تجريم الاستعمار...هل يتبنّى الأفارقة مُبادرة "التعويضات والظّلم الكولونيالي"؟
14 فبراير 2025
من المُنتظر أن تُطرح قضية العدالة التاريخية عن الظلم الاستعماري على طاولة القمة الأفريقية على مستوى الرؤساء المقررة يومي 15 و16 شباط/ فبراير الحالي بأديس أبابا.
تسعى هذه المبادرة إلى سحب اعتراف واسع بالظّلم الذي لحِق بالشعوب الأفريقية على مرّ عقود من الزمن
وقبل هذه الخطوة سيُقدّم وزير الخارجية، أحمد عطاف، لائحة مشروع تجريم الاستعمار، وُسِمت بـ "العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل أفريقي من خلال التعويضات عن الاستعمار"، ومناقشتها على مستوى اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة يومي 12 و13 شباط/ فبراير الحالي في قمة أديس أبابا.
هذه الخطوة داخل الاتحاد الأفريقي التي تتبناها الجزائر من شأنها أن تُنهي أحد فصول الاستعمار، وتقديم تعويضات عادلة للدول والمجتمعات الأفريقية المتضررة.
وقبل أكثر من شهر من الآن، تحدّث وزير الخارجية أحمد عطاف عن اللائحة في نهاية كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، أثناء سرده لحصيلة الدبلوماسية الجزائرية خلال عام 2024، وقال إنّ: "موضوع تجريم الاستعمار سيكون مطروحا على طاولة الاتحاد الأفريقي شهر فبراير 2025".
وأضاف أنّ " تجريم الاستعمار له بُعد دولي، ولا يقتصِر فقط على الجزائر، وهو ما ستسعى إلى الدفع به خلال القمة الأفريقية، إذ يُعتبر الضّغط من أجل الاعتراف التعويضات أهم بكثير من السكوت على المظالم التاريخية التي لا تزال تؤثر في الشعوب.
يأتي ذلك في وقت يشهد توترات سياسية حادة بين الدول الاستعمارية السابقة وبعض الدول الأفريقية، حيث تعتمد اللائحة إلى رؤية قوية، تهدف إلى تقديم تعويضات مالية، وتدعو هذه المبادرة إلى محاسبة القوى الاستعمارية السابقة عبر آليات دبلوماسية وقانونية، ممّا يفتح الأفق لتحقيق العدالة للأجيال.
لائحة المظالم الاستعمارية
ترمي اللائحة إلى تسليط الضوء على الظّلم التاريخي الذي تعرضت له العديد من الشعوب الأفريقية نتيجة للاستعمار، وما ترتب عليه من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية مازالت تلقي بآثارها السلبية عليها لحدّ اليوم.
يتحدّث الخبير في حقوق الإنسان، فريد حاج الطاهر عن فتح ملف يستهدف الدفاع عن حقوق الشعوب الأفريقية، في علاقة بالتمييز العنصري والاستعباد والإبادة الجماعية، وسلب الثروات أيضا.
وأوضح في إفادته لـ"الترا جزائر" أنّ اللائحة وكما هي مُوجّهة لاجتماع الوزراء تستهدف توحيد الصف الأفريقي لتحقيق العدالة الإنسانية عبر التعويضات عن تلك الجرائم".
ووفقًا لما جاء في اللائحة؛ "تسعى هذه المبادرة إلى سحب اعتراف واسع بالظّلم الذي لحِق بالشعوب الأفريقية على مرّ عقود من الزمن"، حسب حاج الطاهر.
وبخُصوص التعويضات شَمَلت اللائحة أيضاً "تعويضات عن طريق تقديم مساعدات مالية، إلى جانب استثمارات في مجالات البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية لتعزيز التنمية الاقتصادية في البلدان التي تأثرت بالاستعمار".
العدالة التاريخية؟
بعيداً عن المصادقة عن اللاّئحة، المنتظرة يومي قمة الرؤساء ( (15-16 فبراير) الجاري؛ يرى المتحدّث أنّ "السكوت عن المظالم التاريخية سيُعزّز قاعدة سلب الحقوق دون عدالة، لهذا فإنّ اللائحة إن تمّت المصادقة عليها في قمة الرؤساء ستحرك المنظمات الدولية من أجل محاسبة القوى الاستعمارية عن جرائمها ولن تفلت بذلك من العقاب".
تجريم الاستعمار له بُعد دولي، حيث تسعى الجزائر بالدفع به خلال القمة الأفريقية خاصة وأنّ الضغط من أجل الاعتراف والتعويضات أهمّ بكثير من السكوت على المظالِم التاريخية
أخيرًا، تدعو اللائحة إلى إشراك المنظمات الدولية في محاسبة القوى الاستعمارية السابقة، بما في ذلك الضغط الدبلوماسي أو اللجوء إلى الإجراءات القانونية في المحاكم الدولية، مما يعزز شعور المسؤولية العالمية تجاه هذه القضايا.
يعتبر المتابعون لهذا الملفّ التاريخي والسياسي، أنّ الجزائر وعدة دول أفريقية، قد دعمت هذه المسألة وستضغط أكثر لتحويل المبادرة من المحلي الخاص بكل دولة إلى تجمع القوى لأجل التحرّك الدبلوماسي الجماعي وباسم القارة السمراء تحت مِظلّة الاتحاد الأفريقي.
وتدفع الجزائر بالنقاش حول تجريم الاستعمار الفرنسي، إذ ذكرت المحامية الحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم أنّ هذه المسألة لا يمكن أن تسقُط طالما أنّ تبعاتها وتداعياتها على الجزائر وعلى عدد من الدول الأفريقية مستمرّة.
المُحاسبة
بالإضافة إلى الجُرح المورُوث من الاستعمار لعُقود، تقول بن براهم في إفادتها لـ" الترا جزائر"، هناك تداعيات وخيمة تكبّدتها عديد البلدان الأفريقية وما آلت إليه أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية السلبية ناهيك عن إنهاك للثروات.
وأكدت على أنّ معاناة القارة السمراء ليست وليدة الحاضر بل هي ضاربة في عمق التاريخ بسبب الاستعمار الفرنسي على وجه الخصوص واجتثاثه للخيرات، ولا يمكن الصمت عنه.
كما لا تُعدّ المبادرة حلقة منفرِدة عن محاسبة القوى الاستعمارية بالتعويضات المادية فحسب؛ بل هي خُطوة نحو تحقيق العدالة التاريخية وقبلها افتكاك الاعتراف بالظلم الذي مارسه الاستعمار لسنوات طويلة.
اللاّفت أنّ هذا التطور على الصعيد الأفريقي؛ يُمكِن أن يسمح بتصحيح المسار التاريخي أمام دعوات في عدد من الدول الأفريقية لبسط العدالة والمساواة، وردّ المظالم وحق الشعوب جراء مُعاناة طويلة تسبّب فيها الاستعمار .
الكلمات المفتاحية

الجزائر تُعزّز المساعي القانونية الأفريقية لتصنيف الاستعمار كجرائم حرب
تعملُ أربع دول أفريقية، هي الجزائر وجنوب أفريقيا وغانا ونيجيريا، على تطوير آليات سياسية وقانونية لتنفيذ القرار الأفريقي الذي يطالب بـ "تصنيف الاسترقاق، الترحيل والاستعمار كجرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية".

التحالفات الحزبية تطغى على انتخابات "السينا".. سيناتورات "هجينة" مُنتظرة
على بُعد ساعات من فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين على مستوى مقرات المجالس الولائية لاختيار أعضاء مجلس الأمة (الغرفة العليا للبرلمان) في إطار التجديد النصفي كل 3 سنوات. تضبط التشكيلات السياسة الروتشات الأخيرة على وقع تحالفات سياسية مُحكمة لضمان تدارك تفاوت التمثيل الحزبي عبر المجالس المنتخبة على المستوى الوطني.

أحمد عطاف في الشرق الأوسط.. ترتيب الأوراق مع سوريا ولبنان
أعادت الجزائر ترتيب علاقاتها مع سوريا ولبنان بناءً على الوضع السياسي والمؤسساتي الجديد للبلدين، وباشرت بالنّسبة لدمشق علاقة سياسية جديدة مع السلطة الحاكمة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

المخرج عباس فيصل: تمثيل الجزائر في مهرجان "العودة" الفلسطيني شرف لا يقدّر بثمن
عباس فيصل ممثل مسرحي ومخرج سينمائي صاعد متخصص في صناعة الأفلام الوثائقية، حاصل على شهادتي تقني سامي في المحاسبة والتسيير، وليسانس في علم المكتبات والمعلومات، يترأس نادي الفن السابع بالجزائر العاصمة، شارك في عدد من المهرجانات الدولية وسيكون له حضور في مهرجان فلسطيني قريبا، سيتحدث عنه وعن تيمته وعن فيلمه الذي سيعرض ضمن هذه الفعالية، كما سيتطرق عبر حواره مع "الترا جزائر" إلى السينما…

بورحيل: التقنيات الرقمية تُشكل خطرًا على القصّر
أكد رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، سمير بورحيل، على ضرورة اتخاذ خطوات قانونية وتنظيمية شاملة لحماية القصر وضمان احترام حقوقهم الرقمية.

وزير الداخلية الفرنسي ..تنفيذ ردّ تدريجي على الجزائر قريبًا
قال وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، إنّ السلطات الفرنسية ستبدأ في اتخاذ تدابير ضدّ الجزائر، ردًّا على رفض الأخيرة قبول قائمة من رعاياها المطلوبين للترحيل من فرنسا.

15 سنة سجنًا نافذا لتاجر في قضية المضاربة بفاكهة الموز
أصدرت محكمة السانية بمجلس قضاء وهران، أمس الاثنين، حكمًا بالسجن 15 سنة نافذة على تاجر متورط في قضية حجز كمية كبيرة من الموز كانت موجهة للمضاربة غير المشروعة، وفقاً لما أفاد به بيان لنيابة الجمهورية لدى نفس المحكمة.