تجفيف قاموس "التزلف" للرئيس بالجزائر

طلب الرئيس عبد المجيد تبون، من كافة المسؤولين بالدولة، التوقف عن استعمال عبارة "بتوجيهات وبتعليمات من رئيس الجمهورية"، خلال حديثهم العلني للمواطنين.

يُحاول تبون من خلال هذه المسحة الشكلية، إعطاء انطباع بأنه يختلف عن سلفه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة 

وأوضح محمد السعيد بلعيد، الناطق باسم الرئاسة الجزائرية، أن تبون وجّه تعليمة إلى جميع مسؤولي الدوائر الوزارية ومؤسسات الدولة، بالكف عن استخدام هذه العبارة شديدة التداول على ألسن المسؤولين.

وقال محمد السعيد خلال ندوة صحافية عقدها اليوم بمقر الرئاسة، إنّ "الذي أمر بسحب لقب الفخامة يوم تنصيبه لم يطلب التقديس والتمجيد، إنما طلب من الجميع أن يكونوا سندًا قويا له"، على حدّ تعبيره.

ويأتي هذا القرار، بعد أن كان تبون في بداية وصوله لمنصب الرئيس عقب انتخابات 12 كانون الأول/ديسمبر، قد طلب بسحب لفظ الفخامة المقرون باسم الرئيس، من التداول الرسمي وفي التصريحات.

ويُحاول تبون من خلال هذه المسحة الشكلية، إعطاء انطباع بأنه يختلف عن سلفه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل في عهده تقديس منصب الرئيس إلى مستويات غير مسبوقة.

وكان الوزراء زمن الرئيس السابق، يصرّون في كل تصريحاتهم التي ينقلها التلفزيون الرسمي، على الحديث بأنهم يتخذون القرارات عملًا بـ "توجيهات فخامة رئيس الجمهورية".

ومن خلال هذه العبارة، كان الوزراء يحاولون إقناع الرأي العام بحضور الرئيس بوتفليقة، ومتابعته لكلّ ما يجري في البلاد، ردّا على الشكوك التي كانت تدور حول قدرته الصحيّة على ممارسة السلطة.

وكان هذا السلوك المعروف شعبيًا في الجزائر بـ"الشيتة"، يلقى استهجانًا كبيرًا بالنظر إلى أنه كرّس قاعدة للوصول لمنصب المسؤولية، تقوم على الولاء لشخص الرئيس بعيدًا عن الكفاءة.

اقرأ/ي أيضًا:

الرئيس عبد المجيد تبون يباشر تغييرات جديدة في طاقمه الرئاسي

الإعلام الجزائري بعد الحراك.. خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الخلف