحتباس الحراريّ الذّي أخلط أوراق الطّبيعة، فصارت الجزائر تجمع بين حرائق الغابات والعاصفة الثّلجيّة في الوقت نفسه. وختم التّقرير بالقول: "عالمنا ليس بخير".

أصل الحكاية أنّ وكالة الأرصاد الجويّة الجزائريّة وقعت في خطأ

وأصل الحكاية أنّ وكالة الأرصاد الجويّة الجزائريّة وقعت في خطأ، نقلته عنها قناة "البلاد" الموقوفة من طرف سلطة ضبط السّمعيّ والبصريّ لمدّة أسبوع مفاده أنّ ثلوجًا ستشهدها منطقة المسيلة.

اقرأ/ي أيضًا: غلق نهائي وتوقيف مؤقت لقناتي الجزائرية والبلاد

لم يحتج روّاد مواقع التّواصل الاجتماعيّ إلى توضيح من وكالة الأرصاد بكون ما صدر عنها خطأً، فقد كانوا يدركون أنّ ذلك مستبعد الحدوث في عزّ الصّيف. وراحوا يمارسون سخريتهم من خلال منشورات توحي بأنّ العاصفة الثّلجيّة حدثت فعلًا، ويرصدون تجلّياتها في "أرض الواقع".

من ذلك قول أحدهم "سيّارتي محاصرة بالثّلج في مفترق الطّرق. النّجدة". وقول آخر مرفوقًا بصورة: "بعد الهبّة التّضامنيّة الشّعبيّة مع تيزي وزّو إثر ما عرفته من حرائق، هبّة منقطعة النّظير مع المسيلة إثر العاصفة الثّلجيّة". وذهب أحد النّشطاء الثّقافيّين إلى القول إنّ جمعيته علّقت نشاطاتها الميدانيّة لصعوبة الوصول إلى الشّوارع المملوءة بالثّلوج".

هنا، يقول النّاشط أيّوب روباش إنّ انتعاش المنشورات السّاخرة عقب الخطأ الذي بثّته منابر إعلاميّة وطنيّة ليس مردّه الاستهزاء بها فقط، بل كان أيضًا تنفيسًا من سكّان المنطقة والجزائر ككلّ عن حالة من التبرّم من الحرارة المرتفعة التي عرفوها خلال هذه الصّائفة؛ "وما إقدامهم على نشر صور ومشاهد مثلجة إلّا حالة حالمة بها. كما لا يجب أن نغفل حاجة الجزائريّين إلى فرصة للتندّر والضّحك، بعد واحد من أقسى الأسابيع في حياتهم هو الذّي شهد محرقة الفنّان الشّاب جمال بن إسماعيل".

وما كانت قناة "بي بي سي" عربي تقع في الفخّ؛ يقول محدّث "الترا جزائر"، لولا كثرة تفاعلات الفسابكة الجزائريّين مع الطّرفة؛ وتعاملهم معها كما لو أنّها وقعت فعلًا، من خلال استدعائهم لمشاهد ثلجيّة سابقة كانت توحي بأنّها بنت اللّحظة. مع ذلك كان على معدّي التّقرير في "بي بي سي" عربي أن يتحرّوا أكثر، تحقيقًا للرّوح المهنيّة.

ينتظر كثيرون الطّريقة التّي ستعتذر بها قناة "بي بي سي" العريقة لمشاهديها

ومن وجهة نظر أخرى، يقرأ النّاشط علاء الدّين لصفر أصل الخطأ، في تدوينة فيسبوكيّة له، من زاوية الإلهاء المتعمّد، "حيث تعمد الصّفحات لنشر أخبار  ساذجة جدًّا لدرجة جعل قطيع من روّاد المنصّات تتداول الحديث عنها لتغيير وجهة المجموعات عن أخبار أخرى".

وينتظر كثيرون الطّريقة التّي ستعتذر بها القناة العريقة لمشاهديها؛ بعد هذا الفخّ الفيسبوكيّ الجزائريّ. فهل ستفعل أصلًا؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

غلقٌ مفاجئ لقناة "لينا" التلفزيونية بمبرّر ضربها الوحدة الوطنية

"فرانس 24" غير مرغوب فيها بالجزائر