قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إنّ "الوضع المأساوي الذي يسود في ليبيا الشقيقة، التي تتقاسم معها الجزائر حدودًا طويلة ومصيرًا مشتركًا، لا يزال يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلينا".
تبون: الجزائر تدعم بقوّة الجهود المستمرّة لإنهاء الاقتتال في ليبيا بصفة دائمة
وأوضح تبون، في كلمته خلال قمة الاتحاد الأفريقي، اليوم بأديس أبابا، أنّ "الشعب الليبي الشقيق لا يستحقّ الويلات التي يكابدها اليوم"، مشيرًا إلى أن الجزائر لا تزال تقترح احتضان الحوار بين الأشقاء الليبيين، "وفاءً منها لتقاليدها الدبلوماسية ووفق ما تمّ التأكيد عليه في برلين، ومؤخّرًا في برازافيل خلال قمة لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا".
وشدّد تبون على أن الجزائر، "التي تدعو إلى وقف التدخّل في ليبيا، تدعم بقوّة الجهود المستمرّة لإنهاء الاقتتال فيها بصفة دائمة، وإلى تهيئة الظروف للحوار بين الإخوة الليبيين"، معتبرًا أن هذه هي "الطريقة الوحيدة التي بوسعها إيجاد مخرجٍ للأزمة، حتى لا يصبح هذا البلد الأفريقي ملعبًا للمنافسات بين الدول".
من جانب آخر، أبرز الرئيس الجزائري أن هذه القمة العادية، تنعقد في "ظرف خاصٍّ لقارتنا، تميزه جملة من التحدّيات المتعدّدة كالإرهاب والتطرّف والمتاجرة بالمخدّرات وتعدّد بؤر التوتّر والأزمات التي زادت حدّتها بشكلٍ مفرط"، وهو ما يشكل -حسبه- "عائقًا حقيقيًا في وجه التنمية والتطوّر لبلداننا، ويقوّض جهودنا المشتركة لمحاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية".
ودعا تبون الدول الأفريقية، للاقتداء بما وصفها التجربة "الناجحة" التي عاشتها الجزائر منذ استقلالها، والتي تعزّز حسبه، اليقين بأن حلّ الأزمات في قارتنا يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية، دون أي تدخّل أجنبي".
وأضاف أنه "انطلاقًا من هذه القناعة الراسخة، ستساهم الجزائر دومًا وبلا هوادة، في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والآمن في أفريقيا، كما ستواصل دعمها للمبادرات الرامية إلى فض النزاعات والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب التي تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها الأساسية، وممارسة حقّها في تقرير المصير، ومن أهمّها القضية الفلسطينية".
ويعتبر هذا الخطاب الأوّل من نوعه للرئيس تبون، في منبر الاتحاد الأفريقي، الذي تعتبر الجزائر من أبرز أعضائه. ولمدّة ثماني سنوات، غابت الجزائر ممثلة برئيسها في قمم الاتحاد الأفريقي، بسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يمنعه من السفر.
اقرأ/ي أيضًا:
أطماع فرنسية في ليبيا.. يدٌ مع الوفاق وأخرى على النفط
الجزائر تُرسل مساعدات إنسانية "هامّة ومستعجلة" إلى ليبيا