07-مايو-2023
تبون

(الصورة: فيسبوك)

قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأحد، إنّ الجزائر عازمة على وضع ملف التاريخ والذاكرة بعيدًا عن أية مساومات أو تنازلات.

الرئيس تبون جدّد عزمه عن طريق لجنة المؤرخين على استعادة الأرشيف والممتلكات ورفات المقاومين من فرنسا

وفي رسالة وجّهها للشعب، عشية إحياء اليوم الوطني للذاكرة المخلد لذكرى مجازر 8 أيار/ماي 1945، أكّد الرئيس تبون "إن الدولة، وفاءً للتضحيات الجسيمة التي خاضها الشعب الجزائري بإباء وشرف، عازمة في جزائر جديدة سامقة وفية على أن تضع ملف التاريخ والذاكرة في المسار الذي نتمكن فيه من إضفاء كامل الشفافية والنزاهة والموضوعية، بعيدا عن أية مساومات أو تنازلات."

وأضاف: "وفي هذا السياق، فإننا نتطلع في المدى القريب إلى إحراز التقدم المأمول في هذا المسار، آخذين في الحسبان الأهمية التي يكتسيها العمل الموكول للجنة المشتركة من المؤرخين لمعالجة جميع القضايا بما في ذلك تلك المتعلقة باستعادة الأرشيف والممتلكات ورفات المقاومين والتجارب النووية والمفقودين."

وفي هذا الشأن، شدّد الرئيس تبون على أنه "كنا قد أكدنا أكثر من مرة أننا ماضون بحزم في الدفاع عن حق الشعب الجزائري بتكثيف المساعي لمعالجة مسألة التاريخ والذاكرة بشجاعة وإنصاف وبإضفاء الوضوح الكامل على هذا الملف الحساس."

وتابعت الرسالة: "إن هذه الذكرى تندرج ضمن الأيام الوطنية الخالدة التي صنع فيها هذا الشعب العظيم أمجادًا وملاحم تاريخية عظيمة ستظل متجذرة في وجدانه، لتذكي في نفوسنا النخوة وتقوي اللحمة الوطنية والروابط بالوطن وتزرع في ضمير الأمة الاعتزاز بروح النضال والمقاومة التي ترسخت لدى أبناء أرض الجزائر الزكية وعبر الأجيال المتعاقبة."

وأردف: "لقد أنجبت الجزائر على مر تاريخها العريق أجيالًا من الوطنيين المقاومين والمناضلين تشهد على تعلقها بمثل الحرية والكرامة، وما يوم الثامن أيار/ماي 1945 الذي عملنا على تكريسه يوما وطنيا للذاكرة، إلا تعبيرا ساطعا قويا عن روح المقاومة الأصيلة في الأمة وتمسكها بتلك المثل النبيلة."

وذكّر رئيس الجمهورية بأنّ "الوطنيين الأحرار ظلوا من أبناء مدرسة الحركة الوطنية على مدى سنوات مريرة من النضال الوطني يهيئون لساعة الحسم التي دوت فيها حناجر الثائرين في سطيف وقالمة وخراطة وغيرها من المدن، في ذلك اليوم المشؤوم الذي كشف عن فظاعة وبشاعة المجازر المرعبة التي ارتكبها غلاة الاستعماريين، فكانت تلك الجريمة ضد الإنسانية منطلقا لتدويل القضية الجزائرية وطرحها في أروقة هيئة الأمم المتحدة.. إلى أن انبثقت من زخم النضال الوطني المستميت شرارة الكفاح المسلح في الفاتح من نوفمبر المجيد 1954."

ودعا إلى "جعل من مثل هذه المناسبات ومن الأمجاد التي يحفظها التاريخ للأمة الجزائرية عبر المراحل والحقب إرثًا وطنيًا غاليًا، يغرس في نفوس الأجيال المتعاقبة الوفاء للشهداء الأبرار الذين نترحم على أرواحهم الطاهرة ونتوجه بمناسبة الذكرى الثامنة السبعين (78) لمجازر 08 أيار/ ماي 1945، إلى إخوانهم المجاهدين أطال الله في أعمارهم بالتحية والتقدير."

وفي 8 أيار/ماي 1945، ارتكب المستعمر الفرنسي مجازر بشعة في حقّ متظاهرين مطالبين بالاستقلال بمناطق سطيف وقالمة وخراطة، شرق العاصمة، ذهب ضحيتها 45 ألف شهيد، حسب تقديرات رسمية.